عقد بمدينة سرت الليبية مؤتمر دولي لبحث سبل إنهاء أزمة إقليم دارفور. وشارك في جلسة مناقشات مغلقة الليلة الماضية المبعوث الأميركي إلى السودان أندرو ناتسيوس، ووزيرا الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والسوداني لام أكول، ومندوبون عن كندا والصين وهولندا وروسيا ووفود أوروبية وأفريقية. وذكرت مصادر دبلوماسية أن المحادثات سعت لتجنب الخلافات حول نشر قوات الأممالمتحدة في الإقلم والتوفيق بين مبادرات عدة مطروحة لحل الأزمة. من جهته أكد أمين شؤون الاتحاد الأفريقي في ليبيا علي التريكي الحاجة لإيجاد آلية تجمع في البداية بين الدول المتأثرة بأزمة دارفور وهي السودان وليبيا وتشاد وإريتريا، ثم بعد ذلك فصائل التمرد التي لم توقع على اتفاق أبوجا في مايو 2006. وأضاف أنه يجب عقد اجتماع خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة مع هذه الفصائل. وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي بيكا هفاستو إن المؤتمر مقدمة لحل سياسي في دارفور، وفرصة للضغط على الحكومة السودانية لتنفيذ خطة الأممالمتحدة لنشر قواتها في الإقليم في أسرع وقت. وأكد في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية ضرورة اتساع دائرة الحوار السياسي لتشمل العناصر المتمردة غير الموقعة على اتفاق أبوجا. وكانت الحكومة السودانية وافقت على نشر نحو ثلاثة آلاف جندي أممي لدعم قوات الاتحاد الأفريقي، إلا أن مسألة زيادة هذه القوات لتصبح بمثابة قوة مشتركة قوامها نحو 22 ألف جندي، تبقى موضع تفاوض مع الخرطوم. وقال المبعوث الأفريقي سالم أحمد سالم إن "ما يحدث على الأرض في دارفور أمر غير مقبول"، ودعا الحكومة السودانية إلى تحمل مسؤولية الأمن في الإقليم، والمتمردين إلى تحمل مسؤولية ما يفعلونه. كما أعلن وزير الخارجية المصري استعداد بلاده لإرسال أكثر من 800 جندي للمشاركة في قوة لحفظ السلام في دارفور. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي استقبل المشاركين في المؤتمر، واتهم القذافي المتمردين بالسعي لتوريط العالم في هذه القضية، قائلا إنه "ليس من مصلحة العالم أن يتدخل في قضية أحد أطرافها لا يريد الحل". وأضاف مخاطبا هذه الوفود "نصيحتي لكم بعد هذا اللقاء وما يصدر عنه من حلول أن نتجاهل أطراف النزاع إذا لم يستجيبوا للجهود المبذولة ووقف التمويل والمساعدات لهم وعدم إرسال قوات دولية". واعتبر الزعيم الليبي أن بعض فصائل التمرد بدارفور لا تعتقد أن حل الأزمة يحقق مصالحها. ودعا المشاركين في المؤتمر للعمل مع متمردي دارفور للتوصل إلى حل فوري للأزمة.