تواصلت أزمة نقص مياه الشرب في المحافظات أمس وهدد المواطنون «العطشانين» في قري الدقهليةوبني سويفوالإسماعيليةوالإسكندريةوالفيوم بالإضراب وتنظيم اعتصام مفتوح احتجاجا علي حرمانهم من المياه مطالبين بتدخل سوزان مبارك وأحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء لإنهاء معاناتهم بعد لجوئهم إلي شرب مياه الطلمبات الحبشية مما يهددهم بالكثير من الأمراض، ومنها الفشل الكلوي. وفي بني سويف قال مواطنو قرية «الفقيرة» التي تقع علي بعد 2 كيلو من النيل، ورغم ذلك لا يجدون مياهاً يشربونها إنهم يعيشون حياة بدائية ويعتمدون علي الجراكن لنقل المياه بينما معظم الخدمات معدومة وهددوا بتنظيم اعتصام مفتوح في قلب الصحراء، حتي تتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة. وتساءل المواطنون: لماذا لا تعرفنا الحكومة، إلا عندما تريد تحصيل مستحقاتها علي أملاك الدولة، وما سر سعيها السريع إلي توقيع الحجوزات علينا بينما تفرط في حقوقنا؟ وأوضحوا أن نحو 80% منهم معرض للحبس بسبب الحجوزات مطالبين الحكومة بتوفير المياه حتي لو كانت ملوثة. وقال هشام أحمد سليم عضو مجلس الشوري: إن اللواء أحمد عابدين محافظ بني سويف زار «الفقيرة» منذ شهور وكان أول مسؤول يتفقد القرية منذ 100 عام ولم يصدق المحافظ ما شاهده من انعدام للخدمات وأمر بإنشاء محطة مياه متنقلة لحل الأزمة، لكن البيروقراطية عطلت هذه الخطوة. وأشار مواطنو قري طحا بوش وصفط الشرقية وزكي فاضل إلي زيادة معاناتهم بسبب نقص مياه الشرب منذ 7 سنوات مؤكدين أن مياه الطلمبات الحبشية مالحة وبها شوائب كثيرة. ولفت المواطنون إلي تفاقم مشكلة نقص مياه الري خاصة في ترعة طحا بوش وأرسلوا العديد من الشكاوي إلي المسؤولين دون جدوي وجددوا تهديداتهم بتنظيم إضراب مفتوح والاعتصام في مديرية ري بني سويف ما لم يتم حل مشكلتهم. وفي الاسكندرية أكد علي رمزي عباس من سكان منطقة سيدي بشر أن تهالك شبكات المياه أدي إلي صعوبة وصول مياه الشرب لنحو 15 ألف أسرة في منطقة شرق الاسكندرية منذ 5 سنوات مشيرا إلي إرسالهم شكاوي لوزارة الاسكان والشركة القابضة للمياه ولمحافظ الإسكندرية دون جدوي. وأضاف المحاسب محمد عبدالوهاب المهر رئيس المجلس الشعبي المحلي لحي المنتزه أنه تم إرسال أكثر من توصية إلي رئيس الحي لمخاطبة رئيس الهيئة العامة لمرفق مياه الإسكندرية بضرورة إحلال وتجديد خطوط شبكة المياه في المنطقة المحصورة بين شارعي مسجد الفاروق والدكتور محمود سليم نتيجة تهالك الشبكة وعدم وصول المياه للأدوار العليا.
وفي الفيوم استغاث مواطنو قرية «أبهيت الحجر» التابعة لمركز سنورس ب«سوزان مبارك» ورئيس مجلس الوزراء لحل أزمة نقص مياه الشرب التي يعانون منها منذ شهرين، مؤكدين اضطرارهم إلي حفر الآبار واستخدام الطلمبات الحبشية للحصول علي المياه وانتقدوا تجاهل مسؤولي المحافظة لهم، رغم عشرات الشكاوي والتي أرسلوها للدكتور محمد قبيصي محافظ الفيوم. وفي الدقهلية واصل مواطنو قري 36 و49 و37 و34 و57 والبنزينة تذمرهم لليوم التاسع علي التوالي مؤكدين عدم جدوي قيام شركة مياه الشرب بوضع خزان مياه سعته متر مكعب واحد في كل قرية وأشاروا إلي أن هذه الكمية لا تفي باحتياجات 30 مواطنا في اليوم، في الوقت الذي يوجد فيه نحو 5 آلاف مواطن في كل قرية. وذكر المواطنون أن تدافعهم علي خزان المياه تسبب في إصابة بعضهم بالكدمات وجددوا مطالبهم بتدخل الرئيس مبارك لإنهاء معاناة نحو 150 ألف مواطن في منطقة الحفير يعانون العطش منذ 5 سنوات، ووقف تهديدات رجال الأمن لهم مما يضطرهم إلي الهروب ليلا للحقول الزراعية حيث لا ينامون داخل منازلهم خوفا من القبض عليهم بتهمة عدم سكوتهم علي العطش. وحمل المهندس محمد رجب الزغبي مدير قطاع الدعم الفني لشركة مياه الدقهلية الهيئة القومية لمياه الشرب مسؤولية تفاقم أزمة نقص المياه في المحافظات واتهمها بتنفيذ مشروعاتها بشكل عشوائي دون دراسات جدوي مؤكدا أن الدولة أنفقت نحو 32 مليار جنيه علي قطاع مياه الشرب منذ عام 1982 وحتي 2002 دون جدوي موضحا أن المخطط إنتاجه من مياه الشرب في المحافظة طبقا لمشروعات الهيئة 521 و1 مليار متر مكعب في اليوم، بينما المنتج الفعلي بلغ 735 ألف متر مكعب يوميا بسبب عدم الانتهاء من مشروعات تم البدء فيها منذ سنوات. وفي الإسماعيلية طالب مواطنو قرية المنايف بتدخل جمال مبارك أمين سياسات الحزب الوطني لحل أزمة نقص مياه الشرب التي تتكرر خلال فصل الصيف من كل عام، متهمين اللواء عبدالجليل الفخراني محافظ الإسماعيلية بعدم قدرته علي مواجهة هذه المشكلة ووضع حلول جذرية لها ولفتوا إلي إصابة بعضهم بالفشل الكلوي بسبب استخدام مياه الآبار. وأوضح محمود السيد من الأهالي أن المحافظ رفض مطالب المواطنين بإقامة محطة لمياه الشرب في القرية، بينما أقام نافورة عملاقة في قرية «نفيشة» المجاورة تكلفت نحو مليون جنيه. ومن جانبه أكد حسن بشير رئيس قرية «المنايف» انتهاء مشكلة المياه بحلول شهر يناير المقبل مع إنشاء محطة جديدة للمياه نافيا ما تردد حول استخدام سيارات الكسح في نقل المياه للمواطنين مؤكدا أنها سيارات جديدة ولم تستخدم في أي أعمال كسح علي الإطلاق.