المرأة في الإسلام لها مكانة عظيمة فهي الأم التي أمر الله عز وجل بالإحسان إليها مع الأب في قوله تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إحسانا ) الإسراء : 23 . وقال عنها رسول الله (صلىالله عليه وسلم ) في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم ( إنها أحق الناس بصحبة الرجل ) وكرر ذلك ثلاثا . وهي الأخت الحبيبة كما قال الله تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات : 10 . وكما قال النبي (صلى الله عليه وسلم ) : ( النساء شقائق الرجال ) رواه البخاري . وهي آية من آيات الله جعلها الله سكنا لزوجها يسكن إليها ويستريح عندها من عناء الحياة كما قال الله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم : 21 . وهي خير متاع الدنيا كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم ) : ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه مسلم . وهي الأبنة التي قدم الله ذكرها على الابن في قوله تعالى : ( يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) الشورى : 49 . وكذلك هي الفتاة المدللة التى يعتز بها أبوها ويقول عنها أم أبيها كما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول عن ابنته فاطمة رضى الله عنها . وهي التى أوصى بها النبي (صلى الله عليه وسلم ) في قوله : ( استوصوا بالنساء خيرا ) رواه البخاري . وقد بشر النبي (صلى الله عليه وسلم ) من رزقه الله ثلاثا من البنات وأحسن تربيتهن بأن يجعلهن الله له حجابا من النار. والمرأة أيضا هي شريكة الرجل فى الحقوق والواجبات كما قال الله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل : 97 : بل أن الإسلام كفل للمرآة من الحقوق أكثر من الرجل فالرجل هو المطالب بمهرها وأعداد سكن الزوجية لها والإنفاق عليها هي وأولادها كما قال تعالي ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة : 228 وقال تعال (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) النساء : 34 . والمرأة هي رفيقة الدرب المشاركة في إصلاح المجتمع كما قال الله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ) التوبة : 71 . كما أن للمرأة في الإسلام دورا فى الجهاد في سبيل الله كما قال الله تعالى (...أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ) آل عمران : 195 . ولذلك كانت النساء على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم ) يخرجن خلف الرجال ويشاركن في الجهاد فى سبيل الله بما يحسنه من تضميد الجرحى والمصابين وإذا استدعى الأمر أن يشاركن فى القتال والضرب بالسيف فعلن وما قصة نسيبة بنت كعب وصفية عمة النبي (صلى الله عليه وسلم ) مع اليهودي الذي قتلته عنا ببعيد... وأخيرا المرأة هي الجوهرة المصونة التى أمر الله بسترها عن أعين الناظرين حتى لا يطمع فيها الذين في قلوبهم مرض وحتى لا يؤذيها المؤذون فقال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ) الأحزاب : 59 . وهي نصف المجتمع وتلد النصف الآخر . عبدالرحمن بن محمد لطفى امين عام حزب العمل بالمنيا محمول/:01007872758