الخروج الآمن ؟ كلمة منفرة ومستفزة في معناها ومضامينها الخبيثة وغايتها الأكثر قبحاً وتحريماً ، ولعل هذا المصطلح الغاية القبح قد وجدناه يتردد أول ما تردد علي لسان الرئيس الأمريكي بوش هادم العراق وحين أعطي لصدام حسين مهلة 48 ساعة للخروج الآمن من العراق هو وأسرته وزبانيته وبما حملوا وأثقلوا ونهبوا، ولعل هذا المصطلح المخالف لجميع أصول العقل والمنطق والدين والعدالة القويمة والكريمة أنما وجدناه بات يستخدم فقط لزعماء ورؤساء الدول العربية وباعتبارهم جميعاً وبلا أدني استثناء رموز للديكتاتوريات واللصوصية ومافيات للنهب المقنن بل والتجريف الفاجر والكافر لثروات ومقدرات أوطانهم ، فلم نسمع ولم نري ومطلقاً أي استخدام أو تطبيق لهذا المصطلح الفاجر تم العمل به أو تطبيقه علي أي رئيس أو مسئولي أي دولة متحضرة كانت ، إلا عندنا نحن بني العرب ؟ ومن المستهجن ونحن في القرن الواحد والعشرون ونحن نري خرقاً للعدالة الدولية العرجاء والتي باتت توفر مظلة قانونية ظالمة وبلهاء ولا تستقيم مع أدني مقومات العدل والإنسانية المجردة للزعماء والمسئولين العرب في أن يجرفوا ويغتصبوا وينهبوا مقدرات أوطانهم بل ويقتلوا ويعذبوا ويفقروا شعوبهم وبني جلدتهم ثم يسمحوا لهم بالتنصل من كل هذه الجرائم البشعة والفاجرة وتحت مظلة هذا المصطلح الفاجر والمرفوض جملة وتفصيلاً ؟ ولعل أقرب الأمثال والماثلة لأذهاننا جميعاً ( الفقيد المخبول ) القذافى والذي أفقر شعبه وجرف ثرواته في مغامرات صبيانية ؟ ثم وقبل قتله وسحله وفضحه علي رؤوس العباد والأشهاد ، عرض عليه الخروج الآمن من السلطة ؟ وهو ما يعني اسرق وانهب واقتل وعذب وجرف وهرب ثروات ومقدرات شعبك ثم أخرج من السلطة محملاً بكل غنائمك وكنوزك الحرام من دم شعبك ونحن نضمن لك عدم وجود أدني مسائلة أو ملاحقة قانونية لك ولأسرتك ولعصابتك وصبيانك وغلمانك ؟ هكذا هو إذن مضمون الخروج الآمن من السلطة ؟ وهو نفس الأمر العجيب والمنفر والمعروض حالياً علي لبوة سوريا المختل وعلي جزار اليمن ( الشاويش ) عبد الله صالح ؟ والذي أستباح الأخضر واليابس في شعب اليمن الغلابة وأستباح أموالهم ودماؤهم وأعراضهم وأموالهم ومعه أولاده وأسرته وصبيانه وخصيانه ؟ ونجد رئيس منظمة الأمم المختلة ؟ ومعه أمريكا ( أم الديمقراطية والعدالة المصطنعة ) تعرضان عليهما الخروج الآمن من السلطة ؟! وهو يعني الخروج بما نهبوه واغتصبوه من ثروات بلادهم ودماء ضحاياهم وأفعالهم النكراء والشنعاء مع ضمان عدم ملاحقتهم أو محاسبتهم قضائياً وسواء علي المستوي المحلي أو المستوي الدولي ؟ بالطبع أمر عجيب وهزل ما بعده ولا قبله هزل ؟ وعدالة عرجاء وعوراء ، وأمر لا يستقيم وإطلاقا مع رغبات الشعوب أو حتى أي دين أو شرع أو عقل أو منطق أو قانون ؟ بل أنني كمواطن مصري وعربي أجد في هذا المنطق المقلوب أهانه أشد من القتل والاغتيال والاغتصاب في حق كل مواطن عربي يرضي ويقبل بهذا المنطق المنفر والمستفز والقذر ، بل أنه يوحي وحتى للجهال وللصبية بمدي التقزم والخنوع للمواطن العربي والذي ينهب ويجرف ويقتل ويغتصب ويعذب ويسحل ويستحل ثم نجده وبالنهاية مجرد ( ديوث وضيع ) وقد سقط لمرتبة أقل من الحيوانية وهو يقبل علي نفسه ووطنه وأهله بهذا المنطق المغلوط والفاجر وفي صالح قاتله ؟! بل أنني أستطرد ولكي أصف هذا المنطق الفاجر والمصطلح الكافر الفاجر بمن يقف علي باب غرفة نومه الخاصة ويري بأم عينيه امرأته الحرة تغتصب وتنكح عنوة علي أيدي بلطجية وعلي فراش نومه الخاص وهو يتفرج ؟ بل والأنكد وهو يصافح هؤلاء البلطجية السفلة بعد انتهائهم من فعلتهم الفاجرة والكافرة ويسمح لهم بالخروج الآمن من باب شقته مبتسماً قانعاً وراضياً ( ولو مجبراً ) ؟! فأي وساخة وأي نجاسة وأي قلب للمعايير والنواميس الطبيعية والعقلانية والعدلية يعبر عنها هذا المصطلح الغاية الفجر والكفر ؟! أليس الموت والاستشهاد وبشرف علي أيدي أمثال هؤلاء الخنازير وقتالهم وقتلهم لهو أخير ألف مليون مرة عن السماح لهم بالخروج الآمن بأفعالهم السودة ؟ وأليس هذا الخروج الآمن هو واحداً من أعظم كبائر دين الله وشرعه وعدله ؟ وإن لم يكن أعظمها علي الإطلاق وفي أي دين سماوي أو كتاب رباني كان ؟ ونحن هنا لا نتحدث عن حالة فردية أو اغتصاب شخصي ، ولكننا نتحدث عن كلاب وخنازير وقردة وفجرة وكفرة نزعت عنهم النخوة والضمير والدين فاستحلونا ونهبوا واغتصبوا حتى أبشموا ، نهبوا واغتصبوا وسرقوا وقتلوا وسحلوا وعذبوا وأضاعوا هدراً مقدرات أوطان وبلاد وشعوب وعباد ؟ ثم نتحدث عن خروج آمن نوفره لهم ؟! بالطبع هذا المصطلح المقيت والمرفوض والمخالف لأصول الشرع والدين وكل مقومات العدل والإنسانية المجردة هو مرفوض جملة وتفصيلاً ، ولا تقبله أي نفس إنسانية سوية ، وأن الموت والاستشهاد دونه هو ( فرض عين ) علي كل مواطن مسلم كان أو مسيحي أو حتى مجوسي ، فهو أم الكبائر ولا ترضي به حتى الحيوانات والبهائم ، ناهينا عن النفس البشرية الأبية والكريمة والتي كرمها الله أيما تكريم ونفخ فيها من روحه القدسية وأمر ملائكته بالسجود لهم تكريماً وتعظيماً لهم ، فإذا كان هذا هو منطق وتكريم الخالق الأحد لنا ، فهل نقبل نحن أن نلفظ هذا التكريم المجيد ونسقط إلي قاع الهوان والذل والوساخة والنجاسة؟ وبالسماح لمن اغتصبونا وأهدروا كرامتنا ومقدرات أوطاننا بالخروج الآمن لهم ؟ سؤال أطرحه علي ضمير كل مواطن حر ومتدين وصاحب عقيدة راسخة وفي كل بقاع العالم ، وخاصة عالمنا العربي الإسلامي ؟ وبالأخص أمتنا المصرية المسلمة والموحدة ؟! فهل من مجيب ؟ [email protected] ------------------------------------------------------------------------ التعليقات سعد الثلاثاء, 10 يناير 2012 - 02:18 pm حماة الثورة اقول للاخ كاتب المقال بان من حمى الثورة بان نزل المشير قبل يوم 11 فبراير الى ميدان التحرير وقابل بعض المتواجدين هناك وطمأنهم بانه مع الثورة حيث ان العسكريين كانو لايريدون التوريث او المد وانه كان النية عندهم بلانقلاب على على فى يوم 15 مايو تسليم السلطة للشعب أحمد من مصر الثلاثاء, 10 يناير 2012 - 07:54 pm بلاغ طيب حد يبلغ الاخوان والسلفية :) محاسب / محمد غيث الثلاثاء, 10 يناير 2012 - 10:17 pm أقول للأستاذ سعد ( كاتب التعليق الأول ) أين كان مشيرك هذا بل والمجلس العسكري المستأسد علي الغلابة ؟ أين كانوا ياأخي الفاضل قتما كانت مصر تنهب وتجرف وتسرق وتهرب أموالها بجبال المليارات أمام أعينهم إبان عصر الفاسد المخلوع وصبيانه ؟ أين كانوا هؤلاء وقتها ؟ ولماذا لم ينقلبوا عليه ويأخذوا بزمام المبادرة وحاية البلاد والعباد والتي أقسموا علي حماية مقدراته أمام الله ؟ أين كانوا وقتها ، بل هم جميعاً بلا أستثناء أكتفوا بالفرجة والتواطؤ المهين وقت أن كانت البلاد تجرد وتجرف من ثرواتها ؟ فلتقل خيراً أو عدلاً أخي الفاضل أم لتسكت وهو الأخير لك ؟!