الحق الذي لا مرية فيه أن شريعة الله عز وجل هي النور الذي من الله به على البشرية جمعاء.ليضئ للبشرية طريقها المظلم ومن أعرض عن شريعة الله عز وجل سيظل في تيه وفي ظلمات بعضها فوق بعض ولم يجني من بعده عن شريعة الله ونوره إلا الضنك والعنت في ظلمات الدنيا وحسرات الآخرة والعياذ بالله. ودليل ذلك في قوله تبارك وتعالى ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) الزمر (22) . ثم قال عز وجل : [اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ] (سورة الزمر اية 23) وأيضاً قوله تعالي : [ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ] المائدة (15 – 16 ) . فشريعة الله هي النور الذي امتن الله به علينا ولكن هذا النور لا يؤتي ولا يهدي إلا لمن امتثلوا أمر الله واجتنبوا نهيه ووقفوا عند حدوده وعملوا بطاعة الله على نور من الله راجين ثواب الله عز وجل. وكذلك لا يؤتي هذا النور إلا أقوام يقدرون الله حق قدره. فإنما نال شرف الحكم بما انزل الله وذاقوا حلاوته وجنوا ثماره رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ورجال امتثلوا أمر الله عز وجل في قوله : [ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ] أما نحن فمن بيننا من يتعاون القتل والتخريب والتدمير وسفك الدماء وحرق البلاد من أجل كرسي أو منصب عفن. * إنما نال شرف الحكم بما أنزل أقوام علموا وأيقنوا أن العزة إنما تكون في دين الله عز وجل والاعتصام بالله ووضح ذلك من قول أميرهم آنذاك عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله عز وجل). أما نحن فيقوم من بيننا من يزعم أنه ينتسب إلى الإسلام متهكماً على شريعة الله عز وجل أتريدون أن ترجعونا إلى عصر الأغنام والجمال ، ولو قرأ ذلك الجهول التاريخ بإنصاف لعلم أن الإسلام حول أشخاصاً من رعاة أغنام إلى قادة سادوا العالم أجمع وقادوا القافلة الإنسانية بجدارة واقتدار حتى كان البحر المتوسط يسمى بحيرة المسلمين ويحرم على غير المسلمين دخوله إلا بتصريح أو بإذن من أمير المؤمنين وتفوقوا في كل المجالات والعلوم حتى ترجمت كتبهم إلى مؤلفات كثيرة مازالت تدرس في جامعات أوروبا إلى الآن. إنما نال شرف الحكم بما أنزل الله أقوام كانوا يتنافسون في الطاعات والقربات إلى رب الأرض والسماوات فيأتي أحدهم بشطر ماله لينفقه في سبيل الله ويأتي الآخر بماله كله فيسأل ماذا تركت لأهلك فيقول تركت لهم الله ورسوله. أقوام أيقنوا بقول الله عزل وجل : [وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ] . فاستبقوا الخيرات وتسارعوا في صنائع المعروف وتقديم النفع للآخرين وكانوا خير الناس ولما لا وقد علمهم الذي لا ينطق عنه الهوى صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلى الله انفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله – عز وجل – سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن امشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في هذا المسجد شهر- : "الحديث"
وكذلك أخبرهم صلى الله عليه وسلم : ( أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) أما نحن فمن بيننا من يقطع الطريق ويدعوا إلى الإضرابات وتعطيل مصالح الناس وغلق أبواب المصالح الحكومية بالقوة والله عز وجل يقول [إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ] المائدة (33). * إنما نال شرف الحكم بما أنزل الله عز وجل أناس كانوا [ إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ] الأنفال (2) كانوا يعمرون بيوت الله ويحافظون على الجماعات ولم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة حتى قال قائلهم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان يؤتي بالرجل يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف فانظر إلى مدى حرصهم على تعمير بيوت الله استجابة لأمر الله عز وجل. أما نحن فمن بيننا المنافق والحاقد والمتربص وبائع دينه بعرض من أعراض الدنيا من بيننا من يستهزأ بآيات الله ويتراقص ساخراً وهو يقرأ بعض آيات القرآن (سلطانية سلطانية) بالإضافة إلى بعض البرامج التي تعد بملايين الجنيهات للسخرية من الدين وحمل الناس على كراهية الإسلام والإسلاميين. بل وظهر في هذه الأيام من يحاصرون بيوت الله عز وجل بالسب والشتم واللعن وسب الدين ولم يكتفوا بذلك بل همت طائفة منهم بحرق بيتاً من بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ليذكر فيها اسمه. * إنما نال شرف الحكم بما أنزل الله عزل وجل قوم [امتثلوا أمر الله عز وجل في قوله :" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ...". آل عمران (103) وكذلك أمره جل وعلا (ولا تتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فنبذوا الخلاف والفرقة ووحدوا كلمتهم على طاعة الله عز وجل وبذلوا النفس والنفيس من أجل نصرة الدين والمصلحة العليا للإسلام والمسلمين أما نحن فانظر إلى الخلاف والفرقة والتشرذم والتنافس والتسارع من الجميع بلا استثناء من أجل لعاعة من أجل عرض دنيء من أعراض الدنيا التي لا تساوي بأكملها عند الله جناح بعوضة ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقي كافراً منها شربة ماء". - إذاً فنحن نحتاج إلى إيمان يملأ القلوب وقلوب تنعم بطاعة الله فتعمل بما أمر الله وتمتثل أمره وتجتنبي نهيه لكي يتمم الله علينا نور شريعته وشرف الحكم بما أنزل جل في علاه قال جل وعلا : (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ {الرعد:11)