تمكّنت رابطة علماء فلسطين في لبنان من إجلاء أطفال ونساء عناصر "فتح الإسلام" من مخيم نهر البارد مساء الجمعة (24/8)، وفق إجراءات تم الاتفاق عليها عن طريق الرابطة بين جماعة "فتح الإسلام" وقيادة الجيش اللبناني. وقال عضو رابطة علماء فلسطين في لبنان الشيخ محمد الحاج، في تصريح خاص له بعد إتمام عملية إجلاء العائلات "إثر الاتصال الذي تلقيناه يوم الاثنين الماضي من أبي سليم طه، الناطق الإعلامي باسم جماعة فتح الإسلام، مبدياً رغبته بإخراج عائلات عناصر الجماعة، اتصلت الرابطة بقيادة الجيش اللبناني، التي رحّبت بدورها بهذه الخطوة، متعهدة تقديم كافة التسهيلات، لإتمام العملية، على أن يتم التواصل مع جماعة فتح الإسلام يوم الثلاثاء الماضي". وتابع الشيخ الحاج قائلاً "فوجئنا يوم الثلاثاء (21/8) بأنه تم، وبشكل متعمد، إتلاف شريحة الهاتف النقال الذي يعود لأبي سليم طه، علماً أنّ هاتف "أبي سليم" هو الهاتف الوحيد الموجود حالياً لدى الجماعة". وأضاف الحاج "بعد عدة اتصالات أجرتها الرابطة، تم إعادة تشغيل رقم الهاتف، ليتم التواصل مع الجماعة داخل المخيم، وانتظرنا يومي الثلاثاء والأربعاء ولم يتم الاتصال حتى مساء الخميس، وقد جرت سلسلة من الاتصالات ليلاً مع جماعة "فتح الإسلام" من جهة، ومع الجيش اللبناني من جهة أخرى، لتنظيم عملية الإجلاء". ومضى القيادي العلمائي إلى القول "وقد تم على ضوء اتصالاتنا الاتفاق على التالي: الإعلان عن هدنة مؤقتة أثناء خروج العائلات، وأن تتولى مجندات من الجيش تفتيش النساء والأطفال، وأن يتم أيضاً تسهيل عملية توصيل النساء والأطفال إلى ذويهم". وأوضح الشيخ الحاج أنّ الهدنة المؤقتة التي اتُفِق عليها "تبدأ من الساعة الثانية وخمسين دقيقة من بعد ظهر يوم الجمعة وتنتهي بالتأكد من إخراج جميع الأطفال والنساء"، وقال "فعلاً طوال نهار يوم الجمعة تمت الاتصالات بالجيش اللبناني، الذي أعدّ كل التسهيلات لإجلاء آمن وسليم". وتابع الحاج القول "نشر الجيش اللبناني منذ الصباح (يوم الجمعة) الجنود والآليات على طول الطريق الممتد من طرابلس إلى نهر البارد، وهيّأ مجموعة من الأخوات المجندات لاستقبال النساء والأطفال والقيام بمهمة التفتيش، والتأكد من إجراءات السلامة المتفق عليها". وزاد الشيخ محمد الحاج "فعلاً عند تمام الساعة السادسة من بعد ظهر يوم الجمعة، وأثناء سريان وقف إطلاق النار، بدأت مجموعة من النساء والأطفال بسلوك الطريق المتفق عليه على مداخل المخيم، حيث خرجت 22 امرأة و41 طفل". وأثناء عملية الإجلاء كان وفد رابطة علماء فلسطين يتابع عن كثب عملية الإجلاء، وقال الشيخ محمد الحاج في هذا الصدد "كنّا موجودين عند مدخل المخيم الجنوبي نتابع مع قيادة الجيش وجماعة فتح الإسلام، عملية الإجلاء وذلك بوجود اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني"، مؤكداً أنّ "عملية الإجلاء تمّت على بسلام وعلى أحسن وجه، وقد تولّت مجندات من الجيش اللبناني تفتيش النساء والأطفال، وسارت هذه العملية بسهولة ويسر". واستطرد الحاج قائلاً "الآن تم إخراج العائلات من المخيم عبر حافلات تابعة للجيش اللبناني، وتم استقبالهم في قاعة كبرى تابعة للجيش، حيث قدم لهم الطعام والشراب والفحوصات الطبية اللازمة، على أن يتم تسليم النساء والأطفال إلى أقربائهم بعد انتهاء الإجراءات الأمنية المتفق عليها". واعتبر الشيخ الحاج أنّ عملية إجلاء عائلات عناصر فتح الإسلام "هي الرد العملي على أولئك الذين يشككون بمصداقية الرابطة وجهودها"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "الرابطة تلقى احتراماً واضحاً من الجانب اللبناني بجميع تياراته وقواه ومؤسساته، وهو ما جعل من الرابطة الطرف الوحيد القادر على إطلاق مبادرات لحل أزمة نهر البارد". وختم عضو رابطة فلسطين في لبنان محمد الحاج تصريحه بالقول "نحن نعتبر عملية إجلاء عائلات جماعة فتح الإسلام خطوة على طريق الحل وإنهاء أزمة نهر البارد"، مضيفاً أنّ "هناك إشارات إيجابية أبداها جماعة فتح الإسلام، ونحن بصدد متابعة هذا الموضوع وصولاً إلى حل الأزمة" رافضاً الإفصاح عن تلك الإشارات.