الناطق الرسمي باسم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري حدد يوم ال25 من سبتمبر/ أيلول الجاري موعدا لعقد الجلسة البرلمانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. وأعلن الناطق باسم بري أن الدعوة التي وجهت للنواب طالبتهم بالحضور إلى المجلس عند الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الثلاثاء الموافق للتاريخ المذكور لانتخاب رئيس يخلف الرئيس الحالي أميل لحود. وفي الوقت نفسه أكد برى، الذي يعتبر من أقطاب المعارضة، أنه لن يدخل قاعة الاجتماعات إلا في حال اكتمال النصاب القانوني المتمثل بثلثي أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 128 نائبا. يأتي هذا الإعلان عن جلسة انتخاب رئيس جديد للبنان ليحسم السجال السياسي بين قوى 14 آذار المعروفة باسم (الأكثرية النيابية)، والمعارضة بقيادة حزب الله والتيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون، حول النصاب القانوني للجلسة. إذ تتمسك المعارضة بنصاب الثلثين، فيما ترى الأكثرية الحاكمة إمكانية انتخاب رئيس جديد بالأكثرية المطلقة أي النصف زائد واحد. وتبدأ المهلة التي ينص عليها الدستور اللبناني في 24 سبتمبر/ أيلول الجاري، حيث يتوجب على المجلس الانعقاد بدعوة من رئيسه في الأيام ال10 الأخيرة من المهلة المحددة. الجدير بالذكر أن أيا من الفريقين لا يملك منفردا ثلثي مقاعد البرلمان، غير أن الأكثرية تستطيع تأمين الأكثرية المطلقة بواقع 65 صوتا. كان بري تقدم الأسبوع الماضي بمبادرة لحل الأزمة السياسية المرتبطة بانتخاب رئيس جديد للبلاد عندما أعلن استعداد المعارضة للتخلي عن المطالبة بحكومة الوحدة الوطنية توفر لها ما يسمى بالثلث المعطل، وذلك مقابل التوافق على اسم المرشح لمنصب رئيس الجمهورية. علما بأن المعارضة كانت تشترط للمشاركة في انتخاب الرئيس حصولها على حق النقض (الفيتو) في الحكومة وتعيين مرشح توافقي للرئاسة، بيد أن الأكثرية رفضت هذه المطالب. وقد أعلن عدد من المرشحين، من كلا الفريقين، عزمهم خوض الانتخابات الرئاسية التي تجري عن طريق البرلمان وليس الاقتراع المباشر، كما يقتضي الدستور الذي ينص أيضا على أن يكون المرشح مسيحيا مارونيا استنادا إلى مبدأ التوزيع الطائفي للسلطات السياسية. وتكتسب معركة الرئاسة اللبنانية أهمية غير عادية هذه الدورة نظرا لما لهذا المنصب من صلاحيات فى العلاقات الدولية والمعاهدات .. التى تمثل حجر الزاوية فى الخلافات المعلنة وغير المعلنة بين التيار التابع للتوجهات الغربيةالأمريكية والصهيونية والأوروبية من جهة وبين التيار الاستقلالى الذى تمثله قوى المعارضة بقيادة حزب الله.