b style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; "الأزمة التى أثارتها بعض القوى السياسية حول تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور أزمة مفتعلة بكل المقاييس ، لأن هذا التشكيل كان متوقعا منذ اللحظة الأولى ، وكان هذا هو أساس النزاع الذى ثار مبكرا حول الدستور اولا أم الانتخابات أولا . ولكن الجميع ارتضى على السير فى طريق ماجاء فى الاستفتاء ، وبالتالى لامعنى لاثارة مشكلة حول تشكيل الجمعية لأن أى أغلبية فى مجلسى الشعب والشورى ماكانت لتنتخب جمعية تأسيسية بأغلبية مخالفة لها ! وبالتالى فإن جوهر المسألة فى صياغة الدستور فلنجعل المعركة الحقيقية أو الانشغال الحقيقى فى صياغة الدستور ، لا فى تشكيل الجمعية . ولابد للجمعية أن تراعى كل اتجاهات الرأى العام وكل أطياف المجتمع ، والمسألة ليست بالعدد. ويجب عدم صنع أزمة فى مسألة الدستور لأن الدستور يمكن أن يكون مرنا من زاوية امكانيات تعديله . ونحسب بمنطق الثورة أن استلام المدنيين للسلطة أهم من الدستور وهذا أمر يفهمه جيدا أى قارىء للتاريخ وللسياسة . وإن أخطر ماتتعرض له مصر الآن هو استغلال المجلس العسكرى لهذا الخلاف لتحقيق أغراضه باستمرار السيطرة على الحكم ، وحتى لو قام بتسليم السلطة يكون تسليما شكليا . وسيدرك الوطنيون من مختلف التيارات هذه الحقيقة بعد فوات الأوان . ولذلك فلطالما حذرنا من هذا الانقسام وانتقدنا أى مغالاة فى الخلاف والتباعد بين الطرفين : الاسلامى والليبرالى لأنه سيكون لصالح العسكرى وعلى حساب الطرفين . ونحن كنا نعتبر أنفسنا أقرب القوى السياسية إلى المؤسسة العسكرية ، وسنكون كذلك فى المستقبل القريب إن شاء الله وفى إطار ترتيبات النظام الجديد ، ولكننا نرفض خروج المؤسسة العسكرية عن دورها المرسوم وفقا لقواعد الاسلام ووفقا لسنن الاجتماع البشرى ، نرفض حكم العسكريين وإدارتهم الشاملة للمجتمع ، ونرى أهمية الجيش ليس فى حماية الحدود فحسب ، ولكن فى صيانة الأمن القومى والمشاركة الأساسية فى القرار السياسى والاقتصادى لأن كثيرا من هذه القرارات تتعلق بالأمن القومى ، كتوفير التمويل للتصنيع الحربى مثلا ، وكمشروعات التنمية فى سيناء الخ ولكننا نعترض على الرغبة فى الاستعلاء والتحكم والاستبداد باسم الأمن القومى ، بينما لانرى أمامنا الا الخضوع أمام أمريكا ، والالتزام المقدس بكامب ديفيد ، كذلك نعترض على تحويل الجيش لفئة متميزة فوق الشعب ، وفئة تقاتل من أجل مصالحها الفئوية ( الامتيازات والمشروعات الاقتصادية ) وقد رأينا كيف تعالت فى الآونة الأخيرة التهديدات فى صورة بيانات رسمية أو من خلال مايتسرب عن اجتماعات العسكر مع القوى السياسية . وكل هذا لن يفيد إلا فى تهيئة المناخ للصدام بين الشعب والجيش ، وانتهاء رصيد الجيش عند الشعب اللهم إلا الرتب الصغيرة والمتوسطة التى نتصور أنها سترفض أى قرار بالصدام مع الشعب . p class="MsoNormal" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: right; "ونصل إلى التالى : p class="MsoNormal" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: right; "نطالب تحالف الاخوان والنور بإدراك حجم الممارسات الخاطئة التى وقعوا فيها خلال الشهور الماضية ، بحيث وصلوا إلى لحظة صدام مع المجلس العسكرى ومع القوى السياسية فى لحظة واحدة . وأنهم راهنوا بشكل خاطىء وغير مبدئى على العلاقة مع العسكر على حساب علاقتهم ببعض القوى السياسية وقطاعات متزايدة من جماهير الثورة . وانهم أدركوا متأخرا أن السلطة التنفيذية أهم من السلطة التشريعية ، فطرحوا فى وقت متأخر مسألة إقالة حكومة الجنزورى والتفكير فى مرشح رئاسى ، وهذا ماطالبناهم به منذ عام بالنسبة للرئاسة ، ومنذ 4 شهور بالنسبة للحكومة لأن البلاد تضرب الآن بقسوة من خلال عجز السلطة التنفيذية الارادى أحيانا واللااردى أحيانا أخرى . p class="MsoNormal" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: right; "ونرى أن معركة الرئاسة هى الأهم الآن ، ولابد من مرشح متفق عليه بين القوى الاسلامية وقوى الثورة ، لمجابهة أى محاولات للتزوير ، ولمنع أى تفتيت للأصوات لصالح بقايا النظام . ويمكن التوصل لحلول وسط بالنسبة للجمعية التأسيسية ، ووضع مسألة إقالة حكومة الجنزورى فى المحل الثالث من حيث الأهمية لأنها تأخرت . p class="MsoNormal" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: right; "نطالب القوى الوطنية الليبرالية والعلمانية بعدم الانجرار فى توسيع شقة الخلاف حول تشكيل الجمعية التأسيسية وتركيز الجهود على مضمون وصياغة الدستور ، وعلى نقل السلطة للمدنيين فى موعدها ،فهذا لصالح الديموقراطية وتداول السلطة التى يتمسك بها المدنيون لأن البديل سيكون الحكم العسكرى . p class="MsoNormal" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: right; "نطالب المؤسسة العسكرية بأن تكسب بالمودة والمحبة ما كسبته فى بداية الثورة ، ونقول لها إن مكانة الجيش ستهوى اذا لجأتم لتنفيذ أى تهديدات ، والشعب مستعد للتضحية من أجل حريته ، بالخشونة والتهديدات ستخسروا الشعب وستخسر مصر الجيش ، وفى هذه الحالة سنضطر لبنائه من جديد من أعلى كما حدث فى بلاد أخرى عقب الثورات. p class="MsoNormal" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: right; "مرة أخرى على الاسلاميين أن يتصالحوا مع القوى الوطنية وأن يكفوا عن منافقة الجيش بعيدا عن المبادىْ p class="MsoNormal" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: right; "ندعو القوى الوطنية للتصالح والانشغال بصياغة الدستور والتركيز على نقل السلطة للمدنيين. p class="MsoNormal" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: right; "ندعو الجيش للالتزام بمواعيد تسليم السلطة وعدم التدخل فى المسار السياسى الحالى حتى 30 يونيو القادم . p class="MsoNormal" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: right; "والله الموفق والمستعان p class="MsoNormal" align="right" dir="RTL" style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: "Times New Roman", Times, serif; font-size: 19px; line-height: 28px; text-align: left; "[email protected]