غصت وسائل الاعلام الاسرائيلية في الاسابيع الاخيرة بسلسلة متصلة من التصريحات لعدد من كبار الساسة والقادة العسكريين، تحمل التهديد والوعيد بالدمار والخراب والمذابح الجماعية ضد لبنان، ويشي هذا التصعيد الاسرائيلي على الجبهة الشمالية بان "اسرائيل" تبيت كعادتها عدوانا يختلف هذه المرة عن كل الحروب السابقة، وسيكون مدمرا كارثيا مروعا يفوق كل التصورات الممكنة حسب سقف التهديدات الاسرائيلية المتعاقبة، فرئيس وزراهم نتنياهو يبعث برسالة تهديد إلى الحكومة اللبنانية بواسطة دبلوماسي غربي رفيع المستوى يقول فيها"إن إسرائيل سترد على ما وصفها بأي استفزاز من جانب حزب الله وأن دولة لبنان ستدفع الثمن"، مؤكدا:"إن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة شديدة ولن يميز بين حزب الله ودولة لبنان التي يعمل من أراضيها- هآرتس-2012/8/27"، وكان وزير حربهم باراك سبقه بالتهديد ب:"ضرب مؤسسات الحكومة اللبنانية، في حال أطلق حزب الله الصواريخ باتجاه "إسرائيل"، بينما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست"عن مسئول عسكري كبير في الجيش الإسرائيلي قائلاً: "التفكير الجديد لدى الجيش هو جزء من إستراتيجية الجيش المتعلقة بضرب المؤسسات الحكومية اللبنانية وكيفية تدمير حزب الله وتسهيل عملية إنهاء الحرب في أقل وقت ممكن بحيث لا تتجاوز 34 يوماً التي استغرقتها حرب لبنان الثانية". وفي هذا السياق التهديدي للبنان، كان ثلاثة جنرالات كان لهم دور مركزي في العدوان على لبنان كشفوا النقاب عن "أن العقيدة الحربية الإسرائيلية تجاه لبنان تحمل عنوانا واحدا وه"الدمار والتدمير"، فقد جاء على لسان غيورا آيلاند، الرئيس السابق لشعبة التخطيط والعمليات في القيادة العامة في مقالة نشرها معهد بحوث الأمن القومي الاسرائيلي:"في الحرب القادمة سيتم تدمير جيش لبنان وستدمر البنى التحتية المدنية وسيعاني السكان اللبنانيون، فلا يمكنهم في بيروت الذهاب إلى البحر بينما في حيفا يجلسون في الملاجئ"، موضحا:"الحرب القادمة ضد حزب الله ستشهد تدمير لبنان خلال أسبوعين"، وعرض قائد منطقة الشمال-سابقا- غادي آيزنكوت من جهته"عقيدة الحرب الاسرائيلية المتجددة" وهدد بتطبيق "نموذج الضاحية الجنوبية" في التدمير ضد القرى الجنوبية، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"في الحرب القادمة ستفعّل إسرائيل في لبنان"عقيدة الضاحية"، ضد أي قرية تنطلق منها صواريخ باتجاهنا، وما حل بالضاحية الجنوبية عام 2006 سيحل في كل قرية تطلق الصواريخ على إسرائيل، وسنوجه إليها قوة غير متكافئة –تناسبية- ونلحق بها أضرارا ودمارا هائلا، ومن ناحيتنا سنعتبر تلك القرى قواعد عسكرية وليست مناطق مدنية، نحن نعرف أن حزب الله سينفذ قصفا أكثر اتساعا من الحرب الأخيرة وسنرد بالمثل، كل قرية تطلق الصواريخ على إسرائيل سننزل عليها قوة غير متكافئة تسبب دمارا هائلا ، ولن نفرق كما في الحرب الأخيرة بين أهداف لحزب الله وأخرى للحكومة". وانضم الجنرال غابي سيبوني، صديق آيزنكوت ورفيقه في قيادة منطقة الشمال اليهما قائلا: "فور اندلاع مواجهات سيتطلب من الجيش العمل بسرعة وحزم واستخدام قوة هائلة غير متكافئة لإلحاق الأذى وإنزال عقاب يتطلب مسيرة ترميم طويلة وباهظة"، ويتابع:"يجب تفضيل ضرب المنشآت المدنية على مطاردة كل قاعدة إطلاق، والعنوان في لبنان إلى جانب مكونات القدرة العسكرية لحزب الله ، المرافق الاقتصادية ومراكز قوة الحزب، وكلما تعمق التماهي بين حكومة لبنان وحزب الله، يجب قصف البنى التحتية اللبنانية". ويقول المحلل يارون لندن عن دلالات وتداعيات"استراتيجية الضاحية اذ كتب في يديعوت احرونوت:"ان استراتيجية الضاحية"هو تعبير مرشح لان يتجذر في الخطاب الامني الاسرائيلي"، وبرأي الروفيسور دان شيفتن فإن هذه العقيدة تتطلب "زرع دمار غير قياسي في النقاط والبؤر الحساسة لمطلقي الصواريخ على إسرائيل، والهدف ليس اصطياد الصاروخ الأخير، وإنما فرض تغيير جوهري في معادلة الكلفة والجدوى للمقاومة عن طريق رفع عنصر الكلفة بشكل دراماتيكي.. إن ما سيحدد نتائج الحرب، استعداد إسرائيل لفعل الأعاجيب، وبصورة أساسية الرد بشكل منفلت العقال ضد إطلاق الصاروخ الأول بعدها". ونقول- ليس من مفاجئة في كل هذه التهديدات والادبيات الابادية، كما لم يكن مفاجئا ذلك بالامس القريب او البعيد على حد سواء، فاليوم هو استمرار للامس عندهم، ولكن بادوات احدث واشد بشاعة وارهابية . فهذه هي الطبيعة الارهابية الصهيونية في اوج تجلياتها...! [email protected] الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة