قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إن فلسطين والمقاومة أمام مرحلة جديدة من مراحل الصراع مع العدو، و"هذه المرحلة كتبناها بالدم والشهادة والوحدة، وافتتحناها بمعركة الأيام الثمانية". وأكد "هنية" خلال حفل تكريم عوائل شهداء معركة "شهداء السجيل" بغزة، الثلاثاء (27-11)، أن هذه المرحلة تشكل محطة فاصلة بين مرحلتين، بين مرحلة الإعداد والاستعداد والتطوير، ومرحلة المدافعة والتحرير لأرضنا وقدسنا"، مشدداً أن الضفة المحتلة ستكون مرحلة حسم الصراع مع العدو الصهيوني. وأشار "هنية" إلى أن "هذه المرحلة شكلت منصة انطلاق لهذا الشعب من أجل أن ينجز مشروعه التحرري، ومن أجل أن يكنس هذا المحتل عن كل أرض فلسطين، ولا نقول غزة أو الضفة أو القدس، وربما تكون المرحلة هذه على طريق التحرير، ولكن عندما نقول فلسطين هي فلسطين التي نعرف، والتي رسم حدودها الأبطال من رأس الناقورة إلى رفح ومن البحر إلى النهر". وأضاف رئيس الوزراء أن الشعب الفلسطيني احتضن المقاومة وتربى بالأساس على المقاومة والثورة، مؤكداً "ما كانوا يتصورون أن هذا الشعب لديه مخزون من الإيمان والإرادة والقدرة على التحدي وأكبر بكثير من كل حسابات الاحتلال". وأكد هنية قائلاً "نحن نُغزى ونقتل بالسلاح الأمريكي والموقف والغطاء الأمريكي، وذلك حينما سقط شهداؤنا وهم أوسمة شرف وعلامة نصر وعزنا وفخر الأمة، ولكن حينما تضرب عائلة بأكملها، وعشية هذه المجازر يخرج الأمريكان ليقولوا أن من حق العدو الصهيوني أن يدافع عن نفسه، بينما في ثمانية أيام أسقطت 1200 طن من المتفجرات تنزل على رؤوس الأطفال والبيوت المدنية". وقال هنية موجهاً حديثه للفصائل: "لابد أن نزرع الكثير من الثقة فيما بيننا، ونزيل الكثير من الشكوك وأن نمنح الكثير من الدعم للمقاومة ولإرادة المقاومة"، مشدداً على ضرورة رسم إستراتيجية موحدة للمقاومة، واستجماع كل أدوات الفعل والقدرة وعوامل الصمود وإنجاز الكثير من الانتصارات لهذا الشعب". وتابع "حينما نقول تهدأ الأمور لأيام أو سنوات إنما يأتي في إطار رؤية، وهذا العمل يستلزم منا أن نعتمد المقاومة كخيار استراتيجي، وأن نمنح أنفسنا النفس الطويل". وقال: "الشهداء منا ونحن على طريقهم بإذن الله، فالله قد اصطفاهم ومنحهم شرف ومكانة ورفع ذكرهم بين الناس وقدرهم في العالمين". وأضاف: "هؤلاء دافعوا عنا وعن أرضنا وقدسنا وأقصانا، وهذه الدماء على طريق تحرير القدس والأقصى وتحرير وعودة المشردين من أبناء شعبنا". وأشار إلى أنهم استقبلوا أعضاءً من المجلس الثوري لحركة فتح من الضفة، معقباً: "الضفة ستشكل مركز حسم الصراع مع الاحتلال لما تمثله من التاريخ والجغرافيا والامتداد والقرب من مدن العدو المحتلة". وشدد رئيس الوزراء على أن "العدو جاء ليردعنا فردعناه، وقدم على مربع الردع وإذا بهذه المعركة تعيده للوراء في مربع الردع، مؤكداً أن سقوط الطاغية باراك المُدوي هو أحد انتصارات هذه المعركة". وأشار إلى أن الاحتلال ما كان يتصور أن جريمة الاغتيال لقائد أركان كتائب عز الدين القسام أحمد الجعبري، وما كان يعتقد أن هذه الجريمة تفتح الباب واسعاً، لأنه ينتمي لجيل الصحابة وينحدر من سلالة الأبطال الذين فجروا ثورة البراق والقسام والانتفاضة الأولى. وأوضح "هنية"، أنه في حرب الفرقان أُعلنت الحرب على قطاع غزة من قلب القاهرة، وهذه المرة أُعلن الانتصار من قلب القاهرة على العدو الصهيوني، مبيناً أن مصر إذا فتحت الباب وجد العرب طريقاً واسعاً نحو فلسطين، وهي عندما تكون قوية يكون العالم العربي والإسلامي قوي. وقال: "حينما خاطبت الرئيس مرسي وكان يتحدث بمشاعره أننا لا يمكن أن نترك غزة وحيدة في مواجهة العدوان، وحينما اتصل به أوباما كان واضحاً أن هذا العدوان سيجعلنا أمام وضع جديد وقرارات جديدة تتعلق بالمنطقة"، كما حيا باسم أهالي الشهداء والجرحى كل الأمة العربية وخاصة مصر الثورة. وأضاف "تحدثنا كثيراً عن الوحدة وترجمت نفسها من خلال الوقائع ومن خلال الميدان والنصرة في القدس والضفة والهبة في مخيمات لبنان واللجوء والشتات"، مشدداً أن الوحدة تحتاج إلى القرار والإرادة والإستراتيجية، محتسباً أن المعركة رسمت إستراتيجية الوحدة. وتابع "وحينما تتحرك السياسة على وقع المقاومة والميدان، مقاومة تعمل على أرض المعركة وقيادة سياسية تقاتل أيضاً في القاهرة سياسياً، نستطيع أن ننجز وحدة وتحرير ودولة". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة