تواصلت المظاهرات المنددة بجولة الرئيس الأميركي جورج بوش في أميركا اللاتينية باحتشاد أكثر من ستة آلاف شخص في عاصمة أورغواي مونتفديو ووصل المتظاهرون في حافلات وساروا على الطريق المؤدية إلى المنزل الرئاسي حيث سيلتقي بوش الرئيس الأورغوياني لكنهم منعوا من الاقتراب. ونشرت الشرطة تعزيزات قوية وأقامت حواجز لمنع المتظاهرين -الذين رددوا "بوش فاشي، إنك أنت الإرهابي"- من الاقتراب من فندق "راديسون" حيث سينزل بوش. ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين وفنزويلا وكوبا والأورغواي. ومع بدء جولة بوش اندلعت المظاهرات في عدد من المدن اللاتينية الكبرى احتجاجا على سياسات الولاياتالمتحدة. وحمل المتظاهرون في ساو باولو شعارات تصف بوش "بالعدو الأول للإنسانية" وبأنه داعية حرب وأكبر متسبب في تلوث كوكب الأرض. وفي بوغوتا عاصمة كولومبيا نشبت مواجهات استخدمت فيها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين الذين كان معظمهم من طلاب جامعة بوغوتا. وفرضت أجهزة الأمن إجراءات مشددة استعدادا لاستقبال بوش، وسط مخاوف من خطط لمتمردي الجيش الثوري الكولومبي لشن هجمات خلال الزيارة. وكان بوش ناقش في ساو باولو مع نظيره البرازيلي لويس لولا دا سيلفا خططا للتعاون في إنتاج الوقود الحيوي والترويج لاستخدامه في أميركا اللاتينية. وكانت إدارة بوش اتهمت مرارا بإهمال أميركا اللاتينية التي توصف بالساحة الخلفية للولايات المتحدة. ومع تصاعد الاستياء الشعبي في هذه الدول من الغزو الأميركي للعراق وسياسات واشنطن في مجالات الاقتصاد والهجرة، يسعى بوش لبناء ما يمكن وصفه بحائط صد أمام تصاعد المد اليساري في أميركا اللاتينية. وقد هاجم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز خطط بوش للطاقة ومكافحة الفقر في أميركا اللاتينية، في وقت بدأ فيه جولة بالتزامن مع جولة بوش في القارة. ووصف شافيز قبل لقائه نظيره الأرجنتيني نيستور كيرشنر الرئيس بوش بأنه "رمز الهيمنة". واعتبر في حديث لقناة تلفزية أرجنتينية أن خطط بوش لمكافحة الفقر في المنطقة ليست سوى "ذئب في ثوب حمل". وسخر شافيز من مشروع أميركي ميزانيته 75 مليون دولار لمساعدة شباب أميركا اللاتينية على تعلم الإنجليزية والدراسة في الولاياتالمتحدة. وأعلن شافيز أنه يعتزم الرد على جولة لبوش بأميركا اللاتينية حيث نظم لقاء حاشدا في ملعب لكرة القدم بالأرجنتين حيث يقوم بزيارة رسمية لبوينس أيرس. وتعهد جورج بوش قبل بدء جولته بدعم العدالة الاجتماعية والرخاء في أميركا اللاتينية، وكشف خططا عن مساعدات في مجالات التعليم والصحة والإسكان. وأكد متحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي يحمل أجندة إيجابية تركز على "فوائد الديمقراطية في مجالات مثل الاقتصاد والصحة والتعليم والإسكان".