فتحت قوات الأمن السعودية النار مساء امس الاثنين لتفريق مسيرة حاشدة شهدتها مدينة القطيف احتجاجا على مقتل شاب على يد عناصر الشرطة مساء الاحد، فيما تحدثت مصادر صحافية مساء الاثنين ان شابا ثانيا لقي مصرعه في مدينة القطيف برصاص عناصر الأمن أثناء تفريق مسيرة حاشدة.
وكان عناصر الأمن اطلقوا النار عند حاجز تفتيش وسط القطيف مساء الاحد على الشاب ناصر المحيشي وأردوه قتيلا. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن علي المحيشي والد الشاب الراحل ناصر ان ابنه أصيب بأربع رصاصات في الظهر، مشددا القول 'اطالب بدم ابني ولن اتنازل عنه ابدا'.
ووصف والد الشاب حادثة القتل بأنها 'ضرب من ضروب الفوضى'. ولم تسلم السلطات جثمان الشاب القتيل الذي ظل المئات بانتظار المشاركة في موكب تشييعه منذ عصر امس. وخرجت مساء الاثنين مسيرة حاشدة بشارع الملك عبد العزيز في القطيف احتجاجا على مقتل الشاب المحيشي واجهها عناصر الأمن باطلاق نار كثيف.
وردد المتظاهرون هتافات مناوئة للسلطات رافضة استخدام عناصر الأمن الرصاص ضد أبناء المنطقة. وفي وقت لاحق، قال شهود عيان ان عددا من الجرحى سقطوا عندما اطلقت قوات الامن النار بكثافة لتفريق مسيرة في الشويكة احتجاجا على مقتل المحيشي.
واكد الشهود لفرانس برس 'سقوط جرحى بينهم نساء' مشيرين الى 'الحاق اضرار بالمنازل القريبة من حواجز التفتيش جراء اطلاق النار'.
وانطلقت المسيرة بعد صلاة المغرب واستمرت الى ما قبل صلاة العشاء، وفقا لشهود. وقال الأهالي أن رشقات كثيفة من أسلحة رشاشة تابعة للأمن ظلت تدوي في سماء المنطقة منذ عصر الإثنين حتى مساء الاثنين.
ونسبت 'فرانس برس' للمتحدث باسم الشرطة في المنطقة الشرقية المقدم زياد الطريقي القول 'لا نستطيع التعليق فيما يخص هذا الحادث لان الامر يعود الى وزارة الداخلية'.
وعلى صعيد متصل سجلت مصادر حقوقية محلية اصابة 11 شابا بالرصاص الحي لعناصر الأمن منذ بدأت المسيرات السلمية في شهر اذار (مارس) الماضي.
وطالب المشاركون في المسيرات باطلاق سراح السجناء السياسيين واجراء اصلاحات سياسية ورفع التمييز الطائفي. وقالت جهات حقوقية ان مقتل المحيشي يأتي بعد اصابة الشاب محمد البناوي في كتفه باطلاق نار من عناصر امنية قي بلدة العوامية عصر السبت الماضي.
وقد اوقعت مواجهات العوامية مطلع الشهر الماضي 14 جريحا غالبيتهم من الشرطة في حين اتهمت وزارة الداخلية ايران، من دون ذكرها بالاسم بالتحريض على العنف، داعية المحتجين الى 'تحديد ولائهم اما للمملكة او لتلك الدولة ومرجعيتها'.
وتعد المنطقة الشرقية الغنية بالنفط المركز الرئيسي للشيعة السعوديين الذين يشكلون حوالى 10% تقريبا من سكان المملكة البالغ عددهم حوالى 19 مليون نسمة، وكانت شهدت تظاهرات محدودة تزامنا مع الحركة الاحتجاجية في البحرين وغيرها.
ويتهم ابناء الطائفة الشيعية السلطات بممارسة التهميش بحقهم في الوظائف الادارية والعسكرية وخصوصا في المراتب العليا.
وقد طالب مشاركون في تظاهرات القطيف الربيع الماضي بتحسين اوضاعهم فيما اطلق اخرون هتافات تندد بارسال قوة درع الجزيرة الى البحرين.