مرسى قال لهم إن الإعلام الأمريكى يعاديه ويشوهه لأنه يخضع لسيطرة اليهود فازدادوا غضبا ! كشف الموقع الإلكترونى (الكابل) لتابع لمجلة فورين بوليسى الأمريكية تفاصيل اللقاء العاصف الذى جرى بين الرئيس محمد مرسى ووفد الكونجرس بزعامة السيناتور اليمينى المتطرف جون ماكين، الذى أصر على مناقشة الرئيس فى تصريح سابق له قاله عام 2010 خلال العدوان الصهيونى على غزة ووصف فيه مرسى الصهاينة بأنهم "مصاصو دماء وأحفاد القردة والخنازير". وكتب جوش روجين (Josh Rogin) من مجلة "فورين بوليسي" يقول إن الرئيس مرسى التقى سبعة أعضاء من مجلس الشيوخ فى جلسة مثيرة للجدل، أشار لهم ضمنا فيها إلى أنه "كان ضحية الإعلام الأمريكى الذى يديره اليهود"، وأن الجلسة توتر عقب هذا الكلام لأنهم اعتبروه أخطر مما قاله سابقا عن اليهود وهو سياسى ولم يكن رئيسا بعد !. وقال: قاد السناتور جون ماكين (جمهورى عن ولاية أريزونا) الوفد فى زيارة لمصر والأردن وإسرائيل وكذا أفغانستان، وقد ضم كلا من كريس كونز وكيلى أيوت، وليندسى جراهام وشيلدون وايتهاوس وريتشارد بلومينثال وكريستين جيليبراند، وشمل التوقف فى القاهرة لقاء مع الرئيس مرسى لمدة 90 دقيقة، وتطور الاجتماع إلى تجاذبات وأخذ ورد ونقاش غير مريح، مع ضغط أعضاء مجلس الشيوخ على الرئيس المصرى ليوضح لهم تصريحاته فى العام 2010م، والتى وصف فيها اليهود بأنهم "مصاصو الدماء يهاجمون الفلسطينيين"، وكذلك "أحفاد القردة و الخنازير". بعد الاجتماع، أصدر ماكين بيانا، قال فيه إن أعضاء مجلس الشيوخ "أعربوا عن الرفض القوى للتصريحات، وأن أعضاء مجلس الشيوخ أجروا نقاشا بناء حول الموضوع" مع الرئيس مرسى، كما أصدر المتحدث باسم مرسى بيانا بعد الاجتماع، قال فيه إن مرسى يؤمن بالحرية الدينية و"الحاجة إلى ضرورة التمييز بين الدين اليهودى ومن ينتمون إليه وبين أعمال العنف ضد الفلسطينيين العزل". ولكن داخل الاجتماع –حسب فورين بوليسى- كان النقاش حول تصريحات مرسى 2010 أكثر سخونة مما اعترف به كلا الطرفين علنا بعد ذلك، حسب ما أفاد به السيناتور "كونز" أحد أعضاء الوفد الذى قال فى مقابلة مع موقع (The Cable) الإخبارى، التابع لمجلة "فورين بوليسى": إن معالجة تصريحات الرئيس مرسى كانت البند الأول على جدول أعمال وفد مجلس الشيوخ، لكن الاجتماع لم يمض على ما يرام. "كونز" قال فى عنجهية: حاولنا منح الرئيس مرسى فرصة، فهو الآن الرئيس، لكى يضع تصريحاته فى سياق مختلف، لأنه كان يقول إن التصريحات قد اجتزأت من سياقها، وبدت هجومية جدا وغير لائقة" وأضاف: "لقد كانت المحادثة صعبة". وخلال الحوار قال مرسى لأعضاء مجلس الشيوخ إن قيم الإسلام تعلمنا احترام المسيحية واليهودية، وإنه قد أكد مرارا وتكرارا أنه ليس لديه وجهات نظر سلبية عن اليهودية أو الشعب اليهودى، ولكن بعد ذلك أتبع كلامه بخطبة لاذعة حول إسرائيل والممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين، وخاصة فى غزة. وقال عضو الكونجرس "كريس كونز": "ثم تجاوز مرسى الخط، وعلق بكلام جعل أعضاء مجلس الشيوخ يتراجعون فى جلستهم وهم على كراسيهم فى حالة صدمة" ! وأضاف: كان يحاول أن يشرح كلامه، ثم قال: "حسنا، أعتقد أننا جميعا نعلم أن الإعلام فى الولاياتالمتحدة قد ضخّم هذا الأمر وصنع منه قضية كبرى، ونعلم أن الإعلام فى الولاياتالمتحدة يخضع لسيطرة قوى معينة ولا يتعاملون معى بشكل إيجابى". وسأل موقع (The Cable) الإخبارى (التابع لمجلة "فورين بوليسى") عضو مجلس الشيوخ الأمريكى "كونز" عما إذا كان الرئيس مرسى قد ذكر اليهود تحديدا باعتبارهم القوى التى تسيطر على الإعلام الأمريكى، فرد "كونز" قائلا: إن كل أعضاء الوفد اعتقدوا أن التلميح كان واضحا . وأضاف: "إنه لم يقل اليهود، لكنى شاهدت أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين تراجعوا جسديا مثلما فعلت.. أعتقد أنه من المستحيل استخلاص أى استنتاج آخر". وعلق "كونز" على مجريات اللقاء، قائلا: "وبعدها اتخذ الاجتماع منعطفا سلبيا حادا لبعض الوقت، وكاد فعلا أن يتسبب فى اضطراب الاجتماع كاملا، حتى وصل إلى نقطة لم يكن بإمكاننا الاستمرار فيه". وأبدى أعضاء مجلس الشيوخ تعجبهم لمرسى من أنه لو كان يقول إن الانتقادات لتصريحاته فى عام 2010 سببها سيطرة اليهود على الإعلام، فإن هذا يمكن أن يكون أكثر هجومية من تصريحاته الأصلية عن اليهود. "مرسى" لم يقل إن الجالية اليهودية مسئولة عن تضخيم تصريحاته، لكنه قال شيئا "التأثير"، لا يمكن معه إلا الاستنتاج بأنه كان يعنى ذلك"، كما قال السيناتور "كونز". وتابع موضحا: "ومضى النقاش بشكل ساخن وحاد حتى قال السيناتور ماكين، فى نهاية المطاف، للمجموعة: حسنا، لقد ضغطنا عليه بأقسى ما يمكننا ذلك فى حدود الدبلوماسية"، وأضاف "كونز": "وبعدها، انتقلنا إلى مناقشة مجموعة من القضايا الأخرى..". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة