أصدرت جبهة علماء الأزهر الجمعه بيانا حول ما يجري من أحداث هذا نصه: بعد أن تصدع الإنسان في جميع مظاهره من جرّاء الفساد الذي أحاط به في جميع مظاهره بفعل قوانين الظالمين وشرائع المبطلين ،وبعد أن تجرَّعنا كؤوس الهوان من كل نظام عاند دين الله وخاصم شرعه ، وبعد أن قام وزن الحكم فينا على القبيح المنكر، حتى أصبح المعروف فينا منكرا والمنكر معروفا، وبرئ المجرم واتهم البريء، وخوِّن الأمين واؤتمن الخائن، وصار للظلم بالقانون حصانة كاذبة يريدون بها مزيد هوان لنا ودوام الذل فينا وذلك بتجريم التعليق على أحكامهم بعد أن ظلموا وبغوا ،وبعد أن جرت العبرة فينا بالرذائل والمحرَّمات حتى من سدنة القانون الوضعي ورجاله، بعد هذا كله مما عرفنا من شرور قوانين أهل الهوى ومما لم نعرف نقول: ألم يأن لأمتنا بعد أن نفضت عنها رداء الذل و الهوان بثورتها المجيدة ،هذا الرداء الذي يراد لها أن تعود إليه اليوم باسم الديمقراطية الكاذبة صاغرة بغير حياء – نقول- :ألم يأن بعد لأمتنا أن تستكمل إلى العزة طريقها، وتسترد من أهل البغي والظلم قيادها ، وتبدأ من اليوم تجديد مسيرتها بهذا الهتاف الذي من شأنه أن يزلزل لها أركان المجرمين، ويرد إليها ثقتها في نفسها ،وأملها في غدها، واطمئنانها على مستقبلها، وتجعل منه من الآن هتاف يومها وغدها وليلها ونهارها" الشعب يريد تحكيم شرع الله"؟! . إن إعلان هذا الطلب فوق أنه حق من حقوقها وخير ضمانة لاستقرار أوضاعها وسلامة مسيرتها ، فإنه شريعة مفترضة عليها، ونداء تُبرئ به ذمتها أمام الله ( يوم يقوم الناس لرب العالمين) ، وأمام التاريخ حين يسائلها أبناؤها وذراريها لماذا سكتم على إهانة دينكم ورضيتم بالدون من قوانين أهل البغي والضلال؟ ،فإن تحكيم الله – كما يقول شيخنا الغزالي يرحمه الله- جزء من توحيده، وإن تحكيم غيره وإهمال وحيه ضرب من الشرك أو لون من الكفر- من كتاب معركة المصحف ص 226. ويقول العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر القاضي الشرعي وعضو المحكمة الشرعية العليا قبل أن يأتي عليه حكم العسكر الظلوم الغشوم، يقول الشيخ في كتابه" كلمة الحق" ص 96: " إن الذي يجتهد ويتشرَّع على قواعد خارجة عن قواعد الإسلام لا يكون مجتهداً ، ولا يكون مسلماً، والقرآن والسنة أسمى سُمُوًا،وأعلى عُلُوَّاً من " الدستور"، ومن كل القوانين، وإن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا أطاع الله ورسوله، وقَّدّم ما حكما به على كل حكم وقانون" وقبله قال إما الأئمة ابن تيمية رضي الله عنه:" الحكم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو عدل خاص، وهو أكمل أنواع العدل، وأحسنها، والحكم به واجب على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى كل من اتبعه، ومن لم يلتزم حكم الله ورسوله فهو كافر، ومن استحلَّ أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير إتباع لما أنزل الله فهو كافر" منهاج السنة 5/ 130 . وبعد هؤلاء ومعهم الإمام الشهيد حسن البنا حيث يقول: " إن الإسلام شريعة ربانية جاءت بتعاليم إنسانية، وأحكام اجتماعية، وَكلت حمايتها ونشرها،والإشراف على تنفيذها بين المؤمنين بها إلى الدولة ،أي إلى الحاكم الذي يرأس جماعة المسلمين ويحكم أمتهم ،وإذا قصَّر الحاكم في حماية هذه الأحكام لم يعد حاكما إسلاميا ،وإذا أهملت شرائع الدولة هذه المهمة لم تعد دولة إسلامية،وإذا رضيت الجماعة أو الأمة الإسلامية بهذا الإهمال، ووافقت عليه لم تعد هي الأخرى أمة إسلامية مهما ادعت ذلك بلسانها". جريدة الإخوان المسلمون الصادرة في السابع من رجب 1367ه 16 مايو 1948م قال تعالى (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) (المائدة:49) وقد أصابنا بما عانينا وشاهدنا من حكم وأحكام أهل الهوى ما أصابنا حتى رخص فينا بهم دم الشهيد وغلت دماء المجرمين، ووجدنا من الظالمين للظالمين من تبجح باسمهم متذرعا بلقبه وتطاول متسفلا على الأمة وأقدارها ،فماذا تنتظر أمتنا بعد ذلك من هوان بعد أن خدعهم عن شرفهم قضاة السوء وأحبار الضلال، وهذا كتاب الله لا يزال يصرخ عليهم لا ستراد مكانتهم بشرعه من مخالب وزنود الفاجرين، قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً ) (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) (النساء: 105 : 108) صدق الله العظيم وقد خاب من افترى الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة