قدرت معطيات إحصائية رسمية عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى تاريخ الأول من (يناير) عام 2012 بنحو 5.1 ملايين لاجئ، حسب سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". ويعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ظروفاً معيشية سيئة على مختلف الأصعدة. بيروت: أوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في بيان صحافي بمناسبة "اليوم العالمي للاجئين" أمس الأربعاء، أن هذه الأرقام "تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين"، وبلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى "الأونروا" في الأردن حوالي 40 في المئة من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين في حين بلغت النسبة في لبنان 9.1 في المئة وفي سوريا 10 في المئة. وتعمل اليوم حوالي مئة جمعية فلسطينية مسجلة لدى وزارة الداخلية اللبنانية وحوالي (60) منظمة غير حكومية أجنبية في المخيمات والتجمعات السكنية الفلسطينية في لبنان. وجاء في تقرير نشرته منظمة غير حكومية تنشط في الضفة الغربية وغزة ولبنان والاردن أن الفلسطينيين المقيمين في مخيمات لبنان هم الذين يواجهون اسوأ ظروف معيشية في المنطقة. وقال تقرير المنظمة "الاميركية للشرق الادنى لمساعدة اللاجئين" الذي نشر بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، إن "مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تعتبر اسوأ مخيمات اللاجئين في المنطقة من حيث الفقر والصحة والتربية وظروف الحياة". وقالت المنظمة إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون من التمييز والعزلة والفقر والبطالة ومشاكل السكن وغياب المدارس الحقيقية وانظمة الصرف الصحي. واضاف التقرير: "في لبنان اعلى معدل من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في فقر مدقع. ويعيش فلسطينيان من اصل ثلاثة بأقل من ستة دولارات في اليوم". وان اكثر من 450 ألف فلسطيني مسجلون لدى مكتب الاونروا التابع للامم المتحدة في لبنان، لكنهم بالفعل بين 260 الفًا و280 الفًا بحسب المنظمة "الاميركية للشرق الادنى لمساعدة اللاجئين". واضافت المنظمة في تقريرها أن "اللاجئين الفلسطينيين في لبنان محرومون من عدد من الحقوق الاساسية، فيحظر عليهم على سبيل المثال ممارسة حوالي عشرين مهنة"، مضيفة أن معظم اللاجئين الفلسطينيين يعتمدون على مساعدة الاممالمتحدة للبقاء على قيد الحياة. ونشر هذا التقرير بعد بضعة ايام من مقتل ثلاثة فلسطينيين في عدد من الحوادث التي وقعت بين الجيش اللبناني وسكان في المخيمات -- اثنان سقطا في مخيم نهر البارد (شمال) وآخر في مخيم عين الحلوة الاكبر في لبنان قرب مدينة صيدا (جنوب). واعرب احد سكان مخيم نهر البارد ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس عن أسفه، وقال إن "الفلسطينيين في لبنان يعاملون على انهم مشكلة امنية وليس على أنهم بشر لهم حقوق". وقال زياد شتوي (43 عامًا) "نشكر لبنان على ايوائنا كل هذه السنين، لكنني لا افهم لماذا يتعين علينا أن نحرم من كل حقوقنا". وكانت الباحثة راغدة عسيران تناولت في أحد أبحاثها حول وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ظاهرة تنامي المنظمات غير الحكومية العاملة في الوسط الفلسطيني في لبنان، وألقت الضوء على المشاكل التربوية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجههم. وترى الباحثة أن المشاكل الاجتماعية والصحية والتربوية والتعليمية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في لبنان، في المخيمات والتجمعات السكنية الأخرى، في ظل الوضع السياسي والأمني في لبنان والمنطقة، أثقل وأوسع من أن تستطيع حلها بعض الجمعيات، حتى ولو آمنت برسالتها أشد الايمان. وتشير الباحثة إلى أنه لا يزال هناك فلسطينيون يموتون على أبواب المستشفيات بسبب قلة المال والعناية، وإلى ارتفاع عدد الأميين في الوسط الفلسطيني، وعدد الأطفال المتسربين من المدارس. حيث تبلغ نسبة المتخرجين من مدارس الأونروا أقل من نسبة الذين يتخرجون من هذه المدارس في الضفة الغربية والأردن. ولا تزال عائلات تعيش في ظروف قاسية ومأسويّة، تتساقط البيوت على رؤوسها، إضافة الى معاناة لاجئي مخيم نهر البارد. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة