نظمت منسقية المعارضة الموريتانية المناهضة لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز مسيرة جابت شوارع رئيسية في العاصمة نواكشوط للمطالبة بفرض انتقال سلمي للسلطة، وإبعاد المؤسسة العسكرية عن السياسة. وقال الرئيس الدوري للمنسقية صالح ولد حننا إن الصور التي بثت أمس لولد عبد العزيز وهو يستقبل في الإليزيه من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن "الرجل بات عاجزا صحيا ومعنويا بعد أن كان عاجزا سياسيا". وأكد ولد حننا أن الوضع الصحي للرئيس لم يعد يسمح له بممارسة مهامه ومسؤولياته في إدارة شؤون البلاد، وقال إنه قد يعود في طائرة طبية، ويقيم في غرفة طبية بالقصر الرئاسي، لكنه بكل تأكيد لن يستطيع العودة صحيا لممارسة مهامه وأدواره قبل أشهر. ظهور بالإليزيه وكان ولد عبد العزيز ظهر أمس لدى استقبال هولاند له عند مدخل الإليزيه، وسار الرئيسان خطوات قبل أن يستقل الرئيس الموريتاني سيارة رئاسية ويغادر الإليزيه. كما ظهر بعد ذلك في حوار مع قناة فرانس 24. واعتبر ولد حننا أن اللقاء وما جاء في سياقه إساءة بالغة لموريتانيا حيث استُخدم -حسبه- ولد عبد العزيز من دولة أجنبية لأجندات يعرفها الجميع. ووصف ولد حننا اللقاء بزواج غير شرعي بين المصالح الفرنسية قبيل حرب الشمال المالي ورغبة ولد عبد العزيز في البقاء في السلطة بأي ثمن. كما أكد أن موريتانيا المقبلة على تخليد ذكرى الاستقلال لن تقبل الوصاية الأجنبية، وترفض الارتهان لمصالح المستعمر السابق، وأن يكون رأس السلطة فيها "أداة لتنفيذ مصالح أجنبية مهما كانت"، في إشارة لحديث ولد عبد العزيز عن الحرب المنتظرة في مالي. التوافق الوطني وقال إن المنسقية ماضية في خريطة الطريق التي طرحتها قبل أسبوعين وعرضتها على أغلب الأطراف السياسية، والمطالبة بمرحلة انتقالية يتم التوافق عليها. وأكد أن مصالح البلد يجب أن تعلو فوق المصالح الذاتية الضيقة، و"مصالح قادة في الجيش لا هدف لهم سوى جمع المال والتدخل في السياسة"، مشددا مع ذلك على أن في المؤسسة العسكرية من يقدر طموحات الشعب ومن هو مستعد للتجاوب معها في كل الظروف. من جهته قال زعيم المعارضة أحمد ولد داداه إن المعارضة ستستمر في تحريك وتكثيف النضال لتحقيق الحرية، وتحقيق إجماع وطني يخرج موريتانيا من أزمتها. وأشار إلى أن مطلب المعارضة برحيل الرئيس ينبع من خشيتها من حدوث فراغ ومما حصل من إصابة الرئيس في حادثة لم تتكشف معالمها بعد وما زالت السلطات المعنية ترفض فتح تحقيق فيها "رغم أنها تفتح تحقيقات حتى في مقتل الحيوانات البرية السائبة". عودة سياسية كما قال رئيس حزب التجمع الوطني من أجل الإصلاح والتنمية (تواصل الإسلامي) محمد جميل منصور إن "كل المؤشرات تؤكد عجز الرئيس"، متسائلا إن كانت عودته المرتقبة بإذن طبي أم بأمر سياسي." وحذر ولد منصور أصدقاء وشركاء موريتانيا من الانحياز لنظام "عاجز سياسيا وصحيا ومرفوض شعبيا"، وقال إن من يفضل العلاقة بنظام عاجز على حساب مصالح الشعب سيعض بنان الندم في المستقبل. كما حذر من الانخراط في الحرب المرتقبة في مالي، قائلا إن خرجة ولد عبد العزيز كانت في موقعها وموضوعها تتعلق بهذه الحرب وبهذه الدولة (مالي) التي أي إشعال للحرب فيها هو "قضاء على استقرارها واستقرارنا". كما قال الرئيس السابق إعلي ولد محمد فال إن نظام ولد عبد العزيز "دخل في سكرات الموت". وخاطب جماهيره قائلا "لن يكون هناك أي حل سوى الحل التوافقي الذي تطالبون به. النصر قريب، ولا شيء بدون التضحية وعليكم أن تستعدوا لمزيد من التضحية خلال الأيام القادمة". وكان ولد عبد العزيز أكد أمس أنه بصحة جيدة وأنه سيعود إلى موريتانيا السبت المقبل، نافيا وجود فراغ في السلطة بعد إصابته الشهر الماضي بطلق ناري قال إن جنديا أطلقه خطأ. وقال في تصريح أمام الإليزيه معلقا على الوضع في مالي إن "الجميع يريد إنهاء الإرهاب". وأضاف أن الفكرة المطروحة الآن في مالي إرسال قوات عسكرية، "لكن مع ذلك نريد حوارا لإنهاء هذه الظاهرة". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة