واصل الجيش اللبناني قصف مواقع يشتبه في أنها تابعة لجماعة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد فيما ارتفع إلى خمسة عدد الجنود اللبنانيين الذين قتلوا في مواجهات خلال الساعات القليلة الماضية. ووصفت المصادر الأمنية اللبنانية الجولة الأخيرة من المعارك بأنها شرسة مشيرة إلى أن جنودا عدة من الجيش اللبناني أصيبوا أيضا خلال الاشتباكات التي أعقبت تبادلا عنيفا للقصف بالأسلحة الرشاشة والمدفعية. كما قال مصدر فلسطيني داخل المخيم إن أربعة مسلحين على الأقل من جماعة فتح الإسلام قتلوا في الاشتباكات العنيفة. وقالت التقارير الأمنية وشهود العيان إن الجيش اللبناني كان يقصف المخيم بمعدل 15 قذيفة في الدقيقة الواحدة كما دفع الجيش بمزيد من التعزيزات التي تشمل عربات مدرعة ووحدات خاصة انتشرت حول نهر البارد. وقد سقط 125 قتيلا على الأقل بينهم 53 جنديا و42 من مسلحي فتح الإسلام منذ بدء القتال في 20 مايو الماضي فيما وصف بأنه واحدة من أسوأ موجات العنف الداخلي منذ انتهاء الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. جاء تصاعد المواجهات بعد فشل أحدث محاولات الوساطة من قبل إسلاميين لبنانيين لإقناع المسلحين داخل مخيم نهر البارد بتسليم أنفسهم, لكن مصادر لبنانية قالت إن جبهة العمل الإسلامي التي تضم سياسيين وعلماء دين سنة إضافة إلى مجموعة من علماء الدين الفلسطينيين سيستمرون في محاولاتهم لإيجاد حل للصراع. وفي هذا الصدد قال رئيس جبهة العمل الإسلامي فتحي يكن إن هؤلاء الناس لديهم إصرار على ألا يستسلموا ونحن ليس أمامنا إلا هذا الأمر هذا هو المخرج الوحيد. وأشار يكن إلى أن الخطة تتضمن استسلام اللبنانيين من هذه المجموعة كخطوة أولى مضيفا : نحاول بشتى الطرق حتى بالإقناع الفكري والشرعي أن نقنعهم بأن هذا ليس الطريق الصحيح. وفي هذا السياق أكد رأفت مرَّة المسئول الإعلامي لحركة حماس بلبنان أن هناك إمكانيةً للتوصل إلى حلٍّ سياسي للأزمة الراهنة بعد التغيُّر الذي حدث في موقف الجيش اللبناني وموقف فتح الإسلام. وقال مرة إن الجيش اللبناني يقول إنه لا يريد إلا عناصر فتح الإسلام الذين قتلوا الجنود اللبنانيين في العملية التي فجّرت الاشتباكات الشهر الماضي مما يعني أن الجيش قد يتعامل بصورة مخففة مع باقي عناصر فتح الإسلام الذين أشار مرة إلى أنهم بدؤوا في قبول فكرة تسليم المتورِّطين في العملية والمطالبة بمحاكمة عادلة لهم. وشدد مرة على ضرورة إعادة اللاجئين إلى المخيم من خلال حلٍّ سياسي يحفظ للبنان سيادتها وللجيش كرامته، إلى جانب حماية أمن المخيمات، واتباع أسلوب متعدد القنوات للتعامل مع عناصر فتح الإسلام يشمل القناة القضائية إلى جانب الوسائل الأمنية. وفي وقت سابق قال أبو هريرة وهو قائد عسكري في جماعة فتح الإسلام – بحسب رويترز – إن الجيش يقصفنا من بعيد ولا يقربون.. سنقاتل للآخر حتى لو بقيت أشهر لا مشكلة لدينا. على صعيد آخر اعتقلت قوات الأمن اللبنانية ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء في القاعدة بينهم بلجيكي في وادي البقاع الشرقي. وقالت المصادر الأمنية إن بلجيكيا ولبنانيا اعتقلا خلال غارة في قرية بعلبايا. وفي بروكسل قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن السفارة البلجيكية في لبنان تعلم أن رجلا يحمل أوراقا بلجيكية اعتقل. كما اعتقل لبناني آخر عثر عليه ومعه أسلحة في قرية بر الياس القريبة حيث فككت قوات الأمن الأسبوع الماضي ما وصفته بأنه خلية للقاعدة تعد لهجمات بسيارات ملغومة في لبنان. وأوضحت المصادر الأمنية أن القوات صادرت أيضا أسلحة ومتفجرات وإن تسعة أشخاص على الأقل جرى اعتقالهم حتى الآن فيما يتعلق بالخلية.