طالب الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوي وعضو مجلس الشعب السابق بإعادة الاعتبار للأزهر ومساواته بالكنيسة، وألا يكون هناك وزير له، بحيث يصبح مؤسسة يجري انتخاب شيخها، مثلما يفعل الكرادلة في الفاتيكان، الذين ينتخبون رأس الكنيسة، منبها إلي ضرورة عدم فهم نص ما يقول علي ظاهره. وقال قطب في الندوة، التي عقدتها نقابة الصحفيين لمناقشة دور الأزهر وسبل تطويره: «إذا كان عمرو بن العاص قد أعطي الحرية للقساوسة في الكنائس، فمن حق المشايخ أن يأخذوا الحرية في المساجد،. مستدركا: «لا يوجد الآن بين هؤلاء الدعاة عمر عبدالرحمن، حتي تخاف الحكومة منهم». وأضاف: أرجوا ألا يفهم كلامي علي أنه يهدف إلي ضرب الوحدة الوطنية، فأنا أطالب بأن يتساوي الدعاة مع القساوسة، الذين لا يتدخل أحد فيما يقولونه في الكنائس. ورفض قطب فكرة تنصيب وزير للأزهر، مشيراً إلي أن دور شيخ الأزهر كدور البابا شنودة مع الفارق، مؤكداً أن أي أزهري لا يصلح أن يكون وزيراً لشؤون الأزهر، معللاً السبب بأن منصب الوزير سياسي لكونه عضواً متضامن مع الحكومة علي حد قوله. وتابع: فن الدعوة وفلسفة الإسلام تقول إن المؤسسة الدينية علي يمين الحاكم ولا علاقة لها بالسياسة، مشدداً علي ضرورة أن تكون المؤسسة الدينية مستقلة. وألقي قطب باللائمة علي نظام التعليم في الأزهر، مشيراً إلي أنه سبب تدهور مستوي الدعاة في الوقت الراهن، موضحاً أن أوائل الأزهر في الثانوية يفضلون الالتحاق بكليات الطب والصيدلة والهندسة، بينما لا يدخل كليات الدعوة وأصول الدين سوي أصحاب المجاميع الضعيفة. وربط بين هذا التدهور وبين التردي في العالم كله و مصر، وقال إن هذا الأمر مستهدف بأن يتم تخصيص الضعيف لكي يكون ضعيفاً أمام كل سلطة، فالقضية ليست الأزهر ولكن قضية إعداد أجيال للتبعية. وأكد قطب أن هناك مؤامرة نسجت «بليل» للقضاء علي دور الأزهر، لافتا إلي أن المؤامرة من الخارج مدونة في سجلات رسمية بوزارتي الحرب الفرنسية والبريطانية، لتفتيت الأزهر، الذي عزل خورشيد باشا وقتل كليبر ومؤامرة أخري من الداخل يدبرها المستفيدون من ساحات ومنابر مبتكرة وهو ما يستوجب اليقظة والتصدي لها. وقال أنا شاهد أمام الله أن الحكومة في الثلاثين عاماً الماضية لا تطلب شيئاً من أحد، و لكنها توظف من لا يعلم المطلوب منه، هي تجيد فن التجنيد وهم يتطوعون لقصور منهم. ومن جانبه دعا الدكتور أحمد السايح، الأستاذ بجامعة الأزهر إلي جمع كلمة المسلمين قائلا: «نريد أن نبعد كلمة سنة وشيعة وأن نعمل علي جمع كلمة المسلمين فالقضية قضية إسلام لا تعصب فيها». وأكد أنه لا توجد تسمية «أهل السنة» في تاريخ المسلمين. وشددت مداخلات المشاركين في القاعة علي ضرورة فصل منصب شيخ الأزهر عن رئيس مجلس الوزراء، مرجعين ما سموه التدهور التعليمي والإداري وغياب رجال الأزهر إلي الاستبداد السياسي.