أعلن متحدث باسم الشرطة في المنطقة الشرقية بالسعودية مقتل شاب آخر اثر تعرض قوات الأمن في محافظة القطيف لإطلاق نار من ملثمين مساء الجمعة ما يرفع عدد القتلى إلى اثنين خلال 24 ساعة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عنه قوله انه "أثناء قيام رجال الأمن بمتابعة تجمع غير نظامي ببلدة العوامية بمحافظة القطيف تعرضوا لإطلاق نار من ملثمين وتم. الرد على مصدر النيران بالمثل، ونتج عن تبادل إطلاق النار إصابة أحدهم ما أدى إلى وفاته". بدورها، أكدت مصادر حقوقية "مقتل الشاب زهير السعيد سقط (21 عاما) في بلدة العوامية برصاص قوات الأمن أثناء تفريق مسيرة احتجاجا على مقتل شاب آخر" الخميس. وقالت إن "ثماني مدرعات تابعة للأمن تدخلت لتفريق التظاهرة" مشيرة إلى أن بلدة الربيعية شهدت "تجمعات احتجاجية عصر الجمعة بمشاركة المئات من المتظاهرين الذين رفعوا صور القتلى والمعتقلين ونددوا بإطلاق النار على المسيرات السلمية". وكان المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية أعلن في وقت سابق أن دوريات الأمن تعرضت مساء الخميس أثناء قيامها بمهامها لإطلاق نار كثيف من ملثمين حيث تم الرد على مصدر النيران بالمثل، ونتج عن ذلك "إصابة أربعة من مثيري الشغب توفي أحدهم قبل وصوله إلى المستشفى". وأشار إلى نقل الآخرين إلى مجمع الملك فهد الطبي مؤكدا أن رجال الأمن "سيتعاملون بحزم مع كافة الحالات والمواقف التي تعرض أمن وسلامة المواطنين والمقيمين للخطر". وكانت مصادر حقوقية وشهود أعلنت في وقت سابق الجمعة أن شابا شيعيا قتل خلال تفريق مسيرة احتجاجية في محافظة القطيف. وأضافت أن "الشاب منير الميداني (22 عاما) أصيب برصاصة في صدره نقل على أثرها إلى المستشفى حيث ما لبث أن فارق الحياة، كما أصيب عشرات آخرون". واتهمت المصادر "قوات الأمن في محافظة القطيف بإطلاق النار على المسيرة التي انطلقت في شارع الملك عبد العزيز بعد الاحتفال بعيد المولد النبوي" الذي لا تحتفل به المملكة. وفي أعقاب الحادث، أقدمت مجموعات من الشبان على إحراق الإطارات في حين كانت نقاط السيطرة والتفتيش تنتشر في المحافظة. ويرتفع بذلك عدد القتلى في القطيف إلى سبعة أشخاص منذ نوفمبر الماضي. وشهدت محافظة القطيف مسيرات احتجاجية متفرقة خلال عشرة أشهر للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وإجراء إصلاحات سياسية في المملكة. وكانت السلطات اعتقلت حوالي 500 شخص لفترات متفاوتة أطلقت سراح معظمهم في وقت لاحق فيما لا يزال عشرات خلف القضبان، أبرزهم الكاتبان نذير الماجد وعلي الدبيسي والناشط الحقوقي فاضل المناسف والناشط زاهر الزاهر. وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت مطلع العام الحالي أسماء 23 شخصا قالت إنهم مطلوبون بتهمة "إثارة الشغب" في المنطقة الشرقية. واتهمت الوزارة المطلوبين بالقيام "بأعمال مشينة وتجمعات غوغائية وعرقلة حركة المرور وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وحيازة أسلحة نارية وإطلاق النار على المواطنين ورجال الأمن تنفيذا لأجندات خارجية". وتعد المنطقة الشرقية الغنية بالنفط المركز الرئيسي للشيعة الذين يشكلون نحو 10 بالمئة من السعوديين البالغ عددهم نحو 19 مليون نسمة. وكانت شهدت تظاهرات محدودة تزامنا مع الحركة الاحتجاجية في البحرين وغيرها. ويتهم أبناء الطائفة الشيعية السلطات السعودية بممارسة التهميش بحقهم في الوظائف الإدارية والعسكرية وخصوصا في المراتب العليا للدولة.