محافظ الشرقية يُهنئ أسقف الزقازيق ومنيا القمح وراعي الكنيسة الكاثوليكية بعيد القيامة    همت سلامة: الرئيس السيسي لا يفرق بين مسلم ومسيحي ويتحدث دائماً عن كوننا مصريين    أستاذ جراحة يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على طب العيون (فيديو)    البيض يتراجع 29 جنيهًا، وهذه أسعار الدواجن اليوم الأحد 5 مايو 2024    لبناء محور نتساريم، إسرائيل تنسف عشرات المنازل بمنطقة المغراقة في غزة    الأهلي يفتقد عمرو السولية أمام الاتحاد السكندري    تعرف علي موعد مباراة ليفربول ضد توتنهام فى الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة    شوبير عبر برنامجه الإذاعي : أحمد عبد القادر يغيب عن الأهلي فى مباراتى الترجى التونسى بنهائى أفريقيا    حبس المتهمين بالاعتداء على سائق لسرقة توك توك بالدقهلية    حسن الرداد ضيف لميس الحديدي في "كلمة أخيرة" الثلاثاء المقبل    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الإثنين 6-5-2024، السرطان والأسد والعذراء    تكريم المتميزين من فريق التمريض بصحة قنا    العثور على جثة عامل ملقاة في مصرف مياه بالقناطر الخيرية.. أمن القليوبية يكشف التفاصيل    البحر الأحمر تستعد لأعياد شم النسيم بتجهيز الشواطئ العامة وارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق إلى 90%    إدرايا.. تأجيل محاكمة 22 متهما بقضية الهيكل الإدارى للإخوان لجلسة 6 يوليو    ورش عمل مكثفة لمديريات الإسكان حول تطبيق قانون التصالح في بعض مخالفات البناء    حسام عاشور: رفضت الانضمام للزمالك.. ورمضان صبحي "نفسه يرجع" الأهلي    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يضغط لاستبعاد قطاع الزراعة من النزاعات التجارية مع الصين    أخبار الأهلي: شوبير يكشف عن تحديد أول الراحلين عن الأهلي في الصيف    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    وزير المالية: 3.5 مليار جنيه لدعم الكهرباء وشركات المياه و657 مليون ل«المزارعين»    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأحد في الأسواق (موقع رسمي)    الإسكان: 98 قرارًا لاعتماد التصميم العمراني والتخطيط ل 4232 فدانًا بالمدن الجديدة    وزيرة البيئة: المحميات فرصة للاستمتاع بأعياد الربيع وسط الطبيعة    «الري»: انطلاق المرحلة الثانية من برنامج تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل الشمالي والدلتا    اتحاد القبائل العربية: نقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة «مدينة السيسي» هدية جديدة من الرئيس لأرض الفيروز    مختار مختار يطالب بإراحة نجوم الأهلي قبل مواجهة الترجي    رئيس جامعة بنها: تلقينا 3149 شكوى وفحص 99.43% منها    مسؤول أممي: تهديد قضاة «الجنائية الدولية» انتهاك صارخ لاستقلالية المحكمة    أوكرانيا تسقط 23 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    رئيس الوزراء الياباني: ليس هناك خطط لحل البرلمان    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    وفاة كهربائي صعقه التيار بسوهاج    تبدأ من 5 جنيهات.. أرخص 10 أماكن «فسح وخروج» في شم النسيم 2024    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    يصل إلى 50 شهاباً في السماء.. «الجمعية الفلكية» تعلن موعد ذروة «إيتا الدلويات 2024» (تفاصيل)    نجل الطبلاوي: والدي كان يوصينا بحفظ القرآن واتباع سنة النبي محمد (فيديو)    يعود لعصر الفراعنة.. خبير آثار: «شم النسيم» أقدم عيد شعبي في مصر    سرب الوطنية والكرامة    الكاتبة فاطمة المعدول تتعرض لأزمة صحية وتعلن خضوعها لعملية جراحية    حكيم ومحمد عدوية اليوم في حفل ليالي مصر أحتفالا بأعياد الربيع    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    رئيس «الرعاية الصحية» يبحث تعزيز التعاون مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة    صحة الإسماعيلية تنظم مسابقات وتقدم الهدايا للأطفال خلال الاحتفال بعيد القيامة (صور)    أخبار الأهلي: تحرك جديد من اتحاد الكرة في أزمة الشيبي والشحات    حالة الطرق اليوم، سيولة مرورية بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    إنقاذ العالقين فوق أسطح المباني في البرازيل بسبب الفيضانات|فيديو    كريم فهمي: مكنتش متخيل أن أمي ممكن تتزوج مرة تانية    مخاوف في أمريكا.. ظهور أعراض وباء مميت على مزارع بولاية تكساس    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وعاظ السلاطين والشعوب العربية : نحكمكم... أو نحرقكم !!!
نشر في الشعب يوم 27 - 10 - 2012

span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"حين سئل الفيلسوف الصيني موتزو( 480 ق.م390 ق.م)عن مواصفات الحاكم وآليات حكمه في الصين القديمة ،قال إن الحاكم إذا أراد نكاح إمرأة اختار أجمل النساء وأرفعهن نسبا وحسبا،ولا يأخذه سبيل إلى رابط القربى، وفي حال اعتل الحاكم وأقعده مرض أو أجلسه داء،استجلب أمهر الأطباء واكثرهم كفاءة، ولا يعقد صلة قرابة بين الطبيب والسلالة الحاكمة،وحين يروم طيبة مأكل وزينة ملبس لا تأخذه غفلة إلى الأقرباء والمقربين دما وأبناء عمومة وأخوال،بل يثقله البحث عن المهرة،وكذلك حاله مع قصوره ومنازله،حيث المعماري المصطفى والمختار ،قد يكون من أبعد الأبعدين،ولكن حين يهم الحاكم بالتوزير يلتفت إلى "بطن أمه" فيولي أشقاءه ،أو يهرول نحو بطون عماته وخالاته وأصلاب أعمامه ليسلط أقرباءه على مقامات السلطة ،ولا يعني ذلك سوى أن الدولة في ذيل اهتمامات الحاكم ،ولو أراد لها خيرا كما أراد لنفسه لإصطفى الأمهر والأكفأ من الناس لوزارته ودولته، كما فعل مع أحوال شخصه وملذاته وانفعالاته .
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"هذا النص للفيلسوف الصيني القديم،ربما اختزنته ذاكرة الزمن ليساجل فيه "فلاسفة الإستعباد" العرب المتخندقين دفاعا عن "سلطان غشوم درءا لفتنة تدوم"،وحيث ديمومة مواصفات الحاكم العربي لم تأخذها سنة ولا نوم منذ ألفين وخمسمائة عام ،إذ سلطة الغلبة لما يُسمى "إبن السماء"(التوصيف الصيني القديم للحاكم الملك الإله) ما فتئت تجتر آلياتها نفسها،حيث الحاكم هو رجل سلطة وليس رجل دولة ،أو رأس النظام وليس رئيس دولة ،ولذلك تخرج الدولة من دائرة تفكيره واهتمامه،ولهذه العلة لم تتشكل "الدولة الوطنية" في أي قطر عربي ،بل انبسطت الممارسة السياسية ،عربيا ،على بناء أنظمة فئوية أو سلطات فئوية استلهمت مقولة معاوية بن ابي سفيان في السلطة والحكم حينما قال: إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون".
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt" هي السلطة إذا... من عند الله،وقد اصطفى الله ،بحسب النص السفياني، معاوية للسلطة والحكم والتسلط ،وهذا هو لسان السلطان العربي في هذا الزمان ،ولسان حاله يقول "أتأمر عليكم وأنتم لي كارهون"وحين تشرئب رؤوس الكارهين قليلا ،يستحضر الجند، بيضَ الهند ،وهي السيوف المستوردة من بلاد الهند والسند كما كان يحلو لعنترة العبسي نعتها،فيمعنون في قطف الرؤوس التي أينعت كما ذهب الحجاج بن يوسف في خطبته الشهيرة ،وأما" فلاسفة الإستعباد" في الزمن العربي الرديء، فيستحضرون ما قاله المتنبي في كافور الإخشيدي:
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"والعبيد في النص السفياني الفلسفي الإستعبادي ،هم الجمهور المجتمع الشعب ،يساقون بالعصا السيف البندقية المدفع،وإذا لزم الأمر بالطائرات المقاتلة(نموذج معمر القذافي) أو بالسلاح الكيماوي (نموذج صدام حسين )،وإلى جانب أدوات القتل والإخضاع، يجترح "فلاسفة الإستعباد" ، اضحوكات فكرو سياسية واهبولات اقتصادية حين ترتفع حناجرهم بالقول إن الثورات الشعبية العربية يمتطيها تضليل الغرب الإمبريالي الهادف إلى إشاعة نماذجه السياسية والإقتصادية في " أمتنا العظيمة" بحيث يصار إلى تنميط العرب العاربة والعرب المستعربة وفق مشيئة الإستعمار الجديد،وهنا بيت القصيد الأول وفيه نقاش:
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"1:يشتري "فلاسفة الإستعباد" ثلاجتهم وهواتفهم المحمولة من الغرب ،ويقتنون سياراتهم الفارهة المصنعة في المنظومة الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة (هل تذكرون المنظومة الإشتراكية وعلى رأسها الإتحاد السوفياتي؟)ويتعطرون بما تنتجه باريس ،ويتفاخرون بأحذيتهم الإيطالية ،ويرتدون البذلات المستوردة من عواصم الشر والشيطان في أوروبا،ويسافرون في طائرات أنتجتها شركات " مافوق رأسمالية "والخلاصة ،أن الغرب يقبع في تفاصيل الحياة اليومية ل" فلاسفة الإستعباد"... وحين يصل الأمر إلى الديموقرطية ،يغدو الحديث عنها او الهمس بها،مؤامرة يقتضي تجييش الجيوش ضدها وتجنيد الجحافل لإسقاطها.!!.
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"2:تقوم النظم السياسية العربية على بنى دعوية حين تقارب المؤسسات عملية توزيع السلطة ،فهناك رئيس امير ملك،تعاونه حكومة ووزراء ،وفي معظم مشهد النظم العربية ، مجلس تشريعي وسلطة قضائية ،وكذلك عمليات انتخابية واستفتاءات،والمفارقة في هذا الإستدعاء لبنى النظم في العالم العربي ،أن" فلاسفة الإستعباد" لا يعترضون على مصدرها الغربي الإستعماري،ولا يعتبرونها غزوا وزحفا مشبوها،أي أنهم غربيون في تبريرهم لشكلانية النظم التي يتفلسفون دفاعا عنها ، أما حين تثور الشعوب العربية مطالبة بتفعيل هذه الأطر وتحويلها إلى مؤسسات فعلية منفصلة عن بعضها بعض،يستل "فلاسفة الإستعباد" نص المؤامرة،ويحركونه ميمنة وميسرة وباتجاه كل قطر عربي تحركت ملايين بشره وناسه هاتفة بكسر سلطة الشخص الإله و قائلة بولاية الناس على أنفسهم وباستحالة ان يكون " الشخص " وحده بطلا مقداما وطنيا شريفا،فيما الوطن بقضه وقضيضه تحت مقصلة الإتهام وفي دائرة شبهة الولاء لحاله ونفسه،والمثير في نص "فلاسفة الإستعباد"انهم يمجدون ويقدسون النظام السياسي الغربي بنموذجه الفاشي النازي الستاليني الذي استلهمه السلاطين العرب،ويؤبلسون ويلعنون الديموقراطية الغربية ،فالفاشية ونظيراتها طاهرة مطهرة، والديموقراطية مؤامرة ورجس من أعمال الشيطان.!!
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"3:أكثر ما يهذي به " فلاسفة الإستعباد"مقولة توازي بين الثورة العربية الراهنة ومؤامرة النهب الإقتصادي الغربي ،بل إن الأولى صنيعة الثانية وفق التمنطق ذاته،وهذ البلاهة(من دون اعتذار ومن دون تواضع) تتعامى عن كون الغرب مثلا يضبط سقف إنتاج النفط في" وطننا العربي الكبير" ،ويحدد أسعاره ويبوصل طرق صادراته ، وأما عائدات النفط وفق الأمر المعلوم والمعروف ،فتذهب إلى مصارف الغرب وبيوتاته المالية طيعة مطواعة ،و برضى السلاطين والخلفاء العرب، أي أن الغرب يحصل علنا على ثروة " الأمة الخالدة " ،فلا تعوزه ثورات ولا مؤامرات حتى تأخذ يساره من يمينه .
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"ذاك هو بيت القصيد الأول ،وأما بيت القصيد الثاني فيتعلق بوعاظ السلاطين الذين يفتون بحرمة الثورة الشعبية درءا للفتنة أو بحرمة الخروج على أولي الأمر(وما أدرى وعاظ السلاطين بأولي الأمر) ... وهنا ثمة نقاش أيضا :
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"1:في المتعارف الديني والمأثور الفقهي الإسلامي( الملل والنحل الإسلامية كافة ) أن التكليف الشرعي للذكور تتراوح فئته العمرية بين 13 15عاما،(أما للإناث فقد اختلف القوم،فقيل من السنة التاسعة وقيل أبعد من ذلك بسنتين أو ثلاث) والتكليف الشرعي بمعناه العملي،وقوف المرء على مسؤولية أفعاله،وخضوعه للمساءلة والمحاسبة أمام رب العالمين في يوم الحشر والقيامة ،" فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ، نَارٌ حَامِيَةٌ" سورة القارعة ،وبما يعني أنه حين يبلغ الإنسان سن التكليف الشرعي يغدو مخيرا في تحديد موقعه في العالم الآخر،أي أنه حر في اختيار أفعاله وأعماله وسلوكياته التي يتأسس عليها الخلود في الجنة أو الجحيم ،ومثل هذه الحرية التي منحها الله تعالى للإنسان في اختيار آخرته ،يأتي " وعاظ السلاطين لينزعوها عنهم في أمر دنيوي يتمثل في اختيارالحاكم ،وبمعنى آخر ،فإن سن التكليف المسؤولية الرشد النضج ،الممنوح للبشر إلهيا، تجاه أمر أخروي خلودي خطير ، مسلوب المفاعيل من قبل وعاظ السلاطين دنيويا ، أي أنهم يصادرون من البشر حقا(الحرية )منحهم الله إياه،حيث يُسقط وعاظ السلاطين حق الشعوب في الإختيار، فلا سن رشد سياسيا لديهم ،(التكليف الشرعي)ولا من يحزنون.
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"2:الشطر الأول من بيت القصيد الثاني إذا،يوجز "وعظية السلب"القائمة على مصادرة مسؤولية الشعوب واختياراتها الحرة الممنوحة من رب العالمين ،وأما الشطرالآخر فيرتبط بالشورى ،وفي القرآن الكريم نقرأ التالي :
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"أ: "والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون" سورة الشورى.
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"ب" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله "" سورة آل عمران.
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt" مبتدأ الكلام في هذا الجانب ،ينهض على ملاحظة الفظاظة وغلاظة القلب المسوغتين لإنفضاض الناس عن النبي محمد(ص) لو نحا نحوها ،وهو ما يشكل مبررا كافيا لإنفضاض الناس عن الحاكم العربي والخروج عليه،وهذه هي حال الثورات العربية ،حيث استجمع سلاطين العرب ،ما استطاعوا إليه سبيلا من فظ وغليظ ،وشدة وقسوة،واستكبروا عن الرحمة ، وأنكروا الغفران لشعوبهم ،وأخذتهم العزة بالإثم ، ونهبوا وسلبوا، وقتلوا وصلبوا،وحين التفتوا إلى السماء ،قرروا منافسة الخالق في حضوره في المكان والزمان ،فتصنموا،وراحوا يزرعون صورهم وتماثيلهم في كل حدب وصوب ، ،وإذ عجزوا عن التقاط الزمان ،لجأوا الى التوريث ،لتبقى أسماؤهم خالدة مخلدة ،يتناقلها ويتداولها ويتناولها الناس كما يفعلون مع الله حيث تجري أسماؤه على ألسنة عباده في كل مكان وزمان .
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"وصفوة القول هنا، ان الشورى سمة أهل الإيمان والتقوى،وقد تموضع ذكرها كما جاء في السورة الخاصة بها بين الإستجابة لرب لعالمين وإقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله،مما يعني وجوبيتها ولزوميتها تماما كالصلاة وسائر العبادات الكبرى في الإسلام ، وليس إسقاطها سوى ضرب من ضروب التمردعلى الله ،والذي ينتج (التمرد) الطاغوت بتوصيفاته القرآنية المعروفة ،وتاليا ،الإضطراب في الإجتماع البشري ،وتلك هي قواعد التاريخ الإنساني ومعادلاته، أي الطاغوت يقابله الإضطراب فالثورة،وهذا ما يفعله عرب القرن الواحد والعشرين حين يثورون على طواغيتهم الذين تجاوزوا حد الحق إلى الباطل،وحد العدل إلى الظلم ، وحد الشورى إلى الإستبداد،وحد الأنسنة إلى التأله،ومع ذلك يتحدث وعاظ السلاطين للمقتولين والمظلومين والمجلودين والمسجونين والمنهوبين والجوعى وأصحاب الصرخة واللوعة عن "تزاحم المصالح" الذي يعني في السياسات العربية دوام عرش الطاغوت وورثة الطاغوت وورثة ورثة الطاغوت .
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt" في ختام القول ،قد يكون من الصواب الطرق على آذان وعاظ السلاطين بحديث نبوي شريف كان يردده خاتم النبيين (ص) مرارا وتكرارا: " أشيروني أيها الناس"،وقد يكون مفيدا الطرق على الآذان نفسها بنص قرآني يختزن عظمة الملكة بلقيس التي لم يأخذها ركوب الرأي والقطع في قرار وأمر ، حيث أفلحت حين قالت " يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون " سورة النمل ، والمفارقة أن وعاظ السلاطين في هذا الزمان يحرفون الكلم عن مواضعه ويقلبون موازينه ومضامينه حين يركبون رأيهم ويقطعون أمرهم ...وحيال من ؟ حيال الولاء لسلاطين الجور والفساد الذين قال فيهم رب العالمين "إن الملوك اذا دخلوا قريةَ أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون" سورة النمل ،وهذه الآية الكريمة تبدو انطباقا وصفيا مدهشا لحال العرب وسلاطين العرب في هذه الأيام ... مع ذلك يغفو وعاظ السلاطين على ضمائرهم ودينهم.. . فلا يعقلون ولا يتفكرون.!!
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"
span lang="AR-SA" style="line-height: 115%; font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt"توفيق شومان / كاتب لبناني
span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif""
الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.