ارتفعت حصيلة قتلى الانفجارات العنيفة التي هزت العاصمة العراقية بغداد" أمس الأربعاء إلى أكثر من مائتي شخص فيما أكد جيش الاحتلال الأمريكي أن الخطة الأمنية المطبقة قد تكون "الفرصة الأخيرة" للحكومة العراقية. وأوضحت مصادر أمنية – بحسب الجزيرة - أن الحصيلة النهائية ناجمة عن ست هجمات تم تنفيذ أربعة منها بواسطة سيارات مفخخة وسط بغداد ومدينة الصدر شرقي العاصمة وحي الكرادة جنوبها. وقالت الشرطة – الموالية للاحتلال- إن انفجار سيارة ملغومة واحدة في حي الصدرية أسفر وحده عن مقتل 140 شخصا وإصابة نحو 150 آخرين. كما قتل 45 شخصا وأصيب 70 آخرون في انفجار سيارتين مفخختين الأولى قرب نقطة تفتيش للجيش العراقي قرب ساحة المظفر بمدينة الصدر والأخرى قرب مستشفى عبد المجيد حسين في حي الكرادة التجاري وسط العاصمة. وقال شهود عيان إن العديد من القتلى احترقوا داخل السيارات والحافلات. وشوهدت جثث متفحمة تحت الحافلات والسيارات التي انقلبت بفعل قوة التفجير الذي سمع في أرجاء بغداد لشدته. وفي هجمات أخرى قتل أربعة من عناصر الشرطة وأصيب ستة بجروح في هجوم فدائي بسيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة في منطقة عويريج غربي بغداد. كما لقي أربعة أشخاص حتفهم بينهم اثنان من عناصر الشرطة وأصيب ثمانية عندما فجر شخص يقود سيارة مفخخة نفسه في حاجز أمني بمنطقة السيدية جنوب العاصمة. وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب خمسة بانفجار عبوة ناسفة في شارع الجمهورية وسط بغداد. ولقي شخصان مصرعهما وأصيب خمسة في انفجار عبوة داخل حافلة صغيرة قرب حي الشورجة وسط بغداد.
وقرب العاصمة أيضا لقي شرطيان مصرعهما وأصيب أربعة بينهم مدنيان بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة. وقالت الشرطة إن مسلحين قتلوا الرائد إسماعيل كاظم وهو أحد حراس رئيس البرلمان محمود المشهداني جنوبي بغداد. من جهتها قالت الشرطة إنها عثرت على 25 جثة مصابة بالرصاص في أجزاء متفرقة من بغداد أمس. وجاءت تلك التفجيرات عقب إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده ستتولى زمام السيطرة الأمنية على جميع محافظاتها من القوات الأجنبية بحلول نهاية العام الحالي – على حد قوله . كما تأتي هذه التفجيرات لتنسف كل الادِّعاءات الأمريكية بتحقيق تقدُّمٍ في محاولات إنهاء العنف في بغداد من خلال الخطة الأمنية الجديدة التي تطبِّقها قوات الاحتلال الأمريكية في العاصمة بدعم من القوات العراقية تحت اسم "خطة فرض القانون". وكانت بعض المصادر الأمريكية قد وصفت التفجيرات التي وقعت في بغداد قبل أيام وأدَّت إلى سقوط الكثير من القتلى بأنها توضِّح أن الطريق لا يزال طويلاً في بغداد، زاعمةً وجود تقدُّم بسيط، إلا أن التفجيرات اليوم أوضحت أن الوضع لا يزال مثلما كان قبل بدء الخطة الأمنية المستمرة منذ حوالي شهرين. من جانبه قال جيش الاحتلال إن الخطة الأمنية ببغداد التي تشمل زيادة عدد القوات الأمريكية قد تكون الفرصة الأخيرة للقادة العراقيين لإقامة دولة فعالة. وقال قائد قوات الاحتلال بالشرق الأوسط وليام فالون إنه من الواضح بالنسبة لي أن علينا الآن تطبيق نهج مختلف تماما من زيادة عدد القوات الأميركية مضيفا أنه نظرا للعديد من العوامل فإن هذه آخر وأكبر فرصة للقيادة العراقية لإحراز التقدم. كما أشار فالون أمام المشرعين الأميركيين إلى أنه لم يحدث تقدم باتجاه إقامة حكومة تمثيلية فعالة خلال السنوات الأربع منذ الغزو الأمريكي للعراق. أما وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس فوصف التفجيرات بأنها "مروعة" واتهم تنظيم القاعدة بالمسؤولية عنها.