عمر عبد الهادي [email protected] أثارت تصريحات الرئيس الإيراني حول ملء الفراغ الذي سوف ينتج عن الإنسحاب الأميركي المتوقع من العراق والمنطقه جدلا واسعا بين بعض السياسيين وكثير من المثقفين والكتاب العرب. صرح الرئيس أحمدي نجاد ان بلاده بالإشتراك مع الشعب العراقي ودول المنطقه وخص بالذكر السعوديه يمكنهم متعاونين ان يملؤوا الفراغ الناتج عن مغادرة الأميركان للمنطقه, ملمحا بذلك لتبعات الهزيمه الأميركيه في بلاد الرافدين. هذا التصريح الإيراني ينسجم مع الموقف الذي تردده الجمهوريه الإسلاميه في مناسبات عده للتعبير عن رفضها للوجود الأميركي في المنطقه وينسجم مع دعواتها المتكرره لدولها من أجل ان يعملوا سويا لإرساء الامن فيها من قبل ابنائها فقط . ان الاعتراض على الدعوه الأخيره لأحمدي نجاد لا يخدم سوى اسرائيل واميركا وحلفائها من بعض العرب العاشقين لها بلا حدود.
لقد اقدمت اميركا على احتلال العراق بعد ان صنفته وايران من دول محور الشر ثم اضافت اليها سوريا فيما بعد, كما صنفت حركات المقاومه العربيه والإسلاميه بالحركات الإرهابيه وبدا واضحا أن احتلال العراق كان الهدف الأول ثم يليه الهدف الثاني فالثالث, ولا شك ان ايران وسوريا ادركتا هذه الحقائق وشعرتا بالأخطار الجسيمه وترسخت قناعة لديهما ان التمكين والنجاح الأميركي في العراق سوف يشجع بالضروره اميركا على توجيه مدافعها وجنودها نحو ايران او سوريا او نحو كلاهما معا. مما جعل الإحتلال الأميركي للعراق تهديدا مباشرا لهما إضافة لكونه تهديدا استيراتيجيا للمنطقه بأسرها. ما ذكرناه من حقائق دفع ايران تحديدا لتقديم كافة اشكال الدعم للمقاومه العراقيه السنيه والشيعيه لأن التهديدات الأميركيه لها تضاعفت بسبب مشروعها النووي الذي جلب أرقا لكل من أميركا وإسرائيل. أرادت ايران بالتحالف مع سوريا أن تكبح الهيمنه الاميركيه لتكسر شوكة الإحتلال وتبعد شروره عنها وعن سوريا وسائر المنطقه ثم تؤسس لنظام امني اقليمي تشارك فيه كافة دول المنطقه وهذا هو جوهر دعوة احمدي نجاد لما أطلق عليه "ملء الفراغ".
(سته زائد اثنين) او دول العرب المعتدله التي دعمت الاحتلال وأدارت ظهرها لمقاومته شعرت بالإستياء من تصريحات نجاد بشأن ملء الفراغ بدلا من أن تتلقفها وتسارع لإحتضانها , دول (سته زائد إثنين) أطلقت العنان لأقلام كتابها ومثقفيها كي تهاجم احمدي نجاد وتطعن بدعوته وتصورها على انها محاوله استعماريه ايرانيه يهون امامها الإستعمار الغربي القديم والحديث وتصف كلام الرئيس الايراني بانه يدعو لهيمنة ايران على بلاد العرب والمسلمين بما يفوق هيمنة اسرائيل واميركا على اجزاء مقدسه من اراضيهم في فلسطين والعراق وافغانستان. اننا نقف امام اصرار الخبثاء من أبناء جلدتنا على معاداة الصديق ومصادقة العدو ولو كلف هذا التصرف شعوبهم افدح الأثمان.. ولله في خلقه شؤون.