في إطار الحملة الشرسة على المسلمبن في الغرب أصدرت وزيرة شؤون التعليم في الحكومة الهولندية شارون ديكسما قراراً، بوقف المساعدات المالية الحكومية لعدد من المدارس الإسلامية في العاصمة أمستردام، ابتداء من شهر أغسطس المقبل.فيما يحمل معنى إغلاق هذه المدارس. وأبلغت الوزيرة أعضاء البرلمان الهولندي بالقرار من خلال رسالة بعثت بها الى المؤسسة التشريعية، للرد على استجواب حول هذا الصدد وذلك حسب ما ذكرت مصادر البرلمان الهولندي. قالت وسائل الإعلام، إن المدارس التي شملها قرار الوزيرة بقطع المساعدات تواجه خطر إغلاق أبوابها أمام أكثر من 600 تلميذ من أبناء الجاليات الاسلامية كانوا يدرسون في مدارس "الفاروق عمر"، و"التقوى"، و"ابراهيم الخليل". أصبح على أولياء الأمور لتلاميذ تلك المدارس، أن يبحثوا لأبنائهم عن مدرسة جديدة لتسجيل أبنائهم فيها، وتعتبرهذه هي المرة الاولى التي تغلق فيها مدارس إسلامية أبوابها نتيجة لموقف حكومي. قالت المصادر الهولندية إن قرار الوزيرة جاء في أعقاب فشل المفاوضات التي جرت حول مسألة انتقال عملية الإشراف على المدارس الثلاث الى جهة أخرى، وهي المفاوضات التي جمعت مجلس الأباء في مؤسسة التعليم الأساسي الإسلامي في أمستردام . شهدت العملية التفاوضية إصرار مجلس الآباء في مؤسسة التعليم الأساسي الإسلامي على أن يذهب أبناؤهم إلى مدارس تتولى إدارتها هيئة من المسلمين، وهو الأمر الذي لا يمكن لمجموعة أسبريت أن توفره بالرغم من تعهد الأخيرة بالحفاظ على الهوية الإسلامية لتلك المدارس. ومن ناحية أخرق فقد أبدت الحكومة البريطانية خشيتها مما زعمته أن أقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات البريطانية، "قد تكون تُغذِّي التطرّف بين الطلاب"، مشيرة إلى أن الوزراء البريطانييِّن سيطالبون بتغيير طريقة تدريس المواد، للحيلولة دون تعريض الطلاب إلى تعاليم تتسامح مع "الإرهاب" علي حد قولها. وقالت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية إن تقرير الحكومة البريطانية والذي راجع طريقة تعليم الإسلام في الجامعات، يقترح تشكيل شبكة من مستشارين في التعاليم الإسلامية، من أجل الإرشاد الروحي للشباب، ومنعهم من الوقوع تحت تأثير من تطلق عليهم "المتطرفين". وذكر التقرير "أن هذه الخطوة تأتي بعد تزايد المخاوف من تسرّب متطرفين إلى المدارس والجامعات، يسعون لتجنيد جهادييِّن"، ناقلاً عن الشيخ موسى عدماني، الواعظ في جامعة "لندن ميتروبولتان" ومستشار وزير التعليم العالي البريطاني، تأكيده على "تمكُّن المتطرفين من جذب الطلاب إلى ناحيتهم في 4 جامعات بريطانية على الأقل". وأوضح التقرير أنَّ بعض الخبراء يزعمون أن عدد الجامعات التي خرج منها "متطرفون" وصل إلى 25، وأن بعض الطلاب ذهبوا للقتال في العراق وأفغانستان. وتختلف الأقليات الإسلامية في أوروبا عن غيرها من الأقليات الإسلامية الموجودة في العالم من عدة جوانب منها: عددهم الضخم الذي تجاوز الثلاثين مليون نسمة، وأصولهم المختلفة والتي ترجع إلى معظم الدول الإسلامية، بالإضافة الى أن عددا لا بأس به من المسلمين هم من أصول أوروبية و اعتنقوا الإسلام عن رغبة صادقة ،هذه الجوانب تجعل بمقدور الأقلية المسلمة هناك القيام بدور مؤثر يحقق مصالح المسلمين في العالم. ومع ذلك فأنهم يواجهون تحديات كثيرة ومشاكل متعددة منها مشكلات الإقامة والعمل ، ومنها الصعوبات الخاصة بتوفير التعليم الإسلامي لأبناء المسلمين، والحفاظ على الهوية الإسلامية في ظل هذه مجتمعات تنتشر فيها الانحرافات الأخلاقية ، كذلك هناك اضطهاد لبعض الأقليات المسلمة خصوصاً في ألمانيا، وإن كانت هناك مبالغات فيما يصل من أخبار إلى العالم الإسلامي عن هذا الاضطهاد. ولعل أكبر مشكلة تواجه مسلمي الغرب هي الهجوم العنيف على الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية، التي يسيطر عليها أناس يكرهون الإسلام. ويحاولون الكيد له وتنفير الناس منه، مستغلين فى ذلك بعض الأحداث التي تحدث في بعض بلاد الاسلامية ليبرهنوا على صحة كلامهم، متناسين فى ذلك أن المافيا خرجت من جزيرة صقلية في إيطاليا، والعصابات التي ترتكب أبشع الجرائم ليس لها وجود في الدول الإسلامية التى يتوفر بها وبشوارعها الأمن والأمان ، في حين أن أي شخص لا يستطيع السير في الساعة التاسعة ليلاً في شوارع نيويورك أو لندن أو باريس أو غيرها خوفاً من أن يتعرض للسرقة أوالقتل كما أنه هناك منظمات إرهابية كثيرة في أوروبا! وبجانب هذه المشكلات يواجه المسلمون في أوروبا مشكلة من نوع خاص، وهي كيفية تأقلمهم مع الواقع في الغرب، والمحافظة على الشريعة الإسلامية في ظل هذا الواقع. اضافة الى ذلك فان الاختلاف فى اللغة في تلك البلاد،جعل المسلمين هناك يعانون من نقص شديد في الكتب والمطبوعات الإسلامية، والتي من خلالها يستطيعون الارتباط بدينهم وعقيدتهم.