طالب الدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق مبارك بإقالة حكومة الدكتور أحمد نظيف بعد البيان الذي ألقاه المستشار جودت الملط، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات أمام مجلس الشعب، وأظهر فيه التجاوزات الحكومية. وطالب صدقي - في ندوة «مصر ما بعد التعديلات الدستورية» في المنوفية - بضرورة قيام الرئيس بواجبه نحو إقالة هذه الحكومة بعد أن وصلت مديونية الدولة الخارجية إلي 29 مليار دولار، و511 مليار جنيه ديوناً داخلية علاوة علي ما كشفه الملط من وجود تضارب حول أرقام البطالة في مصر بين جهاز الإحصاء الذي قال إنها 4.21% ووزارة التخطيط التي تقول إنها 6.8%، في حين تقول وزارة المالية إنها 6.4% مشدداً أن هذه الأرقام تكشف أن الحكومة تكذب علي الشعب. وتساءل صدقي: ماذا سيفعل الرئيس بهذا البيان.. هل سيضعه في الدرج؟! مجدداً مطالبته بتشكيل حكومة وحدة وطنية بديلة، لأن مصر في أمس الحاجة إليها وليس حكومة حزب وطني صاحب أغلبية مزورة، مؤكداً أن مصر محكومة الآن ليس بأغلبية، بل بعدد من الأشخاص يمثلون «مافيا». وأضاف: آن الأوان لأن يقرر الشعب المصري والحاكم يلتزم، لأننا اخترناه، وهذا هو المعني الحقيقي للديمقراطية. وأشار صدقي، في الندوة التي شهدها ممثلون عن جميع الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في المنوفية، إلي اتفاق الحاضرين جميعا علي أهمية تشكيل جمعية تأسيسية شعبية لوضع مشروع «الدستور الحلم»، وجمع توقيعات من جميع فئات الشعب لوضع هذا الدستور الجديد، وأن يكون هذا المشروع هو قمة جدول أعمال لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوي الوطنية المزمع عقدها الخميس المقبل بمقر حزب الوفد في المنوفية. من جانبه أشار الدكتور يحيي الجمل، أستاذ القانون الدستوري، المتحدث الرسمي باسم التجمع الوطني إلي أن مصر ما بعد التعديلات الدستورية أصبحت دولة بوليسية، لأن حصانات الحرية في المواد «41 و44 و45» نامت الآن بفضل المادة 179، وأن النظام الآن يضع هذه المادة ليس لحماية الحرية بل لحماية الاستبداد الذي لا ينتج عنه إلا الفساد والنفاق، إذ تصدرت مصر دول العالم في هذا الفساد قبل دولتين أو ثلاث دول. وشدد الجمل علي أن مصر طاردة للاستثمارات، ولا يأتي إليها إلا الفاسد لأنه يجييء علي يد فاسدين، حتي بات الفساد ينخر في عظام مصر بعد تزاوج الحكم ورأس المال، مشيراً إلي أن مادة المواطنة هدفها تقييد فئة معينة هم «الإخوان المسلمين» وليس لكونهم إخواناً، بل لأنهم قوة في الشارع، وأنه لو كان هناك إخوان مسيحيون لهم قوة في الشارع، لنالوا نفس ما يناله «الإخوان المسلمين» الآن.