شهدت العاصمة السورية دمشق لليوم الثاني على التوالي، اليوم مظاهرات حاشدة ضد النظام السوري. وسجلت مظاهرات اليوم نقلة نوعية حيث انتقلت إلى حي "المزة" الذي يطل عليه القصر الجمهوري، ما يزيد من تفاقم مخاوف النظام السوري. وبثت (قناة العربية) الفضائية اليوم لقطات لمظاهرات حاشدة بالآلاف في الحي أثناء تشييع جنازة 3 شهداء سقطوا أمس برصاص الأمن السوري. ويعتبر حي "المزة" من الأحياء الأمنية بامتياز، فإلى جانب قربه من القصر الجمهوري، تنتشر به فروع مقار المخابرات الجوية حيث يجري احتجاز المتظاهرين وتعذيبهم، وكذلك فروع المخابرات العسكرية التي يتم فيها سجن وتعذيب العناصر العسكرية التي ترفض الانصياع لقرار إطلاق النار على المتظاهرين. وتوجد بالحي المذكور الكثير من المقار الدبلوماسية، ومقار الهيئات الحكومية، مما يجعل امتداد المظاهرات إليه نقلة نوعية. كما شهدت الكثير من أحياء دمشق، أمس الجمعة، تظاهرات حاشدة مناهضة للرئيس السوري، بشار الأسد، وخاصة حي "الحميدية" الذي يقع بالقرب من الجامع الأموي، حيث تم مقتل عشرات المتظاهرين برصاص الأمن. كما انتشرت المظاهرات أيضا أمس الجمعة في أحياء "القدم" و"الحجر الأسود" و"كفر سوسة" و"البرزة" بالعاصمة السورية. وذكرت الوكالة الفرنسية أن قوات الأمن السورية أطلقت النار السبت على جموع احتشدت للمشاركة في تشييع جنازة متظاهرين قتلوا أمس في حي المزة بدمشق، كما قال المتحدث باسم الناشطين في محافظة العاصمة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان انه جرى "إطلاق رصاص في حي المزة من قبل قوات الأمن السورية لتفريق آلاف المواطنين الذين شاركوا في تشييع شهداء سقطوا يوم امس" الجمعة. وأضاف إن "مواطنين أصيبوا بجراح اثر إطلاق الرصاص والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع على مشيعي شهداء سقطوا أمس في حي المزة". وكان آلاف السوريين تظاهروا الجمعة في عدد من المدن على رأسها دمشق وحلب للمطالبة بإسقاط النظام في ما أطلق عليه اسم "جمعة المقاومة الشعبية". وخلال التظاهرات قتل أربعة أشخاص بينهم فتيان في الحادية عشرة والثالثة عشرة من العمر وذلك عندما فرقت قوات الأمن الحشد بإطلاق النار، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.