أدانت القوى السياسية والثورية باليمن الزيارة المفاجئة التي قام بها السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين إلى مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن، واعتبرتها "تدخلاً سافرًا بالشأن الوطني". وقال مصدر يمني: إن "السفير وصل على متن مروحية عسكرية وتحت حراسة مشددة من جنود المارينز الموجودين في اليمن، والتقى محافظ المدينة وسار في شوارعها شأنه شأن أي مسئول محلي". وتعهد السفير الأمريكي "بزيادة دعم واشنطن للحكومة اليمنية لمحاربة ما أسماه الإرهاب"، على حد وصفه. وتزايد الحديث عن التدخل الأمريكي في اليمن مؤخرًا، خصوصًا مع الاهتمام الذي توليه واشنطن للملف اليمني، وترافق مع زيادة هجمات الطائرات الأمريكية دون طيار ضد مواقع القاعدة في عدد من المحافظات اليمنية، إلى جانب أنباء عن إرسال 20 خبيرًا عسكريًّا تمركزوا في قاعدة العند الجوية جنوبي اليمن. ويرى يمنيون أن الدور الأميركي في الحرب الأخيرة التي شنها الجيش اليمني على تنظيم القاعدة بمحافظة أبين الجنوبية كان كبيرًا، وعكس حجم الاهتمام الأمريكي باليمن وبترتيب شؤونه الداخلية، حتى بات ما يجري فيه يمس الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية. وحول الدور الأمريكي المساند للجيش اليمني في حرب تنظيم القاعدة، يقول نائب رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر - الناطقة باسم الجيش اليمني - العقيد ركن عبيد الحاج: "إن الدعم الأمريكي كان يوظف سابقًا لتصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين، ولا يوجه في مواجهة الجماعات الإرهابية، إلى جانب أن الدعم المادي المالي من السعودية ودول الخليج والاتحاد الأوروبي كان يذهب إلى جيوب نافذين فاسدين بالسلطة، بينما الآن وفي ظل القيادة الجديدة لليمن، يتحرك الدعم العسكري والمادي في المسالك المطلوبة ويصيب هدفه". وفي السياق ذاته، قال رئيس مركز دراسات المستقبل فارس السقاف: إن الدور الأميركي في اليمن لا يمكن نفيه، وأكد أن اليمن أصبحت جزءًا من الأمن القومي للولايات المتحدة، واستشهد في ذلك بإصدار الرئيس الأميركي باراك أوباما قانون الطوارئ الذي احتوى على 11 مادة. وقال السقاف: إن قانون الطوارئ الأميركي قد اعتبر ما يحدث في اليمن من عرقلة للتسوية السياسية وفقًا للمبادرة الخليجية، يمس الأمن القومي الأميركي، وقد لوَّح بفرض عقوبات على الأشخاص والجماعات وحتى المواطنين الأميركيين الذين قد يعرقلون مسار انتقال السلطة باليمن، كما أدخل تحت طائلة العقوبات الأميركية كل من يمس البنية التحتية باليمن كتفجير أنابيب النفط أو تخريب خطوط نقل الطاقة الكهربائية. وبشأن حقيقة الدور الأميركي في الحرب على تنظيم القاعدة باليمن، أوضح السقاف أنه كان على الدوام يأتي في سياق التدريب والمعلومات الاستخباراتية لقوات الجيش اليمني، إلى جانب هجمات الطائرات دون طيار، وأكد أن الإدارة الأميركية تدرك حساسية التدخل العسكري المباشر. وكان رئيس أركان الجيش اليمني اللواء علي الأشول قد نفى وجود قوات أميركية تقاتل إلى جانب القوات اليمنية ضد تنظيم القاعدة، مؤكدًا أن الجيش اليمني هو من قام بطرد القاعدة من محافظة أبين، إلا أنه أقر بوجود نحو عشرين خبيرًا في مجال التدريب والتأهيل فقط. وكان لافتًا استقبال الرئيس اليمني لوفد عسكري أميركي بارز، وصل صنعاء يوم 18 يونيو الجاري، ترأسه قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى الفريق جيمس ماتيس، الذي نقل تعازيه بمقتل اللواء سالم قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية باليمن، وأكد استمرار الدعم الأميركي والمساندة الاقتصادية والسياسية من أجل تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن الدولي. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة