أكدت تصريحات المسؤولين المصريين والقوى السياسية الإسلامية بمختلف توجهاتها على ضرورة التوحد الذي غاب عن المشهد في البلاد منذ فترة؛ في أعقاب الهجوم الذي شنّه مسلحون على نقطة أمنية في شبه جزيرة سيناء بالقرب من الحدود مع الكيان الصهيوني ما أسفر عن مقتل 16 جنديًا وإصابة سبعة آخرين. فمن جانبه توعد الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء هشام قنديل والمجلس العسكري ب"الرد على مرتكبي الهجوم أينما كانوا بأسرع وقت ثأرًا لمقتل الجنود بسيناء"، كما سارعت القوى المحسوبة على التيار الإسلامي إلى إدانة الهجوم وطالبت بمعاقبة الجناة. وعقب الهجوم الذي وقع مساء الأحد، قال مرسي في كلمة وجهها للشعب المصري "سيرى مرتكبو هجوم سيناء رد فعل قويًا وسيدفعون الثمن غاليًا". وأضاف أن "الأوامر صدرت واضحة إلى كل قواتنا المسلحة والشرطة للتحرك لإلقاء القبض على من قام بهذا الهجوم الغادر"، مشددا على أن الحادث "لن يمر بسهولة، وستفرض القوات كامل السيطرة على هذه المناطق، وسيدفع هؤلاء ثمنًا غاليًا وكل من يتعاون معهم في هذا المكان أو غيره". وخرج المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصري ببيان "شديد اللهجة" تعقيبًا على الهجوم، أكد فيه أن "كل من تثبت صلته بالجماعات التى امتدت يدها طيلة الشهور الماضية إلى القوات المصرية فى سيناء سيدفع ثمن ذلك" بغض النظر عن مكان تواجده سواء كان داخل مصر أو خارجها. وأشار المجلس إلى وجود خط أحمر لا يسمح بتجاوزه، مؤكدا أن المصريين "لن ينتظروا طويلاً ليروا رد الفعل تجاه هذا الحدث". ونعت القوات المسلحة القتلى، وقالت إن "الهجوم تزامن مع قيام عناصر من قطاع غزة بالمعاونة من خلال أعمال قصف بنيران مدافع الهاون على منطقة معبر كرم أبو سالم". وأشار البيان إلى أن "المجموعة الإرهابية استولت على مدرعة واستخدمتها فى اختراق الحدود المصرية الإسرائيلية من خلال معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، حيث تعاملت معها القوات الصهيونية ودمرتها". وحذّر البيان من "تهديدات تتعرض لها سيناء وهو ما يتطلب اليقظة والحذر تجاه المخططات والمطامع التى تتعرض لها مصر"، بحد قولها. من جانبه، قال رئيس الوزراء هشام قنديل، اليوم، إن "المصريين سوف يسمعون قريبًا جدًا ما يثلج قلوبهم من خطوات فيما يخص تفجيرات رفح". وأشار إلي أن رد فعل الحكومة الآن تجاه هذه المواقف ستختلف عن سابقتها، "فالآن يوجد رئيس منتخب وحكومة تستمد شرعيتها من رئيس، وهو ما يدفع لاتخاذ خطوات لم تنجح الحكومات السابقة في اتخاذها"، ولم يكشف قنديل عن طبيعة تلك الإجراءات المزمع اتخاذها. وشنَّ مسلحون مجهولون هجومًا واسعًا مساء أمس الأحد على نقطة حدودية مصرية قرب معبر كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين مصر والكيان الصهيوني ما أسفر عن مقتل 16 ضابطًا ومجندًا على الأقل وإصابة 7 آخرين، كما استولوا على مصفحتين محاولين اختراق الحدود على الجانب الصهيوني الذي تصدى لهم. وفي السياق ذاته، سارعت الأحزاب والقوى المحسوبة على التيار الإسلامي إلى إدانة الهجوم، حيث قال مسؤولون بجماعات إسلامية مصرية إنهم يستعدون لتدشين تحالف بينهم لمقاومة الفكر "التكفيري المتشدد" عبر أنشطة دعوية في المساجد والشوارع وتشكيل مجموعات شبابية لرصد أي خلايا تكفيرية متشددة. وقال عبد الرحمن الشوربجي، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بشمال سيناء، إن هناك تنسيقًا بين الإخوان وبعض التيارات السلفية والجماعة الإسلامية للتوعية بخطورة الأفكار المتطرفة التي تتبناها تنظيمات "تؤمن بالعنف ولا تراعي حرمة الدماء". وقال عبود الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، إن الجماعة تنسّق مع جماعة الإخوان المسلمين من أجل مكافحة فكر التطرف، مؤكدًا انطلاق قوافل من الجماعة الإسلامية في حملات توعية لمدن القناة تعرف الشباب بالإسلام الوسطي الحقيقي لتصحيح العقائد المغلوطة. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة