نالت الأوضاع الميدانية والتوتر في الضفة الغربية، خاصة بعد استشهاد فلسطيني في سجون الاحتلال وإطلاق المستوطنين النار على مواطنين فلسطينيين، اهتمام الصحف الإسرائيلية التي أكدت أن الجيش يستعد لانتفاضة جديدة. تطرقت صحيفة "معاريف" إلى التخوف من التصعيد الفلسطيني بعد استشهاد الأسير عرفات جرادات، ونقلت عن مسؤولين فلسطينيين قولهم إن "الأرض جاهزة لانتفاضة ثالثة". وأشارت "إسرائيل اليوم" إلى تأهب للاضطرابات، رغم حديث مسؤول بالسلطة عن احتمال طفيف لانتفاضة ثالثة. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي يستعد لانتفاضة فلسطينية ثالثة، مشيرة إلى أن الجيش يحذر منذ عدة أشهر من التدهور المقلق في الوضع الأمني في الضفة، وإلى ارتفاع عدد الأحداث العنيفة بمئات في المائة. ووفق الصحيفة فإن القيادة السياسية في الكيان الصهيوني "تعوّل على أن السلطة الفلسطينية لن تسمح للميدان بالاشتعال، على الأقل حتى زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إسرائيل"، مضيفة أنهم في إسرائيل سيبحثون "عن كل أنواع الابتكارات لإرضاء الفلسطينيين لتحقيق الإستقرار". وقالت يديعوت إن الحكومة تعد "سلة أوباما" للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهي: بعض السجناء المحررين، وبعض التسهيلات، وبعض المال، وعدة طيبات أخرى. لكنها أضافت أن ما يغذي الإحباط الفلسطيني ويحرك دواليب الانتفاضة التالية هو أن العالم العربي فقَدَ الاهتمام بالفلسطينيين، فيما تفعل إسرائيل ما تشاء. وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن الطريق السريع مفتوح نحو الانتفاضة التالية، وشككت في قدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة على مستوى اللهيب، مشيرة إلى قلق من "تحول الاحتجاج الشعبي إلى انتفاضة مسلحة". وفي افتتاحيتها وصفت صحيفة "هآرتس" المواجهات المتواصلة في الضفة بأنها "شرارات من شأنها أن تحدث شعلة كبرى إذا ما استمرت إسرائيل في تجاهل مصادر الغضب واعتمدت كعادتها على حلول عسكرية". ورأت الصحيفة أن الصيغة لتبديد التوتر في المناطق ليست سرا، "فهي تتطلب الشروع في المفاوضات الجوهرية مع الفلسطينيين، المشروطة بتجميد البناء في المستوطنات وبالتخلي عن المناطق". وفي هآرتس أيضا، أشار حاييم لفنسون، إلى أن الجيش الإسرائيلي اليوم أفضل استعدادا لمواجهة انتفاضة ثالثة مما كان عليه في الانتفاضة الأولى والثانية، مشيرا إلى تزايد حدة المواجهات في الأيام الأخيرة. وقال إن موضوع السجناء يهم الجمهور الفلسطيني جدا، وأثيرت إشاعات أيضا تقول إن السجين مات لأنه ضُرب، مضيفا أن "موت جرادات يزيد من التوتر الموجود أصلا في المنطقة". وخلص إلى أن سير الأحداث الآن يُذكر بالانتفاضة الأولى، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي أصبح خبيرا اليوم ويستعد لحماية الشوارع والمستوطنات، ومنع خروج "الإرهاب من الضفة إلى إسرائيل بالطبع". أما تسفي برئيل، فشدد في مقال له في نفس الصحيفة على وجوب أن تعمل إسرائيل "الآن وسريعا على حل مشكلة السجناء الأمنيين كي لا ينتشر الإضراب عن الطعام بين السجناء فيُغذي الاضطرابات والصدامات في شوارع المدن الفلسطينية". وخلص الكاتب إلى أن "علاجا صحيحا وسريعا لشأن السجناء المضربين عن الطعام -وإن كان يتطلب تنازلا- أدنى ثمنا بكثير من تصعيد قد تنتشر على أثره الإضرابات عن الطعام في جميع السجون وتُغذي الصدامات في شوارع المدن". سياسيا، ذكرت هآرتس أن وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري، يعتزم وضع تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في مركز نشاطه السياسي، والسعي إلى تحقيق اتفاق بين الطرفين في ولاية الرئيس أوباما الثانية.