أجمع الشارع الأردني سريعاً وعلى نحو غير مسبوق على رفض قرار الحكومة الأردنية برفع أسعار المشتقات النفطية ، وطالبوا في مسيرات واعتصامات وبيانات باستقالة الحكومة وحل مجلس النواب ومحاربة الفساد والفاسدين وحذرت النقابات المهنية الأردنية ، في بيان لها أمس، من تداعيات قرار رفع اسعار المحروقات على أمن واستقرار الوطن، في ظل ظروف اقتصادية قاسية يعيشها المواطن بفعل سياسات حكومية خاطئة انتهجتها حكومات متعاقبة وأوصلت الوطن الى هذا الحال. وكانت قد انطلقت مساء امس العديد من المسيرات الليلية واقيمت الاعتصامات في العاصمة الأردنية عمان وفي أغلب المدن الأردنية احتجاجا على رفع اسعار المشتقات النفطية. ففي عمان وعلى دوار جمال عبدالناصر «الداخلية» وأمام رئاسة الوزراء نفذت قوى أردنية عديدة سياسية وشعبية وشبابية اعتصاما مساء امس احتجاجا على رفع اسعار المحروقات، مطالبين حكومة د. فايز الطراونة بالتراجع عن القرار والاسراع بمحاربة الفساد والفاسدين. ودون ان يشهد الاعتصام اي مشادات أو احتكاكات بين الاجهزة الامنية التي حضرت بكثافة وبين المشاركين بالاعتصام. وفي معان، نفذ ائتلاف الاصلاح والتغيير والفعاليات الحزبية مساء امس مسيرة سلمية احتجاجية بعد صلاة المغرب انطلقت من امام مسجد معان الكبير وانتهت عند دوار بهجت التلهوني وسط المدينة. وطالب المشاركون في المسيرة باستقالة الحكومة وحل مجلس النواب، مؤكدين ان الوطن يمر في ازمة سياسية واقتصادية تستدعي اتخاذ اجراءات اكثر حزما في وجه الفساد والمفسدين الذين نهبوا مقدرات الوطن. وفي الزرقاء جابت مظاهرة شوارع الوسط التجاري، بعد صلاة المغرب حيث ندد المشاركون في التظاهرة بقرار رفع اسعار المشتقات النفطيه بشكل مفاجئ وما سيتبع ذلك من ارتفاع في اسعار باقي السلع. وفي لواء الاغوار الشمالية أقيمت مساء أمس وقفة احتجاجية امام متصرفية اللواء احتجاجا على رفع اسعار المحروقات، مطالبين الحكومة بإعادة النظر بقرارها والتصدي الى رفع الاسعار اليومي للمواد الغذائية الضرورية للعيش. كما نفذ العشرات من أعضاء تنسيقية حراك السلط والبلقاء مساء أمس وقفة احتجاجية أمام المركز الثقافي في وسط المدينة تعبيرا عن رفضهم لقرار الحكومة الأخير برفع أسعار المشتقات النفطية. وألقت مجموعة من الناشطين كلمات أكدوا فيها أن الحراك مستمر ما دام الفساد موجودا وان الشعب الأردني يئن تحت وابل القرارات التي أنهكت المواطن في معيشته. كما نظم حراك شباب اربد للتغيير والائتلاف الشبابي والشعبي مساء امس وقفة احتجاجية بمشاركة المئات امام مسجد نوح القضاة في شارع الجامعة احتجاجا على قرار رفع أسعار المشتقات النفطية. وقال عضو الائتلاف الشبابي والشعبي في اربد جمال جيت في حديثه ل»الدستور» ان الوقفة الاحتجاجية تحولت الى مسيرة باتجاه دوار الجامعة، معتبرا ان القرار لا يراعي مصالح المواطن الفقير. ونفذت فعاليات شبابية وشعبية وحزبية ونقابية في الكرك وقفة احتجاجية مساء امس أمام مبنى محافظة الكرك.وطالب المعتصمون الحكومة بضرورة اعادة النظر في قرار رفع اسعار المحروقات التي تمس شريحة كبيرة من المواطنين، منتقدين ايضا قانون الانتخاب الجديد ووصفوه بقانون الصوت الواحد. كما طالبوا بعدم التضييق على الحراك والإفراج عن الموقوفين ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين والاسراع بوتيرة الاصلاح الشامل. من جانبه، أكد نقيب المهندسين المهندس عبدالله عبيدات انتقد قرار الحكومة، مشدداً على أنه يجب على الحكومة أن تقدم خطة اقتصادية واضحة لحل الأزمة المالية بدلاً من اللجوء إلى قرارات عشوائية ومفاجئة ترهق المواطن وتزيد من أعبائه المالية. ونقلت جريدة الدستور عن مدير عام الاتحاد العام للمزارعين المهندس محمود العوران ان القرار سيؤدي إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج كافة، وزيادة كلف النقل وانه سيضيف أعباء مالية جديدة على المزارعين في ظل تدهور القطاع الزراعي بسبب إغلاق الأسواق في دول الجوار والأسواق الأوروبية أمام المزارعين. كما انتقد نقيب المهندسين الزراعيين المهندس محمود ابوغنيمة قرار الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية. وقال مراقبون ان فعاليات رفض رفع أسعار المشتقات النفطية كانت الأسرع من حيث ردود الفعل في الشارع الأردني وأكثرها شمولاً ، وان الهتافات التي طرحت تجاوزت السقوف المعتادة ، ما يعني غالباً أن حكومة الطراونة باتت مرشحة للرحيل ، وان حكومة أردنية جديدة ستتم الانتخابات النيابية في عهدها في حال تمت خلال السنة الحالية . ومن الأسماء المرشحة لتولي تشكيل الحكومة الجديدة طاهر المصري وعبد الكريم الكباريتي . الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة