يواصل الجيش اللبناني معاركه العنيفة والمتقطعة مع مقاتلي تنظيم فتح الإسلام المتحصنين في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان لليوم السابع عشر على التوالي وسط معلومات عن استسلام بعضهم لفصيل فلسطيني داخل المخيم. وأطلقت مدفعية الجيش قذائف على المنطقة الجنوبية الشرقية من المخيم ردا على قذائف أتت من داخله. وتواردت أنباء – بحسب الجزيرة - أن محمد الشعبي وهو أحد مرافقي زعيم فتح الإسلام شاكر العبسي قتل في المواجهات الدائرة منذ 20 مايو الماضي إضافة إلى مسؤول مدفعية التنظيم ويدعى أبو جعفر السوري. وشهدت أزمة المخيم أمس تطورا غير مسبوق منذ انفجار الأزمة حيث أعلن مسؤول في حركة فتح الفلسطينية أن عددا من مقاتلي فتح الإسلام استسلموا لمسؤولي فتح في مخيم نهر البارد. وأوضح عضو قيادة لبنان بفتح خالد عارف أن مسلحين من فتح الإسلام لم يحدد عددهم سلموا أنفسهم أمس واليوم إلى مكتب الحركة بمخيم بنهر البارد. وأكد عارف أن المستسلمين هم من أبناء مخيم نهر البارد وقد حضروا بطوعهم إلى مقر فتح ومقرات فصائل فلسطينية أخرى لم يحددها. وقدر عارف عدد المستسلمين بما بين 7 و8 عناصر من أبناء المخيم انضموا إلى التنظيم حديثا جراء إغراءات مادية. وقال المسؤول من مقره بمخيم عين الحلوة إن المقاتلين استسلموا بعد ما شاهدوا من دماء بالمخيم عقب المواجهات المستمرة بين فتح الإسلام والجيش. ولكن قائدا رفيعا في فتح الإسلام نفى أن يكون أي من مقاتليه قد استسلم وقال أبو هريرة – بحسب رويترز - هذه أكاذيب هذا هراء. وأضاف أن الجيش يشن حربا كلاسيكية وأن مقاتليه يستخدمون حرب العصابات مضيفا أن القتال سيستمر شهورا إذا أرادوا ذلك مشيرا إلى أنه ما دام الجيش مستمرا في حملته فسيبقى مقاتلو جيش الإسلام في مواقعهم ولن يتقدم الجيش شبرا واحدا بداخل المخيم. من جانبه أعلن وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما تضامن بلاده مع لبنان وقواته المسلحة تجاه الهجوم الذي تعرضت له من قوة إرهابية ترتبط بتنظيم القاعدة على حد تعبيره. داليما أعرب عن ثقته في مؤتمر صحفي مشترك مع فؤاد السنيورة رئيس مجلس الوزراء اللبناني عقب محادثاتهما أمس الثلاثاء بأن الديمقراطية اللبنانية ستنجح في تخطي هذا الهجوم والخروج من هذه الأزمة أقوى مما كانت. من جهته أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن المعركة التي يواجهها لبنان في مخيم نهرالبارد هي مع مجموعة إرهابية - حسب قوله - وليست بين اللبنانيين والفلسطينيين. كما أوضح أن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش اللبناني داخل المخيم بهدف القضاء على ما أسماه الإرهاب تتم بتفاهم تام مع الفصائل الفلسطينية بعدما رفض مقاتلو فتح الإسلام الاستسلام. وقد اتهم السنيورة عناصر "فتح الإسلام" بممارسة القنص على كل مدني يحاول الخروج من المخيم مع إرغام كل من يحاول تركه على البقاء بغية استعماله درعا بشريا، مشيرا إلى أن الجيش يقوم بأقصى ما بوسعه لتحييد المدنيين وتجنب إيقاع خسائر في الأرواح.