أكدت مصادر محلية شمال الضفة الغربية بان سلطات الاحتلال حولت بعض القرى في المنطقة الى مكب لنفاياتها السامة. وأوضحت المصادر ان سلطات الاحتلال تتخلص من نفايات سامة في قرى جنوب غرب نابلس شمال الضفة الغربية وخصوصا في محيط قرى جماعين وعينابوس. وحسب تلك المصادر فان شركات اسرائيلية تتخلص من نفايات سامة ممنوع عليها دفنها داخل إسرائيل في أراضي تلك القرى، وذلك من خلال نقلها في ساعات الليل المتأخرة بشاحنات تحرسها قوات الاحتلال إلى مكب للنفايات في محيط تلك القرى. وحسب المصادر فان روائح كريهة تنبعث من تلك المنطقة على الرغم من دفن النفايات الإسرائيلية السامة الامر الذي تسبب بحالات مرضية كثيرة في تلك القرى وخصوصا في صفوف الأطفال. وكانت الدكتورة نجاة أبو بكر النائبة عن كتلة فتح البرلمانية أكدت ورود معلومات خطيرة عن وجود مكب اسرائيلي للنفايات السامة في قرى جنوب غرب نابلس، ومشددة على ان استمرار وجود المكب هناك يشكل تهديداً لحياة 17 الف مواطن يقطنون في قرى جماعين وعينابوس. وشددت على أن هذا الأمر في غاية الخطورة، داعية وزارتي الحكم المحلي والزراعة والصحة لمتابعة هذه القضية على أعلى المستويات والتحقيق في ملابسات هذه القضية الخطيرة، التي تهدد الإنسان والأرض الفلسطينية. واذا كانت اسرائيل تتخلص من نفاياتها السامة على حساب الاوضاع الصحية للمواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت نير الاحتلال فان ممارساتها تجاه المرضي منهم تؤكد بان كل مواطن فلسطيني هدف للتخلص منه اسرائيليا. وفي هذا الاتجاه أكد الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية امس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تمارس سياستها اللاإنسانية واللاأخلاقية ضد المرضى الفلسطينيين. وقال حسنين في تقرير له إن قوات الاحتلال تعرقل وصول المرضى للمشافي الاسرائيلية خصوصا المرضى الذين لا علاج لهم في المشافي الفلسطينية بسبب قلة امكانياتها ومستشهداً بعرقلة وصول المريض جمال حجاج على معبر بيت حانون إيريز الى المستشفيات الإسرائيلية امس لمدة تزيد عن الثلاث ساعات رغم أنه كان داخل سيارة إسعاف. وأشار التقرير الى أنه رغم أن حجاج كان في سيارة إسعاف فلسطينية وسينقل عبر سيارة إسعاف إسرائيلية الا انه قام بدفع مبلغ من المال من أجل الدخول بعد انتظار زاد على الساعة والنصف في الصالة الانتظار. واشار التقرير الى أن المريضة خلود البحيصي، أجبرت على الانتظار على معبر بيت حانون لمدة ثلاث ساعات رغم إصابتها بنزيف في المخ وفقدانها الوعي، مشيراً الى أن الجيش الإسرائيلي منع الطواقم الطبية من نقل المريضة وأجبروا على حملها على نقالة لمسافة تزيد على 1800 متر. ونوه الى أن الحديث الإسرائيلي عن تسهيلات لدخول المرضى عار عن الصحة، وان الجانب الإسرائيلي لا يسمح إلا ل70 حالةً شهرياً من العلاج في إسرائيل، مطالباً بوقف كافة أنواع العقاب الجماعي ضد ابناء الشعب الفلسطيني. وكان حسنين حذر من كارثة إنسانية في قطاع غزة، جراء التدهور الشديد بالأوضاع الصحية، وعدم توفر المستلزمات الطبية الضرورية، مشيراً الي وجود نقص في العلاج الرئيس لأمراض السرطان والدم والكلي والكبد، وعدم توفر المستلزمات الضرورية للقسطرة القلبية والأشعة الطبقية والمصادر المادية. وناشد حسنين المجموعة الرباعية والدول الأوروبية، وكافة مؤسسات حقوق الإنسان، التدخل لوقف هذا التدهور الشديد للأوضاع الصحية الفلسطينية، مشددا على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منعت العديد من المرضى في قطاع غزة من التوجه الي مستشفيات الضفة الغربية والقدس، وتمارس سياسة العقاب الجماعي والحرمان والانتظار الطويل، خاصة على الحالات الطارئة والمستعجلة، على معبر بيت حانون إيرز ، مما يزيد من معاناتهم. واشار حسنين الى إن 9 مرضى فلسطينيين قضوا أثناء العلاج في المستشفيات الإسرائيلية خلال شهر آذار الماضي، مشيراً الى الأسعار الباهظة التي يدفعها المرضى الفلسطينيون لسيارات الإسعاف الإسرائيلية، والتي تفوق 500 دولار في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون.