أكدت حركة المقاومة الأفغانية "طالبان" أن عملياتها القتالية ضد قوات الاحتلال الأجنبية والقوات الحكومية الأفغانية الموالية لها لن تتأثر بمقتل قائدها العسكري الملا داد الله خلال معارك جرت الليلة الماضية في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان. وجاء ذلك بعد أن اعترفت مصادر رفيعة بالحركة بمقتل الملا داد الله الذي عرضت السلطة الأفغانية جثته على وسائل الإعلام بعد أن كانت الحركة قد نفت في وقت سابق نبأ مقتل قائدها الميداني. وشددت مصادر بالحركة – بحسب الجزيرة – على أن "طالبان" ستواصل هجماتها في إطار ما أسمته معركة "الربيع" مشيرة إلى أن مقاتلي الحركة سيسيرون على النهج الذي وضعه قائدها العسكري الراحل لافتة في هذا الإطار إلى العديد من الخلايا القتالية المكونة من مئات الفدائيين التي قام بتكوينها قبل رحيله. وأضافت المصادر أنه على الأرجح سيتم اختيار أخ للملا داد الله قائدًا عسكريًا للحركة خلفًا لشقيقه فيما بدا أنه سعيًا من جانبها للاستفادة من اسمه إعلاميًا وميدانيًا في ساحة المعارك الملتهبة. وكان المسئول الأفغاني الذي أعلن مقتل الملا داد أعلن في الوقت ذاته أنه قتل مع شقيقه الذي كان أفرج عنه في عملية تبادل السجناء مع الرهينة الإيطالي (الصحفي) قبل شهرين. وقال حاكم ولاية قندهار أسد الله خالد: إن من بين الجثث جثة قال من شاهدها "إنها شبيهة بداد الله"، فيما لم يتأكد التعرف على جثة شقيقه غير المعروف عند الناس. ويعد الملا داد الله وهو في الأربعينات من عمره أحد أبرز القادة الميدانيين بحركة "طالبان" رغم أن رجله بترت بسبب إصابته بأحد المعارك. كما كان داد الله أحد القادة العشرة الأساسيين في الحركة قبل غزو جيش الاحتلال الأمريكي لأفغانستان في أواخر عام 2001. وقد استطاع أن يبلي بلاءً حسنًا آنذاك عندما رفض الاستسلام لقوات "التحالف الشمالي"، وتمكن من الفرار من حصار ولاية قندوز في نوفمبر 2001، واستطاع العودة إلى قريته كاجاي بولاية هلمند حيث أحد معاقل "طالبان". وعقب ذلك آلت إلى الملا داد الله قيادة معظم هجمات "طالبان" في الجنوب، والتي تصاعدت بشكل خاص في العام الماضي، وقاد التحضير لمعركة "الربيع" حيث جهز مئات "الاستشهاديين" في إطار التكتيك الذي انتهجته الحركة في عملياتها ضد قوات الاحتلال. وكانت عدة تقارير تحدثت في الأعوام الأخيرة عن مقتل داد الله أو القبض عليه، وكان آخرها إعلان الحكومة الأفغانية في وقت سابق, أن قواتها تحاصر مجموعة من مقاتلي "طالبان" تصل إلى 200 عنصر، وربما يكون الملا داد الله بينهم. في هذه الأثناء دعا زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا "محمد عمر" المسلمين إلى التوحّد ضد قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان والعراق, معربًا عن يقينه بهزيمة الاحتلال في البلديْن. وقال الملا عمر في بيان أصدره امس السبت إنه في حين أنّ الظالمين الأمريكيين يسقطون القنابل على الأبرياء... يحاولون التفريق بين المسلمين من خلال (خلافات) عرقية ودينية وقبلية". ودعا زعيم طالبان "جميع قادة الجهاد والزعماء الوطنيين والسياسيين" إلى التوحّد وتحرير بلادهم من أيادي الأمريكيين, والقيام بتشكيل "حكومة إسلامية خالصة"؛ حتى يتم طرد قوات الاحتلال. وندّد الملا عمر بالتآمر الأمريكي الذي يهدف إلى "تقسيم الأفغان من خلال التمييز بين الطاجيك والباشتون والعراقيين من خلال الحديث عن سنّة وشيعة". وشدّد زعيم طالبان على أنّ هذه المؤامرة التي تهدف إلى التخفيف من الضغط الذي يعاني منه الأمريكيون "محكومة بالفشل", قائلاً: "إنني متأكد من أنّ الأمريكيين سيُهزمون في أفغانستان كما في العراق".