اعترف جيش الاحتلال الأمريكي بمقتل ستة من جنوده في العراق خلال اليومين الماضيين فيما أعلنت وزارة الحرب البريطانية عن مقتل جندي بريطاني في البصرة في الوقت الذي أشارت فيه تقديرات الحكومة العراقية – العميلة – إلى زيادة عدد القتلى المدنيين بنسبة 15% خلال الشهر الماضي. وقال بيان لجيش الاحتلال الأمريكي إن اثنين من جنوده قتلوا بانفجار أثناء قيامهما بدورية السبت جنوب غربي بغداد فيما قتل أربعة آخرون عندما فجرت قنبلة أخرى الأحد قرب وحدة وصلت إلى الموقع استجابة للهجوم السابق. من ناحيتها أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن جنديا بريطانيا قتل بعد هجوم على دورية في البصرة جنوبي العراق. وفي التطورات الميدانية الأخرى قتل أكثر من 15 شخصا في هجمات متفرقة. فقد قتل شخصان وأصيب 17 معظمهم من جنود الجيش العراقي في هجومين انتحاريين استهدفا قاعدة عسكرية في الموصل شمالي العراق. وفي طوز خورماتو شمال بغداد، قتل شخص وأصيب اثنان آخران بجروح في انفجار عبوة ناسفة في سوق شعبي. وفي الناصرية والديوانية قتل ثلاثة من أعضاء حزب البعث في هجومين منفصلين فيما قتل مسلحون عميدا في الشرطة العراقية وأصابوا سائقه في تكريت. وفي بغداد نجا عضو البرلمان العراقي عن الحزب الإسلامي عمر الجبوري من محاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة في حي اليرموك، وقالت الشرطة إن اثنين من حراسه أصيبا. وفي بعقوبة قتل خمسة من حراس محافظ ديالى السابق عبد الله الجبوري وأصيب هو بجروح عندما استهدفت موكبه سيارة يقودها انتحاري قرب منزله في قضاء المقدادية شمال شرق بغداد. من ناحية ثانية أظهرت تقديرات الحكومة العراقية أن الهجمات اليومية في العراق أسفرت في شهر مارس الماضي عن مقتل 1869 مدنيا بزيادة قدرها 15% عن فبراير السابق رغم بدء تطبيق خطة بغداد الأمنية. جاء ذلك من خلال بيانات جمعتها وزارات الداخلية والدفاع والصحة أكدت أيضا مقتل 165 شرطيا و44 جنديا عراقيا الشهر الماضي، وأشارت تقديرات الحكومة إلى أن أغلب الهجمات الشهر الماضي وقعت خارج بغداد وكان أعنفها تفجير تلعفر قرب الموصل الثلاثاء الماضي الذي قتل فيه 152 شخصا. وقد أعلن المتحدث باسم الجيش العراقي العميد قاسم الموسوي أن الإجراءات الأمنية ببغداد أدت لتصاعد الهجمات في مناطق خارجها وصفها بأنها أرض خصبة لإشعال العنف. كما أكد المتحدث باسم الجيش الأميركي الأدميرال مارك فوكس أن تحقيق الأمن ببغداد ليس سهلا وطالب بالصبر لأن إرساء الأمن بالعراق سيأخذ وقتا قائلا إن إنجاز المهمة لن يتم خلال أيام أو أسابيع على حد زعمه. وتوقع المتحدث الأميركي تصاعدا في العنف خلال الأسابيع والشهور القادمة، وقال إنه تم بالفعل نشر نحو نصف التعزيزات التي قرر الرئيس الأميركي جورج بوش إرسالها إلى العراق والتي تقدر بنحو 30 ألف جندي أميركي. وفي واشنطن انتقد جورج ماثيو دود- أحد منسقي حملة الرئيس جورج بوش الصغير للانتخابات الرئاسيَّة الأولى عام 2000م- أداء رئيسه في العراق ومعالجة آثار إعصار كاترينا 2005م. وذكر في مقابلةٍ صحفيَّة لجريدة (نيويورك تايمز) الأمريكيَّة نشرتها في عددها الصادر أمس الأحد أنَّ على بوش الصغير أنْ يستمع للشَّعب الأمريكي، خصوصًا فيما يتعلَّق بالوضع في العراق. وقال إنَّ على الرئيس وعلى قادة أمريكا أنْ يفهموا أنَّه إذا ما قرَّر الشعب الأمريكي شيئًا فعليهم أنْ يتبعوه. وأوضح ماثيو أنَّه يرى بوش اليوم بصورة مُغايرة لما ظنَّه عليه في السابق. وقال إنَّه ليس الشخص الذي عرفته"، واعتبر أنَّ بوش بدلاً من أنْ يوحِّد أمريكا بعد أحداث سبتمبر 2001م أصبح "عامل فُرقةٍ ونزاعٍ وخلافٍ. وفي ردة الفعل على هذه التصريحات القاسية اعتبر مستشار البيت الأبيض دان بارتليت أنَّ أقوال ماثيو تعني أنَّ هناك نقاشًا حيويًّا يشارك فيه حتى الأمريكيُّون العاديُّون بشأن الحرب في العراق مشيرا إلى أن ذلك أمر صحي.