استقبلت المقاومة العراقية الزيارة المفاجئة التي قام بها نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني صباح أمس الأربعاء إلى بغداد في إطار جولته في الشرق الأوسط بانفجار قذيفة في المنطقة الخضراء قرب سفارة الاحتلال الأمريكي التي كان يتواجد فيها تشيني وهو مظهر دليل جديد على قدرة المقاومة في إصابة أي هدف تشاء . والتقى تشيني خلال زيارته رئيسالوزراء العراقي – الموالي للاحتلال – نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني ووزراء الداخلية والنفط والمالية والخارجية. وقال تشيني إن محادثاته مع المالكي تركزت حول الحملة الأمنية في بغداد والتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه الحكومة العراقية. وأشار تشيني إلى أنها تطرقت أيضا إلى سبل المضي قدما فيما يتعلق بالجهود المشتركة للمساعدة في بناء عراق آمن ومستقر يتمتع بالسيادة وخال من تهديدات ما وصفه بالتمرد والقاعدة. وأكد أنه لمس إدراكا أكبر من جانب المسئولين العراقيين الذين قابلهم لضرورة العمل سويا من أجل تسوية مشكلات العراق في أسرع وقت ممكن. من جهته وصف المالكي محادثاته مع تشيني بأنها كانت إيجابية وجدية معتبرا أنها أتاحت لتمهيد للمراحل القادمة سواء على الجبهة الأمنية أو القضايا السياسية الداخلية. ويرى بعض المحللين أنه يمكن تسمية جولة تشيني في المنطقة بأنها "جولة الفرصة الأخيرة" بالنظر إلى جملة الأزمات الميدانية والسياسية التي تمرُّ بها الإدارة الأمريكية وخاصةً بعدما بدأت الجبهة الداخلية في الانفلات من أيدي المسئولين الأمريكيين سواءٌ على المستويات السياسية أو الاجتماعية، ثم جاءت الضربة الكبرى للأمريكيين في مؤتمر شرم الشيخ الدولي الذي عُقد الأسبوع الماضي حول العراق؛ إذ اكتشف الأمريكيون أنهم غيرُ قادرين بالفعل على حشد تأييد الدول العربية للحكومة العراقية. من ناحية أخرى أعلنت وزارة الحرب الأمريكية أنها تدرس خفض قوات الاحتلال في العراق في حال قلت العمليات المسلحة في الوقت الذي أقرت فيه واشنطن وبغداد بوجود مشاكل تعرقل تخفيف حدة العنف في البلاد. وأوضح وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس أن خفض قوات بلاده في وقت لاحق من العام الحالي مشروط بانحسار العنف بدرجة تسمح للعراقيين بإجراء المصالحة على حد زعمه. وأضاف غيتس أن تقريرا يقدمه في سبتمبر القادم كل من القائد الأعلى لقوات الاحتلال في العراق ديفد بتريوس وسفير الاحتلال ببغداد سيحدد مستقبل الزيادة في مستويات قوات الاحتلال المقترحة من الرئيس جورج بوش. ميدانيا أعلن جيش الاحتلال مقتل ثلاثة من جنوده أول أمس الثلاثاء في انفجار قنبلة جنوب شرق بغداد وإطلاق نار في محافظة ديالى. وأقر جيش الاحتلال من جهة أخرى بمقتل طفلين الثلاثاء برصاص مروحيات هجومية شمال بغداد نافيا في الوقت نفسه أن يكون أطلق النار على مدرسة. كما تواصلت أعمال العنف بأنحاء متفرقة من العراق كان أعنفها في أربيل حيث قتل 15 شخصا وجرح نحو 100 آخرين بينهم نساء وأطفال في انفجار شاحنة ملغومة استهدف مبنى وزارة داخلية إقليم كردستان العراق. وقد ألحق الانفجار أضرارا بالغة بالمبنى. سياسيا أعلن خالد العطية -النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي- أن المجلس تسلم من الحكومة العراقية أسماء الوزراء الجدد الذين سيحلون محل وزراء الكتلة الصدرية الستة ووزير العدل الذين أعلنوا انسحابهم من التشكيلة الحكومية في وقت سابق مشيرا إلى أن المجلس سيصوت الخميس على هذه الأسماء.