مرسي لأوباما: نرحب بالمساندة الأمريكية للانتقال المصري.. و«واشنطن تايمز»: البيت الأبيض مرتاح للنتيجة.. وهناك ترقب حذر بعد ساعات من إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية فى مصر، اتصل الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالدكتور محمد مرسي تليفونيا ليهنئه بفوزه. وصدر بيان عن البيت الأبيض بهذه المناسبة. وذكر البيت الأبيض أن مرسى قال لأوباما إنه «يرحب بالمساندة الأمريكية للانتقال المصرى». كما أعلن البيت الأبيض أن أوباما اتصل أيضا بالفريق أحمد شفيق وأشاد بحملته، و«حثه ليستمر فى لعب دور فى السياسة المصرية بمساندة العملية الديمقراطية والعمل من أجل توحيد صفوف الشعب المصري». وقال البيان الصادر من مكتب السكرتير الصحفى بالبيت الأبيض «تهنئ الولاياتالمتحدة الدكتور محمد مرسي على فوزه فى انتخابات الرئاسة المصرية، كما نهنئ الشعب المصرى على هذه الخطوة الفارقة فى التحول نحو الديمقراطية». البيان أضاف «إننا نتطلع إلى العمل سويا مع الرئيس المنتخب مرسى، والحكومة التى يشكلها على أساس من الاحترام المتبادل، لتعزيز المصالح المشتركة العديدة بين مصر والولاياتالمتحدة. إننا نعتقد أنه من المهم للرئيس المنتخب مرسى، اتخاذ خطوات فى هذه المرحلة التاريخية لتعزيز الوحدة الوطنية عن طريق التشاور مع كل الأحزاب والقوى حول تشكيل حكومة جديدة. إننا نؤمن بضرورة تمسك الحكومة المصرية الجديدة بالقيم العالمية واحترام حقوق كل المواطنين المصريين، بمن فيهم النساء والأقليات الدينية كالمسيحيين الأقباط. لقد أدلى ملايين المصريين بأصواتهم فى الانتخابات، والرئيس المنتخب مرسى والحكومة المصرية الجديدة لهما الشرعية والمسؤولية لتمثيل مواطنة شجاعة ومتنوعة». البيان أضاف «إن الولاياتالمتحدة تنوى العمل مع كل الأحزاب فى مصر، للحفاظ على شراكتنا طويلة الأمد، حيث تعمل مصر على توطيد ديمقراطيتها. إننا نشيد بلجنة الانتخابات الرئاسية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة على دورهما فى دعم انتخابات حرة وعادلة، كما نتطلع إلى استكمال الانتقال إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا. كما نعتقد أنه من الضرورى للحكومة المصرية أن تستمر فى الحفاظ على دور مصر كمحور للسلام والأمن والاستقرار الإقليمى. ونحن سندعم الشعب المصرى لتلبية تطلعاته نحو الديمقراطية والكرامة والفرص، وتلبية وعود الثورة». وتعليقا على فوز مرسى، قال السيناتور جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن مرسى خلال لقاءاته معه فى مصر أبدى التزامه بحماية الحريات الأساسية، بما فيها حقوق المرأة وحقوق الأقليات وحق التعبير الحر والتجمع، وأن مرسى قال له أيضا إنه يتفهم أهمية العلاقات مع أمريكا وإسرائيل. وختم كيرى بيانه بالقول «فى النهاية مثلما هو الأمر فى أى مكان فى العالم، فإن الأفعال ستعنى الأكثر من الأقوال». والسيناتور كيرى مع السيناتور ماكين من أبرز قيادات الكونجرس التى بادرت بإقامة قنوات اتصال مع الإخوان، استمرت على مدى الشهور الماضية. كما قام السيناتور الجمهورى جون ماكين والسيناتور المستقل جو ليبرمان بتهنئة مرسى لفوزه فى بيان مشترك قالا فيه «الشعب المصرى تكلم ونحن نحترم اختياره ونتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب مرسى بروح الاحترام المتبادل، ومن أجل تحقيق كثير من المصالح المشتركة لكل من الولاياتالمتحدة ومصر». ونتيجة الانتخابات الرئاسية فى مصر أراحت البيت الأبيض بعض الشىء من مخاوف راودته مؤخرا من احتمال إهمال أو إقصاء العملية الديمقراطية إلا أن القلق ما زال يساوره فى ما يخص المستقبل، هكذا وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» رد الفعل الأمريكى، وذكرت أن واشنطن ما زالت تراقب -بتفاؤل حذر- خطوات مصر نحو الديمقراطية والاستقرار على طريق ملىء بالكثير من المطبات. وصحيفة «واشنطن بوست» فى افتتاحية لها (هى الثالثة عن مصر خلال 10 أيام) رأت أن مصر أخذت خطوة أخرى نحو الديمقراطية وتفادت السقوط فى الفوضى. وأن التطور الذى حدث، هل أصبح أساسا للبناء عليه، أو يعد مقدمة لعدم استقرار أكثر فى أكثر البلاد سكانا فى العالم العربى، وسوف يعتمد على ما إذا كان فى استطاعة «العسكرى» والإسلاميين إيجاد أسلوب حياة مبنى على المبادئ الديمقراطية. وبعد أن تناولت تفاصيل ما جرى فى العلاقة ما بين «العسكرى» والإخوان من صراعات وصفقات، قالت الصحيفة فى افتتاحيتها: إن مصر ما زالت لديها الفرصة لكى تكمل الانتقال الديمقراطى، إلا أن هذا يتطلب نضجا سياسيا أكبر من كل الجهات. وتشجيعا قويا من الولاياتالمتحدة، خصوصا لجنرالات النظام القديم المعاندة مما قد يساعد فى هذا الأمر. أما صحيفة «وول ستريت جورنال» فى افتتاحية لها بعنوان «رئيس مصر الإخوانى» وصفت ما حدث بأنه انتصار ديمقراطى رمزى وأن «العسكرى» يحتفظ بغالبية السلطة. وقالت: إن «مصر وصلت إلى أكثر من علامة فارقة يوم الأحد باختيارها بحرية (الأول فى تاريخها الممتد ل5 آلاف سنة) مدنيا ينتمى إلى الإخوان المسلمين ليرأس أهم دولة فى العالم العربى. وأن الطريق إلى الديمقراطية يظل غير مؤكد، إلا أن الانتخابات الرئاسية خطوة ذات أهمية للأمام». وحذرت الصحيفة، من ضمن ما تحذر منه، من تبعات الصراعات أو الصفقات بين «العسكرى» والإخوان من أن يترك للإخوان أن يقوموا بأسلمة الدولة فى مقابل احتفاظهم (أى العسكرى) بالسلطة، مضيفة أن العالم فى غنى عن باكستان عربى!! وبما أن الأسبوع الأخير شهد اتصالات مكثفة بين واشنطنوالقاهرة فى ما يخص المواجهات والمواءمات بين «العسكرى» والإخوان، ذكرت «نيويورك تايمز» من جديد ما تم الإعلان عنه من جانب البنتاجون من أن ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكى، كان على اتصال مع المشير طنطاوى. إلا أن الصحيفة ذكرت أمس أن الجنرال مارتن ديمبسى رئيس هيئة الأركان، تحدث مع نظيره المصرى الفريق سامى عنان، مرتين خلال الأسبوع الماضى مرة يوم الإثنين الماضى والمرة الثانية يوم الجمعة. وحسب ما ذكرته «نيويورك تايمز» فإن مسؤولا عسكريا كبيرا رفض مناقشة مضمون المكالمتين، واكتفى بالقول إن ديمبسى وعنان ناقشا الأوضاع فى مصر «فى ما يخص الانتخابات والقضايا الأمنية فى سيناء». ونقلت الصحيفة نفسها عن مسؤول كبير بالإدارة قوله إن آن باترسون السفيرة الأمريكية فى القاهرة نصحت المسؤولين فى واشنطن بعدم إحداث أى ضجة علنا قبل الإعلان عن نتيجة الانتخابات، وذلك تخوفا من تفاقم الوضع السياسى المتوتر أصلا فى القاهرة. وعكست «وول ستريت جورنال» فى تحليل لها حول آثار وتبعات فوز مرسى بالرئاسة فى مصر قلق مسؤولين أمريكيين وعرب من صعود الإخوان بشكل عام، وهو ما قد يسرع من مد وانتشار للحكومات الإسلامية على امتداد المنطقة، وذلك فى أعقاب الانتفاضات السياسية التى بدأت العام الماضى، وحكومات إسلامية تم تشكيلها فى كل من ليبيا وتونس. وأن واشنطن قلقة، تحديدا، حول مستقبل العاهل الأردنى الملك عبد الله الحليف القوى للولايات المتحدة وإسرائيل، والذى يعد لاعبا أساسيا فى مكافحة دور كل من «القاعدة» وإيران فى المنطقة. فحركة الإخوان المسلمين فى الأردن تقود معارضة سياسية متنامية داخل المملكة الأردنية. كما أن الإدارة الأمريكية وحكومات حليفة انتابها القلق حول تطور الأحداث فى سوريا. ويوجد قلق من أن الإخوان أو حركات سنية أكثر راديكالية قد تصل إلى السلطة مع إضعاف حكم الرئيس بشار الأسد. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عربى كبير قوله «إنه لأمر مخيف، كيف يكون شكل المنطقة بعد عام.. قد يكون لديك تكتل واحد من الإخوان المسلمين وهناك آخرون مقربون من إيران الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة