المعسكر اليساري بكل طوائفه (الليبراليون , والناصريون , والاشتراكيون , والعلمانيون .. الخ) يرددون عبارة واحدة فى كل منتدياتهم ولقائآتهم وهى ( لا لاخونة البلد) وهم يقصدون منع الاخوان المسلمون الاستحواذ على جميع المناصب التنفيذية من وزرات الى محافظات الى ماهو اقل من ذلك من المناصب التنفيذية بحجة عدم التكويش كما يدعون . والمتابع من بعيد عن الطرفين يري ان فى ذلك اجحاف لحق الفصيل الذى فاز بالرئاسة , حيث اننا فى دولة ذات النظام الرئاسي يحق للرئيس المنتخب ان يعبن كل التنفيذين من حزبه كما هو معمول به فى كل دول العالم الديمقراطية , كما حدث مؤخرا فى امريكا , وفرنسا وغيرهم من بلدان اوروبا , وايضا هذا المبدأ يكون بمثابة اختبار للحزب الذى يحكم , اما ان يكون على مستوى المسئولية وبالتالى يستمر فى الحكم الى ان يبزغ حزب ينافسه , او يتعثر ويتراجع لثقل المسئولية وبالتالى يعطى الفرصة الى ظهور حزب اخر منافسا له يحتل مكانه بالصندوق . الا ان كلام الليبراليين يروق جدا للاخوان فى هذه المرحلة وهو يعتبر اتفاق دون ترتيب مسبق بينهما , لان جماعة الاخوان فؤجئت كما فوجىء جموع الشعب بالثورة , ووجدت نفسها فى الصدارة , ولكنها فى نفس الوقت تعلم ان لها اعداء فى الداخل والخارج يتصيدون لها الاخطاء فلا تريد ان تقع فى اى شرك , لذلك هى (الجماعة) تريد ان تسيطر على كل المناصب التنفيذية ( وهذا حقها كما اسلفنا)الا انها تخشي التعثر والتراجع وهذا يعنى نهاية جماعة الاخوان المسلمون كما حدثنى بذلك احد افرادها حينما دخلنا فى نقاش لماذا لم يتم تعين كل الوزارات والمحافظين من حزب الحرية والعدالة فوجئت بصديقي الاخوانى يقول ان هذا لايصلح الا فى الدول الديكتاتورية فقط , مما اثار تعجبي جدا , وقلت له هل فرنسا وامريكا تمارسان الديكتاتورية فى الانتخابات ؟ ام ان شعوبهما تختار من تريد بكل حرية ؟ طبعا صديقي لم يجب على سؤالى ولكنه قال بكل صراحة وحدة : ولكن لو تم تعيين كل المحافظين والوزراء من حزب الحرية والعدالة والاخوان ستكون سقطة مدوية . ظننت ان السقطة ستون لمصر , لكنه كان لطيفا حين اجابنى قائلا : بصراحة ماتقوله سيكون سقطة للاخوان وحزبها الحرية والعدالة ربما لايقومان منها مرة ثانية . فعلا هذا مايخشاه الاخوان المسلمون فى الوقت الراهن , يخشون سقوط الجماعة , اذن هم متفقون حاليا مع المعسكر الليبرالي فى الجملة الشهيرة (لا لاخونة البلد) مع اننى ارى ان هذا المبدأ(لا لاخونة البلد) سيضر بالجماعة اكثر من نفعها , فاهم لايستطيعون السيطرة على مقاليد الامور لوجود من يخالف فكرهم فى مناصب كثيرة فى طول البلاد وعرضها , والمخالفين لفكر الجماعة هم اللذين يفتعلون المشاكل والقلاقل لتعطيل مسيرة الرئيس محمد مرسي , ولن تستقر الامور الا بعد اقالة كل الفاسدين حتى لو كانوا اطهار اليد الا انهم بعطلون المسيرة بافتعال المشكل اليومبة , فهؤلاء اقالتهم مصلحة لمصر ومصلحة ايضا لجماعة الاخوان التى يهمها ان تستقر الاوضاع حتى تستطيع الانجاز واظهار ذلك الانجاز . نصيحتى لجماعة الاخوان ان لايتفقوا مع من قالوا لا لاخونة البلد ويتوكلوا على الله بتعين كل رجالهم فى الوزارات والمحافظين ومعهم الشرفاء اللذين يريدون ان يستقيم الامر , فالفرصة مازالت سانحة امامهم . *عضو الامانة التنظيم لحزب العمل امين تنظيم الحزب بالاسماعيلية الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة