طالب الدكتور محمد وسام خضر ، كبير الباحثين ومدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء، بإعطاء المزيد من الاهتمام بفن الخط، العربي ، مؤكداً أن الاهتمام بهذا الفن رافد مهم من روافد الحفاظ على كتاب الله تعالى؛ لأن المسلمين إنما تفننوا فى جماله ليحْسِنوا من خلاله كتابةَ النص المقدس، كما تفننوا فى علم المقامات والأصوات ليحسنوا تلاوته وأداء معانيه، وفى فن الزخرفة ليزينوا صفحاته، وفى علوم الآلة ليحسنوا فهمه والسير على منهجه، مشيرًا إلى أن خدمة النص المقدس هو مهد ولادة العلوم الإسلامية ومحور ارتكازها وغاية مقصدها. جاء ذلك خلال كلمته فى مهرجان القاهرة الدولى للخط العربى ، الذى شاركت فيه دار الإفتاء المصرية ، ويقم في بيت السنارى التابع لمكتبة الإسكندرية، فى الفترة من 15 إلى 30 يناير 2013م، والذى تنظمه الجمعية المصرية للخط العربى ومركز النقوش والكتابات والخطوط فى مكتبة الإسكندرية. وألقى الدكتور خضر ، محاضرة عن الخطاط الفذ عبد الله الزهدى التميمى سليل الصحابى الجليل تميم الدارى رضى الله عنه، وخطاط مصر الأول، وكاتب الحرم النبوى الشريف رحمه الله؛ منوهًا بكتاباته الفائقة على ضريح المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وجدران مسجده الشريف وحرمه المبارك، وأن أعماله الخطية وكتاباته المبهرة كانت خير تتويج لِمَا فعله المسلمون ودرجوا عليه عبر العصور من كتابة آيات القرآن الكريم على جدران المساجد والمعاهد ومعالم الحضارة التى عمروها وشيدوها فى شرق الدنيا وغربها وقال خضر: "إن الخطاط عبد الله الزهدى قد استقر فى مصر وأن الخديوى إسماعيل استقبله بحفاوة وأعطاه لقب "خطاط مصر"، وأشاد بما كتبه من خطوط جميلة على جدران كثير من المعالم المصرية؛ مثل سبيل أم عباس، وسبيل الحنفى، ومدرسة أغا، ومسجد الرفاعى، وغيرها من الأماكن والآثار التاريخية، لافتاً إلى أنه كتب كسوة الكعبة المشرفة التى كانت ترسلها مصر إلى الحجاز، ثم توفى فى مصر ودفن فى جوار الإمام الشافعى رضى الله عنه ، وهذا يعكس ما لمصر من دور كبير فى احتضان المواهب وحسن تقديرها، وأنه جعلها نهاية مطافه بعد كتابة المسجد النبوى الشريف، فى إشارة إلى أنها قبلة الفنون الإسلامية وأنها ملتقى المبدعين ومحط أصحاب الملكات والمواهب. وأكد الدكتور خضرأن دار الإفتاء حاولت فى بعض فتاويها تصحيح ما يحاول البعض إثارته من تحريم ذلك ورميه بالضلالة والبدعة، وأن نهْى مَن نَهَى عن ذلك من الفقهاء إنما هو لخوفهم من تعرضها للسقوط والامتهان . الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة