في خطوة تكشف عن تراجع أمريكي أمام الصمود الإيراني أعلنت الولاياتالمتحدة أنها مستعدة لإجراء محادثات ثنائية مع طهران بشأن برنامجها النووي غير أنها اشترطت أن تعلق إيران نشاطات تخصيب اليورانيوم قبل ذلك. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال لقاء مع كتاب افتتاحيات في الصحف الأميركية إنه إذا علقت إيران نشاطات تخصيب ومعالجة اليورانيوم وشاركنا في المحادثات السداسية فيجب ألا نستبعد أن هذا من شأنه أن يكون مفيدا في وقت أو في آخر لإجراء لقاء ثنائي لتحريك الأشياء. وأعربت رايس عن استعدادها للمشاركة في المحادثات التي تجريها الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) ولكنها كانت تستبعد حتى الآن أي حوار ثنائي. وتأتي هذه التصريحات فيما يتوقع أن يكشف الرئيس الإيراني اليوم عن التطورات الجديدة في البرنامج النووي للبلاد. وسيعقد محمود أحمدي نجاد مؤتمرا صحفيا اليوم يرجح أن يتناول خلاله المراحل التي قطعتها بلاده في مجال تخصيب اليورانيوم. وكان الرئيس الإيراني قد وعد مواطنيه اليوم بأنهم سيسمعون قريبا مزيدا من الأنباء بشأن برنامج بلادهم النووي، دون أن يكشف أي تفاصيل حول التطورات الجديدة أو موعد الإعلان عنها. من جهة أخرى نفت طهران قبل يومين تقارير تحدثت عن عزمها مواصلة برنامجها النووي دون مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويُذكر أن إيران أقامت الآلاف من أجهزة الطرد المركزي في منشأة نتانز، وأعلنت أنها تسعى لوضع المزيد من هذه الأجهزة التي تتيح إنتاج كميات صناعية من الوقود النووي لتشغيل المفاعلات. ويمكن لهذه الأجهزة في مرحلة متقدمة إنتاج يورانيوم مخصب يستخدم في صنع سلاح نووي، ويتطلب أن تصل درجة نقاء هذا اليورانيوم إلى 90% لإنتاج القنبلة النووية. وتؤكد إيران بشدة حقها في امتلاك برنامج نووي للأغراض السلمية. وفي هذا السياق يرى أكبر عالم نووي في روسيا اليوم أن تطوير إيران لسلاح نووي مجرد مسألة وقت، وقال يفجيني فيليخوف -وهو عالم فيزياء كبير ومساعد مقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين- إنه من الواضح أن إيران تمتلك الدراية الفنية لإنتاج أسلحة نووية.