تتزايد الضغوط الدولية وتتواصل على دمشق للسماح بدخول المساعدات الانسانية عن طريق الصليب الاحمر الدولي الى حي بابا عمرو المنكوب في حمص بعد سيطرة القوات الحكومية عليه. في هذه الاثناء اعلنت السلطات السورية عن مقتل 37 شخصا في سلسلة من اعمال العنف منهم اثنان قتلا فيما وصفته السلطات بانه "عملية انتحارية ارهابية" في درعا ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر السورية، منذ يوم الجمعة، في انتظار الحصول على اذن للدخول الى حي بابا عمرو لتقديم المعونات الانسانية، وسط استياء دولي واسع. وعزت السلطات السورية منعها وصول المساعدات الى اسباب امنية، وتقول ان المنطقة مليئة بالقنابل والالغام المزروعة على الطرق، الا ان فريقا تابعا للتلفزيون الرسمي السوري تمكن من الدخول وبث صورا تلفزيونية للحي. وزير الخارجية البريطاني وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان فريقي اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري لم يدخلا الحي، وان السلطات "لم تسمح بدخول المساعدات، وان المفاوضات ما زالت جارية". من جانب آخر اعلن السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه لفرانس برس ان الطائرة التي تنقل جثتي الصحفية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك، اللذين قتلا في الثاني والعشرين من فبراير في القصف على بابا عمرو، غادرت دمشق ليلة السبت/ الاحد متجهة الى باريس. وعلى صعيد دبلوماسي قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو السبت ان سوريا "ترتكب جريمة" بمنعها دخول المساعدات الى المدنيين المتضررين من اعمال العنف الى البلاد. كما اتهم اوغلو النظام السوري بانه "يرتكب كل يوم جريمة ضد الانسانية" من خلال استهداف الشعب السوري، وقال ان "المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه اكثر الرسائل حزما الى القيادة السورية والقول ان هذه الوحشية لا يمكن ان تستمر". واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امتناع دمشق السماح بدخول المساعدات الانسانية للمدنيين المتضررين يدل على ان نظام الاسد "اصبح مجرما". واضاف هيغ، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية البريطانية، ان "رفض المساعدة الانسانية اضافة الى عمليات القتل والتعذيب والقمع في سوريا تدل على ان النظام اصبح مجرما". كما دعا مسؤول كبير في وزارة الخارجية الصينية، في بيان السبت، الحكومة السورية والاطراف المعنية "الى وقف كل اعمال العنف فورا وبشكل كامل وغير مشروط، وعلى الاخص العنف ضد المدنيين الابرياء." الا ان وكالة انباء شينخوا الصينية الرسمية نقلت تجديد بكين رفضها أي تدخل في الشأن السوري الداخلي "بذرائع انسانية". اما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فقد دعا السلطات السورية الى السماح بادخال المساعدات الانسانية اليها "من دون شروط مسبقة"، معتبرا ان الوضع هناك "غير مقبول ولا يمكن التساهل معه". على الصعيد الميداني قال ناشطون سوريون ان نحو 37 شخصا قتلوا بينهم 14 جنديا حكوميا السبت في مواجهات مسلحة في عدد من المدن السورية. من جانبه قال ملك الاردن عبد الله الثاني، في تصريحات صحفية نشرت السبت، انه "من المستحيل التنبؤ" بكيفية تطور الاوضاع في سوريا، محذرا من ازمة انسانية تزيد من "اعباء ومسؤوليات" جيرانها وتحديدا تركيا والاردن. واضاف العاهل الاردني، في مقابلة مع مجلة "تي بي كيو" التركية، نشرها الديوان الملكي الاردني السبت، ان "سوريا هي علامة الاستفهام الأكبر في هذه اللحظة".