خلفت الفيضانات التي تجتاح عدة بلدان في جنوب آسيا منذ عشرة أيام مقتل المئات في حين يواجه عشرات الملايين مخاطر الجوع والتشريد بسبب الأضرار التي نجمت عن تلك الفيضانات وفي ظل تعثر أعمال الإغاثة. وحسب أرقام أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية فإن عدد ضحايا الفيضانات التي ضربت الهند وبنغلاديش والنيبال ارتفعت إلى نحو 1900 قتيل، في حين نقلت رويترز أن 487 شخصا فقط لقوا مصرعهم جراء تلك الفيضانات. ويواجه عشرات الملايين من سكان تلك البلدان خطر التشريد بعدما دمرت منازلهم. ففي الهند يوجد نحو 30 مليون شخص مهددون بالتشريد، وفي ولاية بيهار الهندية لوحدها دمرت الفيضانات منازل 12 مليون شخص. وتعتبر ولاية بيهار المنطقة الأكثر تضررا من تلك الفيضانات الموسمية التي تعتبر الأقوى من نوعها منذ 30 عاما. وفي بنغلاديش يواجه نحو 20 مليون شخص نفس المخاطر بعدما غمرت المياه المناطق الوسطى من البلاد. وتوقع مسؤولو الأرصاد المزيد من الفيضانات في العاصمة داكا التي يسكنها 11 مليون شخص. وفي النيبال بدأت المياه تنحسر غير أن خبراء الأرصاد يقولون إن هناك مخاوف من احتمال هطول المزيد من الأمطار قريبا. وغير بعيد عن المنطقة قالت مصادر رسمية في فيتنام إن 14 شخصا لقوا مصرعهم في الأمطار التي نجمت عن إعصار ضرب وسط البلاد، مشيرة إلى أن عمال الإغاثة يواصلون العمليات لترحيل آلاف الأشخاص. ومع كبر حجم الأضرار التي تسببت فيها الفيضانات لم تستخدم السلطات الهندية سوى أربع مروحيات للقيام بعمليات إيصال إمدادات غذائية إلى المتضررين في بيهار، رغم شكاوى مسؤولي الأممالمتحدة من أن هذا لا يكفي على الإطلاق. وبات الناس المتضررون يتصارعون على الإمدادات الغذائية المحدودة، بينما تحدثت عدة مصادر عن تورط سياسيين ومسؤولين محليين في سرقة أغذية موجهة إلى المشردين. غير أن المسؤولين في باتنا عاصمة بيهار قالوا إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمواجهة الفيضانات غير المسبوقة، لكنهم اقروا بأن بعض الناس لم تصلهم عمليات الإغاثة.