قال دبلوماسي ان الولاياتالمتحدة حثت الرئيس الباكستاني برويز مشرف على دراسة سُبل التعاون سياسيا مع رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو. ويهدف هذا الجهد الرامي الى التشجيع على إبرام اتفاق سياسي والذي أوردت ذكره باديء الأمر صحيفة نيويورك تايمز الى تعزيز التأييد الشعبي المتناقص لمشرف وضمان استمرار تعاون باكستان مع الولاياتالمتحدة في الحرب على الارهاب. وقال الدبلوماسي الذي طلب ألا يُنشر اسمه بسبب حساسية الموضوع ان السفير الأمريكي لدى الأممالمتحدة زلماي خليل زاد اجتمع مع بوتو في الآونة الأخيرة وان الولاياتالمتحدة تشجع مشرف وبوتو على "دراسة سبل التعاون السياسي بينهما." وكان تقرير لصحيفة نيويورك تايمز قال نقلا عن مسؤولين باكستانيين وأمريكيين ان حكومة بوش تشجع بهدوء مشرف على اقتسام السلطة مع بينظير بوتو. وفي اسلام اباد رفض مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ريتشارد بوتشر الذي اجتمع مع القيادة الباكستانية خلال زيارة لاسلام اباد لمدة يومين الرد لدى سؤاله عما اذا كانت الولاياتالمتحدة تتوسط بين مشرف وبوتو. وقال ان الشعب الباكستاني يجب ان يختار حكومته القادمة في الانتخابات وانه شجع الزعماء السياسيين على المساعدة في ضمان نزاهة التصويت. واضاف بوتشر للصحفيين "شجعتهم أيضا على النظر فيما يمكن عمله لتعزيز الوسط المعتدل في السياسة الباكستانية." ورفض مسؤول امريكي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه القول بما اذا كانت حكومة بوش تشجع على إبرام صفقة بين مشرف وبوتو لكنه أوضح أيضا انها تريد أن ترى القوى "المعتدلة" في باكستان تعزز مواقعها. ولدى سؤاله عما اذا كانت الولاياتالمتحدة تخاطر بالظهور في موقف من يدعم حاكما عسكريا استولى على السلطة في انقلاب ابيض عام 1999 لكن حكومة بوش تعتبره حليفا حيويا رد المسؤول قائلا ان إبرام أي إتفاق مسألة ترجع للباكستانيين. واضاف "هذه ترتيبات سياسية قد تحدث وقد لا تحدث بناء على مصالح ورغبات الاحزاب الباكستانية." وقال "يمكننا ان نشجع الاحزاب على النظر الى مواضع تداخل المصالح. أي قرارات ستتخذها الاحزاب ( الباكستانية) المشاركة." وفي إشارة على القلق الامريكي قال المسؤول ان جون نجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية قد يزور باكستان في سبتمبر وهو ما سيكون ثاني رحلة له الى البلاد في أربعة أشهر. ويعكس الاهتمام الكبير القلق الامريكي من ان مشرف لم يفعل ما يكفي لمحاربة مسلحي حركة طالبان على الجانب الباكستاني من الحدود مع افغانستان بالاضافة الى بواعث القلق حديثا بشأن موقفه السياسي. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين طلبوا عدم نشر أسمائهم قولهم ان مسؤولي الحكومة الامريكية يعتقدون انه بالتحالف مع بوتو سيحصل مشرف على أحسن فرصة للتغلب على الازمة الداخلية ويحتفظ بمقعد الرئاسة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وباكستانيين قولهم ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ناقشت ترتيبات اقتسام السلطة حين اتصلت هاتفيا بمشرف الاسبوع الماضي وحذرته من اعلان حالة الطواريء في البلاد. وقالت الصحيفة ايضا ان بوتو أجرت سلسلة من المحادثات خلال الاسابيع القليلة الماضية مع كبار مسؤولي الادارة الامريكية ومن بينهم زلماي خليل زاد السفير الامريكي لدى الاممالمتحدة. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون مكورماك الذي كان يتحدث للصحفيين في واشنطن التعليق على ما اذا كان خليل زاد اجتمع مع بوتو لكنه أكد ان ادارة بوش تحدثت مع "كل الاطراف".