سؤل رسول الله عن الأمر الأحد الذي إن استعصم به السائل ادخله الله الجنة... لم يشر الرسول علي السائل بصيام أو فضل زكاة... لم ينصح بسلام استراتيجي ولا ديمقراطية... لم ينهي عن مقاومة سلطان مريض النفس والقلب ويأمر بتبعية مدعي القوة خشية من بطشه... بل نصح " بعدم الكذب "... نعم... نصح بالصدق الذي هو باب كل أمر حميد نافع... نهى عن الكذب باب كل فساد... نعم... أن يكون الإنسان صادق مع الله... مع نفسه... مع كل الآخرين... فذاك افضل من وطأت قدماه الأرض...!!! اسأل... ماذا سنجد بين أيدينا من نتائج... إذا ما قمنا بقياس... ومعايرة... ووزن سياسة الأفراد والحكام منهم خاصة بالمعيار السابق...؟ كيف ستبدو لنا سياسة الدول والكبرى منها خاصة...؟؟ وحتى نتلمس الإجابة... سنعرض من الواقع المشهود مثالين فقط... الأول قطري محلي داخلي... والآخر دولي خارجي... وعلينا إدراك الصلة الوثيقة بينهما وأثرها علي الناس... الشعوب... تواجدنا البشري الدنيوي سياسيا...!!! أولا... المثال القطري المحلي الداخلي المصري... 1. قال حسني مبارك أن السلام خيارا استراتيجي لنهج سياسته... فإذا حاولنا معايرة ذاك الادعاء بمعيار أن التخطيط يبدأ من القمة إلى القاعدة... والتنفيذ يبدأ من القاعدة إلى القمة.... واتخذنا التعديلات الدستورية مثال معايرة وقياس.. لوجدنا تعديل المادة (179) جاء لينسف سلام الفرد والمجتمع من أصوله الثابتة...!!! 2. قال حسني مبارك أن اهتمامه ينصب علي سلام محدودي الدخل وتأمين معيشتهم... وبالفعل قد انصب اهتمامه صبا فوق رؤوس محدودي الدخل والقدرة حتى تلاشت قلة القدرة من بين أيديهم وأطبقت علي رقابهم كل الحدود وباتت أنفاسهم معدودة... نعم... لقد فارقت حياتهم فرصة العمل... فرصة الزواج... فرصة الآمان... فرصة الإحساس بالانتماء... الخ فربما كان مبارك يرى أن عائلية حكمه هي المحدودة الدخل والمنوطة بتوسيع حدود دخلها... وفي هذا قد صدق...!!! 3. دون التوقف الذي يحتاج أمدا طويلا أمام ما سمعناه من مبارك عن عدم حماية الفساد والتستر علي المفسدين حتى بات الفساد بكل صوره ليس مجرد دولة داخل الدولة بل هو الدولة... وكذا ما قيل عن حماية حائط القضاء حتى سقط وصار أنقاضا... وما قيل عن حرية الرأي والتعبير حتى بات الرأي فقط لما يرى حكيم زمانه وعائلية حكمه... الخ اقف أمام قول مبارك عن استقلالية القرار السياسي المصري... وحينئذ... يكفينا واقع... "شرم الشيخ"... الذي اتسع لكل أمر... وهوى... وفساد غي أمريكا السياسي وتبييض وجهه...!!! ثانيا... المثال الدولي الخارجي... إذا كانت المزاعم القطرية لعائلية حكم حكيم زمانه تحتاج أمدا طويلا لتسجيلها تاريخيا... فإن طول أمد المزاعم الدولية قد صارت تاريخا مسجلا... تاريخا مسجلا للادعاء بالعدل والمساواة... بالحرية... بالسلام... بالديمقراطية... بحقوق الناس تحت مسمى حقوق الإنسان... الخ مزاعم وادعاءات تقتلعها قرارات هيئة الأممالمتحدة ومجلس أمنها العنصري من جذورها... تنسفها تصرفات البنك الدولي ونهج منظماته وهيئاته... تنطحها فترديها قتيلة رؤوس السياسة الإنجليزية والأمريكية الصهيونية ووليدتها المحرمة إسرائيل... كذب * كذب = بهتان سياسي...!!! أدعو تفكرك أيها المستقرئ العزيز للتوقف وتناول ما هو آت من واقع سياسي إجرامي سنجرده من ستره... سنجتذبه من سريته وتخفيه عن أعين الشعوب... بل واكثر المدعين بالعلم والثقافة والمكاشفة السياسية... إن ما أدعو لتناوله بالفكر... والعمل الرادع الجاد... هو ما أطلق عليه مسمى " خصخصة القتل وتجارة الإجرام"... وهو سياسة اقتصادية تجارية تتبناها كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية تقوم علي جعل القتل الإجرامي وما يلزم سعته وانتشاره من اعتداءات دولية... "تجارة"... استثمار سياسي واقتصادي مشروع... نعم مشروع بشرع هيئة الأممالمتحدة التي لا تعدو في واقعها مجرد موظف في ديوان السياسة الأمريكية الصهيونية... كيف هذا...؟؟ 1. يتلخص الأمر في تحويل شعبي هاتان الدولتان وخاصة الشباب منهما إلى كلاب حرب... وهذا هو المسمى الذي يطلق علي المرتزقة... المأجورين للقتل...!!! 2. جعل الارتزاق المالي من القتل أيدلوجية فكرية مفتونة سياسيا... ومجال عمل ذات عائد مالي مضاف كبيرا كبر يفوق تجارة المخدرات وعائداتها...!!! 3. إنشاء شركات ذات ترخيص حكومي قانوني لإدارة ذاك الإجرام من خلال عقود موثقة بين تلك الشركات وحكومة البلدان...!!! 4. هذه العقود... بل وشروط إقامة الشركات... محاطة بسرية كاملة وخاصة أمام الإعلام...!!! 5. 1989... أقرت هيئة الأممالمتحدة باتفاقية تبيح إنشاء تلك الشركات تحت مسمى "شركات الأمن الخاصة"... وعجبا أن تحاط تلك الاتفاقية بالسرية أيضا...!!! 6. إسرائيل هي الدولة الثالثة التي طبقت الاتفاقية السابقة وأنشأت تلك الشركات بعد أن كانت مجرد عصابات سرية إجرامية...!!! 7. لك أيها المستقرئ أن تعلم بأن بريطانيا قد صار بها اكثر من 140 شركة من تلك الشركات يعمل 5000 مرتزق منها في العراق باجر يومي مدفوع باليورو يقدر بألف دولار للفرد والمرتزق... وهو نفس سعر المرتزق الأمريكي بالعراق أيضا والمقدر عدد منه... 84 ألف مرتزق أمريكي... وحينذاك... يصبح كل فرد مقاوم بالعراق يقابله عدد 6 أفراد من كلاب الحرب...!!! 8. لا يتم الإعلان عن القتلى من كلاب الحرب... والذين بلغ عددهم من الجانب الأمريكي منذ 2003 وحتى الآن اكثر من 120000 قتيل غير الأربعة آلاف المعلن عنهم بعد الخصم السياسي...!!! نحن أمام إجرام سياسي دولي ينبئ بهيمنة إجرام كوني مستقبلي... فماذا نحن كشعوب فاعلين...؟؟ وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظات هامة 1. حكامنا جميعا علي علم... بل رضا... بذاك الإجرام...!!! 2. إذا لم نقف اليوم في وجه الإجرام... فغدا هو من سيستوقفنا عند هواه...!!!