يعد برنامج هيساردوت(البقاء على قيد الحياة) من أشهر البرامج الترفيهية التي يشاهدها العبرانيين. والذي كانوا يعلنون ، كل ساعة تقريبا ، عن بدء موسمه السادس على التلفزيون الصهيوني قبل بثه بشهر كامل ما هذا البرنامج إلا لعبة. حيث زُج بستة عشر رجل وامرأة من مشاهير الإسرائيليين إلى جزيرة ما فيها أحد سواهم. وتقوم إدارة اللعبة بعمل مسابقات تنافسية بين هؤلاء المشاهير ويتم تصفيتهم ليفوز من يستطع البقاء وحده في ساحة المعركة. يكمن سر نجاح هذا البرنامج في المتنافسات والمتنافسين، أكثر من المنافسات التي يخوضونها. فهؤلاء المتنافسون الستة عشر من مشاهير الإسرائيليين، ومن بينهم ممثلات وممثلين , عارضات أزياء وعارضين. ومن بينهم صحفي ، مغني ، وعضوة سابقة في الكنيست. ومن بين المتنافسين كذلك الجاسوس "عزام عزام": ذلك الجاسوس الذي أُعتقل عام 1996 في القاهرة بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى الكيان الصهيوني، وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً مع الأشغال الشاقة. وفي عام 2004، وبعد مفاوضات بين "شارون" و "مبارك"، أُطلق سراح الجاسوس "عزام"، بعد أن قضى ثمانية أعوام في السجون المصرية. أثناء قبوع المتنافسين في الجزيرة والذي يستمر لأربعين يوما متواصلة ، يتحدثون عن حياتهم سويا والصعوبات التي يواجهونها في المسابقات. وحينما يظهر أحدهم على الشاشة يظهر كذلك اسمه ووظيفته فهذا صحفي وتلك عضوة سابقة في الكنيست وهذا مغني وتلك ممثلة ...وهكذا. وحينما يظهر "عزام" تكتب تحت اسمه عبارة "أُعتقل في مصر بتهمة التجسس". فها هو "عزام عزام" يشارك في برنامج معد خصيصا لمشاهير الإسرائيليين لمجرد أنه أُعتقل في مصر بتهمة التجسس. ها هو يُشاهده العبرانيين في البرنامج الأكثر مشاهدة والأكثر شعبية لمجرد أنه اعتقل في مصر بتهمة التجسس. ها هو يتوسط الفنانين والفنانات ويتوسط أبناء الطبقة المترفة كأنه واحد منهم لمجرد أنه أعتقل في مصر بتهمة التجسس. هاهو "عزام عزام" وقد صار بطلا قوميا يعرفه ويقدره الجميع لقد أثارت كتابتي لذلك المقال، في داخلي ، تساؤلا ورجاء . أما التساؤل فماذا تعمل دولتنا لعظمائنا، الذين قاموا بأعمال خارقة في أعماق العدو، كان من المفترض أن يكتب لها الخلود. وأما الرجاء ، فلا تخرجوا "عودة ترابين" من سجوننا كي لا يصير بطلا قوميا في قلوبهم ، وأراه في الموسم القادم من برنامج هيساردوت(البقاء على قيد الحياة ) الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة