تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدوان إسرائيلي جديد على مصر
نشر في الشعب يوم 30 - 10 - 2012

span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"هذا تقاعس يرقى إلى مستوى التواطؤ: أن تتعالى أصوات الخبراء محذرة من نهب إسرائيل لثروة مصر من الغاز، ثم لا يحرك ذلك ساكنا لدى المؤسسات المعنية، وتستقبل تحذيراتهم بالصد والتجاهلspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: red; font-size: 14pt"1
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"في شهر ديسمبر العام الماضي (2011) سمعت لأول مرة بمحاولات السطو على الغاز المدفون داخل حدود المنطقة البحرية الاقتصادية لمصر بالتواطؤ بين إسرائيل وقبرص.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"كان جاري على الطائرة القادمة من تونس إلى القاهرة أحد الخبراء المصريين المعنيين بالموضوع.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"حين تعارفنا لم يضع الرجل وقتا وظل لأكثر من ساعة يشرح لي ملابسات عملية السطو ومخططاتها،
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وقال إن صوته بح وهو يحاول منذ سنة أن ينبه المسؤولين في وزارة وهيئة البترول المصرية إلى الجريمة التي ترتكب بحق مصر إلا أنه لم يجد أذنا صاغية،
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وأخبرني أن لديه مجموعة من التقارير التي نشرت في بعض المجلات العلمية المتخصصة تشرح بالتفصيل الجهود التي تبذل لاغتصاب غاز شرق المتوسط،
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وفهمت منه أن العلماء الإسرائيليين أعدوا عشرين تقريرا وبحثا في الموضوع.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"أثار الرجل حماسي فطلبت منه أن يوافينى بأهم تلك التقارير.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"ولم يكذب خبرا، لأنه بعد يومين أرسل إلى ما طلبت، مشفوعا بكم من الخرائط والرسوم البيانية التي فهمت موضوعها ولم أستوعب مضمونها جيداspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"ولأنها كانت دراسات علمية مكتوبة بالإنجليزية ولا يستطيع غير المتخصص أن يستفيد منها، فإنني انتهزت فرصة أول لقاء مع اثنين من أعضاء المجلس العسكري الحاكم آنذاك فشرحت لهما الموضوع،
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وقدمت إليهما التقارير التي تلقيتها مفترضا أنهما سيحيلانها إلى جهة الاختصاص المعنية بأمن مصر القومي وحماية ثرواتها الطبيعية.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"ولم يتح لي أن أتابع الموضوع إلى أن وقعت في الخامس من شهر يونيو من العام الحالي (2012) على دراسة نشرتها على صفحة كاملة صحيفة «الحياة» اللندنية لخبير مصري يقيم في الولايات المتحدة هو الدكتور نائل الشافعي، ضمنها نتائج الأبحاث التي قام بها مع فريق من المتخصصين وكشفت الستار عن الجهود التي تبذلها إسرائيل للسطو على غاز شرق المتوسط.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وأبدى فيها دهشته من سكوت الجهات المصرية المعنية على تلك الجهود، احتفظت بالدراسة التي أثارت ردود أفعال سريعة، حيث طرح الموضوع للمناقشة في مجلس الشورى. الذي طلب من الدكتور خالد عبدالقادر عودة الأستاذ بجامعة أسيوط وأحد أبرز علماء الجيولوجيا المصريين بدراسة ملف القضية من الناحية العلمية، فأعد تقريرا من 18 صفحة أيد فيه ما توصل إليه الدكتور الشافعي وحمَّل الجهات المصرية المعنية مسؤولية التقاعس عن الدفاع عن حقوق مصر والتفريط في حماية ثروتها الطبيعية
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"(قال لي إنه كان ينوي تقديم التقرير كبلاغ إلى النائب العام ولكنه عدل عن ذلك لأنه لم يكن مطمئنا إليه، منذ سبق له أن أصدر قرارا جائرا بحبسه في قضية سياسية ملفقة).
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"النتائج التي توصل إليها الدكتوران الشافعي وعودة تضامن معها الدكتور إبراهيم زهران الخبير البترولي ورئيس شركة الغاز السابق، الذي ما برح يشكو من استباحة المياه الاقتصادية المصرية، الأمر الذي دفعه إلى التعاون مع السفير إبراهيم يسري مدير الشؤون القانونية السابق بوزارة الخارجية، الذي سبق له أن رفع دعوى إلغاء اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل، لتقديم بلاغ للنائب العام للتحقيق في الموضوعspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"ظلت كرة الثلج تكبر، فأعد الزميلان يسري فودة ووائل الإبراشي حلقتين تليفزيونيتين خلال شهر أكتوبر الحالي حول القضية،
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وفي برنامج الأستاذ الإبراشي قال رئيس الوزراء اليوناني كارلوس باباريوس إنه حذر مصر من مساعي إسرائيل للاستيلاء على احتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط وطالب السلطات المصرية بالتصدي لتلك المحاولات،
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt" لكن التجربة أثبتت أن كل الذين تحدثوا في الموضوع كانوا ينفخون في قربة مقطوعةspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: red; font-size: 14pt"2
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"تصدمنا التفاصيل، ليس لأنها موجعة فحسب، ولكن أيضا لأنها محيرة ومريبةspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"ذلك أننا بصدد موضوع مثير يمكن أن يعد نقطة تحول في تاريخ وموازين منطقة الشرق الأوسط. فالعالم الذي انتقل خلال القرن العشرين إلى عصر النفط والبترول كبديل لطاقة الفحم الحجري، الأمر الذي أحدث نقلة هائلة في منطقة الخليج، مرشح في القرن الواحد والعشرين لأن يدخل إلى عصر الغاز الطبيعي، الذي تكمن ثروته في شرق البحر المتوسط.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وهو طور إذا تحقق فإنه من شأنه أن يغير من الخرائط والموازين، ويحدث نقلة مماثلة في المنطقة المحيطة تضارع ما شهدته منطقة الخليج،
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وللعلم فإن تلك المنطقة المحيطة تضم مصر ولبنان وقبرص وتركيا واليونان. وقد فرضت إسرائيل نفسها عليها باعتبارها كيانا له إطلالة على البحر المتوسطspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"مفتاح فهم ذلك العالم الجديد يكمن في جبل هائل يرقد في أعماق البحر يحمل اسم «إراتوستينس». وهو اسم أحد علماء الإسكندرية في عصر ما قبل الميلادspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt". span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"حيث كان ثالث أمناء مكتبة الإسكندرية في عصرها الذهبي (276 194 ق.م).
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"في ذلك الحين (مائتا سنة قبل الميلاد) تحدث الرجل عن منطقة في شرق البحر المتوسط تقع على بعد 190 كيلو مترا عن مدينة دمياط تعيش فيها أسماك وقشريات مختلفة عن الكائنات التي تسبح في البحرspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"في العصر الحديث جرى تفسير ذلك بوجود جبل غاطس ضخم في تلك المنطقة، يرتفع ألفي متر فوق قاع البحر، وقد أطلق عليه العلماء اسم الرجل الذي كان أول من لفت الأنظار إليه. وكان ذلك الرجل هو «إراتوستينسspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"».
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"في ستينيات القرن الماضي برز الاهتمام بالجبل الغاطس وسفحه لاستكشاف أسراره، وبادر إلى ذلك علماء من بريطانيا والولايات المتحدة ثم روسيا وبلغاريا.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وقامت إسرائيل بوضع 20 ورقة بحثية عن جيولوجيا المنطقة.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وكان مثيرا للانتباه أن أول بحث منهجي في قعر الجبل المذكور أجراه فريق بحثي مشترك من جامعتي حيفا الإسرائيلية وكولومبيا في نيويورك.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وخلال عامي 1997 و1998 حيث أجرى ذلك الفريق المشترك ثلاث عمليات حفر تحت قاع البحر في السفح الشمالي للجبل.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"أما الأكثر إثارة للانتباه أنه منذ ذلك الحين تسربت أنباء التنقيب عن الغاز واكتشافاته في المنطقة. الأمر الذي لفت الأنظار إلى الثروات الكامنة في شرق المتوسط، فنشطت فيها المناورات البحرية والدوريات متعددة الجنسية.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"تارة بدعوى مكافحة الإرهاب وتارة أخرى لمنع انتشار تكنولوجيا الصواريخ الموجهة.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وكانت تلك بمثابة ستائر الدخان التي أريد بها التغطية على تسابق البعثات العلمية على مسح قاع البحر.
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وتوجه منصات الحفر البحري للتنقيب في سفح الجبل، ودخول شركات جديدة إلى الحلبة وانسحاب شركات قديمة منهاspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: red; font-size: 14pt"3
span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"خلال السنوات الثلاث الأخيرة بدأت تظهر ملامح ثروة هائلة من احتياطات الغاز الطبيعي الكامنة في أعماق جبل إراتوستينس الثابتة ملكيته الاقتصادية لمصر منذ نحو 200 سنة قبل الميلاد. وهذه المنطقة تدخل ضمن امتياز شركة شمال المتوسط المصرية، المعروفة باسم «نيميد». وكان ذلك الامتياز قد منح لشركة شل في عام 1999، التي أعلنت في عام 2004 عن اكتشاف احتياطيات للغاز الطبيعي في بئرين على عمق كبير في شمال شرق البحر المتوسطspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وأوضح البيان أن الشركة ستبدأ المرحلة الثانية من عملية الاستكشاف التي تستمر أربعة أعوام، وتستهدف تحويل المشاريع المكتشفة إلى حقول منتجة. إلا أن مفاجأة حدثت في وقت لاحق، حين أعلنت الشركة عن انسحابها في شهر مارس عام span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"2011span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"، دون أية أسباب، وبالتالي انقطعت أخبار حفريات الغاز في شمال شرق البحر المتوسطspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"هكذا كتب الدكتور خالد عبدالقادر عودة في مذكرته، ثم أضاف أن إسرائيل وقبرص أعلنتا عن اكتشافات للغاز الطبيعي في السفح الجنوبي لجبل اراتوستينس تجاوزت احتياطياتها 1.22 تريليون متر مكعب، تقدر قيمتها الحالية بنحو 220 مليار دولار، وتلك الاكتشافات هي مجرد باكورة التنقيب في المنطقة البكر التي أصبحت توصف بأنها تحتوي على أكبر احتياطيات الغاز في العالمspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"مما قاله في هذا الصدد إنه حاول الحصول على صور أقمار صناعية من موقع span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"«span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"جوجل إيرث»، فوجد أنها، دونا عن باقي بقاع البحر المتوسط، ليست متوفرة، ولم يستبعد أن يكون إخفاء تلك الصور متعمدا، لأن بعض الدول ومنها إسرائيل تطلب إخفاء صور مفصلة للعديد من مناطقهاspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"على صعيد آخر، بينت الدراسة التي قام بها الدكتور نائل الشافعي وفريقه العلمي أن حقلي الغاز المتلاحقين (لفياثان الذي اكتشفته إسرائيل في 2010 وأفروديت الذي اكتشفته قبرص في 2011) باحتياطيات تقدر قيمتها قرابة 200 مليار دولار، يقعان في المياه المصرية الاقتصادية الخالصة. إذ يقعان على بعد 190 كيلو مترا من دمياط المصرية، بينما يبعدان 235 كيلو مترا عن حيفا و180 كيلو مترا عن ليماسول القبرصية. والاثنان يقعان في السفح الجنوبي للجبل المصري الغاطس اراتوستينسspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"المثير للحيرة والدهشة أنه في حين سكتت مصر على الحفريات الإسرائيلية والقبرصية الجارية عند سفح الجبل المملوك لها تاريخيا، فإن تركيا هي التي أقلقتها تلك الجهود التي تمس أمنها القومي باعتبارها دولة مطلة على شرق البحر المتوسط، فقامت بوارجها في شهر ديسمبر عام 2011 بقصف الشريط الضيق الذي يفصل بين الحقلين الإسرائيلي والقبرصي، فتقدمت قبرص بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد ما سمته دبلوماسية البوارج، في حين ألغت إسرائيل في الشهر ذاته صفقة قيمتها 90 مليون دولار لتزويد سلاح الجو التركي بنظام استطلاع ورؤية متقدمينspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"4
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"إزاء السكوت المصري الأقرب إلى الغيبوبة أعلى ما يجري في شرق المتوسط، فإن إسرائيل تتصرف على نحو يوحي باطمئنانها إلى السيطرة على حقول الغاز الموجودة في المنطقةspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"وتشير مختلف الدلائل إلى أنها منخرطة عمليا في عمليات بيع ذلك الغاز وتصديره. وقد استهلت جهودها بتطوير حقلين يتوغلان أكثر قربا من سواحل لبنان ومصر. ففي شهر أبريل الماضي بدأت إحدى الشركات الأميركية العاملة في مجال النفط والغاز في تطوير حقل شمشون البحري الذي اكتشفته إسرائيل والذي يقع على بعد 114 كيلو مترا من دمياط و237 كيلو مترا من حيفا، وقدرت احتياطياته بقرابة 3.5 تريليون قدم مكعب، وفي مطلع العام الحالي وقعت إحدى الشركات الإسرائيلية صفقة أولى لبيع غاز حقل آخر (باسم تمار) بكمية 330 مليون متر مكعب سنويا لمدة 16 سنة، قيمتها 1.2 مليار دولار، وفي ربيع هذا العام كشفت إسرائيل عن نيتها نشر الصاروخ «مقلاع داود» على منصات إنتاج الغاز في حقلي span dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"«span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"لفياثان» و«تمار» لتأمينها، وتسعى في الوقت ذاته لتوفير وسيلة ثابتة لتصدير الغاز عبر خط أنابيب لا تتنازعه دول أجنبية، وهو ما يفسر اهتمامها بترسيم الحدود البحرية اقتصاديا، خصوصا أنها تنوى بيع الغاز لأوروبا عبر قبرص واليونان، غير المتواصلتين في تلك الحدودspan dir="ltr" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt".
span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; color: #0f243e; font-size: 14pt"ذلك كله يحدث تحت أعيننا في داخل الحدود البحرية المصرية، ونحن واقفون نتفرج، الأمر الذي يستدعي السؤال: ما العمل؟
الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.