غلق صناديق الاقتراع بأسيوط وسط إجراءات تأمينية مشددة    توسيع خطوط إنتاج «بافاريا» |رئيس الوزراء يتفقد جناح الشركة بمعرض النقل والصناعة    نتنياهو وكوشنر يبحثان نزع سلاح حماس واستبعادها من إدارة غزة    ترامب يطالب مراقبي الحركة الجوية بالعودة للعمل بسبب حالات إلغاء الرحلات    الزمالك بين المطرقة والسندان: قضايا بالجملة وتهديد بملايين الدولارات    لجان الرقابة بوزارة الرياضة تصل لمحافظة كفر الشيخ    إحالة 10 أشخاص متهمين باستغلال الأطفال في أعمال التسول للمحاكمة    تهتك في الرئة وكسر بالجمجمة، تفاصيل التقرير الطبي للراحل إسماعيل الليثي (فيديو)    تفاصيل سقوط شابين أثناء هروبهما من قوة أمنية بالدقهلية    القاهرة السينمائي يعلن القائمة النهائية لبرنامج الكلاسيكيات المصرية المرممة بالدورة ال46    «راح مني ومات».. أول تعليق ل زوجة إسماعيل الليثي بعد وفاته    أحمد التايب ل هنا ماسبيرو: مشاركتك الانتخابية تجسد إرادتك في بناء مستقبل أفضل لبلادك    فيديو.. سيد علي نقلا عن الفنان محمد صبحي: حالته الصحية تشهد تحسنا معقولا    «هنو» فى افتتاح مهرجان «فريج» بالدوحة    وكيل صحة القليوبية يتفقد مستشفى الحميات ويتابع تسليم مستشفى طوخ الجديدة    تبرع ثم استرداد.. القصة الكاملة وراء أموال هشام نصر في الزمالك    ضبط لحوم دواجن في حملة تموينية بشبرا الخيمة    ترامب يصدر عفوا عن شخصيات متهمة بالتورط في محاولة إلغاء نتائج انتخابات الرئاسة 2020    نقيب موسيقيي المنيا يكشف اللحظات الأخيرة من حياة المطرب الراحل إسماعيل الليثي    وزارة السياحة والآثار تُلزم المدارس والحجوزات المسبقة لزيارة المتحف المصري بالقاهرة    العراق يرفض تدخل إيران في الانتخابات البرلمانية ويؤكد سيادة قراره الداخلي    الأمم المتحدة: إسرائيل بدأت في السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة    قريبًا.. الذكاء الصناعي يقتحم مجالات النقل واللوجستيات    المستشارة أمل عمار: المرأة الفلسطينية لم يُقهرها الجوع ولا الحصار    وزير الصحة يستقبل نظيره اللاتفي لتعزيز التعاون في مجالات الرعاية الصحية    وزير التموين: توافر السلع الأساسية بالأسواق وتكثيف الرقابة لضمان استقرار الأسعار    أخبار الإمارات اليوم.. محمد بن زايد وستارمر يبحثان الأوضاع في غزة    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    مدرب منتخب ناشئي اليد يكشف كواليس إنجاز المونديال: الجيل الجديد لا يعرف المستحيل    ابدأ من الصبح.. خطوات بسيطة لتحسين جودة النوم    طريقة عمل الكشرى المصرى.. حضري ألذ طبق علي طريقة المحلات الشعبي (المكونات والخطوات )    فيلم عائشة لا تستطيع الطيران يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي    في أول زيارة ل«الشرع».. بدء مباحثات ترامب والرئيس السوري في واشنطن    نماذج ملهمة.. قصص نجاح تثري فعاليات الدائرة المستديرة للمشروع الوطني للقراءة    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    تأجيل محاكمة 23 متهمًا ب خلية اللجان النوعية بمدينة نصر لجلسة 26 يناير    انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال كثيف من الناخبين على اللجان الانتخابية بأبو سمبل    علاء إبراهيم: ناصر ماهر أتظلم بعدم الانضمام لمنتخب مصر    البنك المركزي: ارتفاع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 12.1% بنهاية أكتوبر 2025    الاتحاد الأفريقي يدعو لتحرك دولي عاجل بشأن تدهور الوضع الأمني في مالي    محافظ المنوفية يزور مصابى حريق مصنع السادات للاطمئنان على حالتهم الصحية    كشف هوية الصياد الغريق في حادث مركب بورسعيد    بعد 3 ساعات.. أهالي الشلاتين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم    بث فيديو الاحتفال بالعيد القومي وذكرى المعركة الجوية بالمنصورة في جميع مدارس الدقهلية    بالصور| سيدات البحيرة تشارك في اليوم الأول من انتخابات مجلس النواب 2025    وزير النقل التركي: نعمل على استعادة وتشغيل خطوط النقل الرورو بين مصر وتركيا    هبة عصام من الوادي الجديد: تجهيز كل لجان الاقتراع بالخدمات اللوجستية لضمان بيئة منظمة للناخبين    ماذا يحتاج منتخب مصر للناشئين للتأهل إلى الدور القادم من كأس العالم    حالة الطقس اليوم الاثنين 10-11-2025 وتوقعات درجات الحرارة في القاهرة والمحافظات    تأجيل محاكمة «المتهمان» بقتل تاجر ذهب برشيد لجلسة 16 ديسمبر    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    وزارة الصحة: تدريبات لتعزيز خدمات برنامج الشباك الواحد لمرضى الإدمان والفيروسات    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    وزير الزراعة: بدء الموسم الشتوى وإجراءات مشددة لوصول الأسمدة لمستحقيها    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    شيكابالا عن خسارة السوبر: مشكلة الزمالك ليست الفلوس فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوم عاد عمالقة يصل طولهم إلى 60 ذراع !
نشر في الشعب يوم 08 - 09 - 2019

نحمل السلطات السعودية مسئولية إخفاء الحقائق عن إرم ذات العماد
الله يأمرنا بدراسة الآثار وبعض الإسلاميين يحطمونها
القرآن يؤكد وجود حضارات قديمة أرقى من الحضارات الأحدث
دراسة المستطيل القرآني الحلقة 62
بقلم : مجدى حسين
هذه دراسة غير منشورة وغير مكتملة بعد لمجدي حسين رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الذي يقبع الآن مغيبا خلف أسوار السجون بأحكام ظالمة وغير دستورية.. لقد تم ترتيب الجزء المكتوب من الدراسة في حلقات وسننشر تباعا الحلقات الموجودة لدينا لحين خروجه من محبسه وإكمال عطائه الفكري والسياسي والذي نأمل أن يكون قريبا

وصلنا إلى أن حضارة عاد وصلت إلى الذروة في التقدم والقوة في زمنها ، ولكن القرآن الكريم مصدرنا الوحيد - ونعم به من مصدر - لم يفصل كثيرا في هذا الأمر ولكن أشار إلى زاوية واحدة بالاضافة للاشارة لنتائج هذه القوة في التقدم المادى الحضارى الذى أستغل في بناء القصور والمنتجعات العليا ، ولكن ما هى هذه الزاوية ؟!
جاء في سورة الأعراف الآية 69 ( أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(69) )
ونحن هنا أمام تصريح واضح : أن أجسام قوم عاد كانت فارعة فوق المتوسط العام لقوة وطول بنى البشر ، وأن هذا الفارق كان ملحوظا مقدرا بحيث أشار إليه القرآن الكريم .
ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى حول هذه الآية : كانت أجسامهم فارعة يقال أن أطوالها كانت بين 60 ، 100 ذراع !
وطول الجسم وقوة البنيان تعطى في حد ذاتها قوة في التعامل مع الاخرين ، وأيضا في إمكانية الوصول إلى بعض الثروات البعيدة المنالفوق الجبال والهضاب ، كما أنها أيضا تساعد في تأسيس أبنية عالية أى على ربوات عالية بدون جهد كبير ، كما تساعد في تحدى الأقوام الآخرين . حتي قالوا ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ(15) ) فصلت 15 وعندما دعاهم هود إلى التوبة لله قال ان ذلك ( وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ) هود 52
هل كان الجسم الفارع هو المظهر الأوحد للقوة الأشد لدى قوم عاد ؟ ولكن قبل الاجابة على هذا السؤال ، نستكمل قضية (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً) .
منذ أسابيع زانى في مكتبى مصرى من العاملين بالخارج ، وقال: إن لى موضوعا مهما أريد أن أعرضه عليك ، قلت تفضل . وبينما نحن مشغولون بقضايا سياسية وصراعات من رأسنا حتى أخمص قدمينا إذا بهذا الزائر الكريم يأخذنى إلى البعيد في القضية التى تشغله ، وهى قضية قوم عاد وتحدث لفترة ما وأنا أحاول أن أركز معه لأن ذهنى كان مشغولا بمقدمات 30 يونيو !! ولكن أعتقد أننى سمعت واستوعبت كل ما يريد أن يقوله ، ولكن أهم ما في هذا الحديث - وما أكثر الأحاديث - أنه أشار إلى أن لديه شريط تسجيلي مصور لا أدرى هل هو فيديو ؟ أم بطريقة الأفلام القديمة 16 مليمتر مثلا ، وأن هذا الشريط التسجيلي يصور أحد مقابر قوم عاد من الداخل ويكشف من خلال هياكلهم العظمية تكوينهم العملاق ، بل وطلب عرض هذا الشريط والتعليق عليه حيث لديه معلومات أخرى . والحقيقة فقد رحبت بالفكرة وأذكر أننا حددنا موعدا بالفعل لعرض هذا الفيلم الوثائقى ، مع ندوة يتولى هو الحديث فيها . ولكن الأحداث السياسية منعت ذلك وكثيرا من الأنشطة الثقافية الأخرى في المركز العربى للدراسات . ولازلت متشوقا لمشاهدة هذا الفيلم ولكن أخشى أن أكون قد فقدت الأتصال بالرجل وقد يكون سافر خارج البلاد . على أى حال فالحقيقة لن تضيع أبدا ولا ضاعت حقيقة ورائها باحث ، ولكننى لست أنا هذا الباحث التخصصى في هذه الشئون ، ولكن الله سبحانه وتعالى يسوق إلى مثل هذه المعلومات وأنا لم أتحرك من مكتبى !! وهذا ما أحمد الله عليه .
وكذلك فقد حدثنى الأخ العزيز عن ما جاء في القرآن الكريم ( وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى(50)) النجم 50 وقال ان هذا يشير إلى احتمال مجيء عاد الثانية لم يكن لدى جواب ،ولكن لاحظت فيما بعد أن المفسرين انشغلوا في هذه المسألة من هذه الآية ، ولكنهم لم يصلوا إلى أى تفسير أو حل مرضي ، فهي مسألة متروكة للزمن إذا حتي الآن .
وهنا لا أريد التوسع في مسألة مسئولية السلطات السعودي ة حتى لا أظلم أحدا لأنه ليس لدي المعلومات الكاملة عن الاعلام السعودي وهل أبرز مسألة اكتشاف حضارة عاد . وهل هناك فكرة لفتحها للزيارة بعد عمليات حفر معينة . ولست بظروف تسمح لي بالاتصال بالسفارة السعودية لسؤالها .ولكن على البعد وبشكل أولي أرى أن السلطات السعودية لم تعط مسألة اكتشاف حضارة عاد الأهمية الواجبة ،وأخشى أن هذه السلطات لاتزال تمتلك أكبر قدر ممكن من الحساسية تجاه مسألة الآثار : اسلامية وغير اسلامية تأثرا بالمذهب الوهابى الذى ظل يحكم المملكة السعودية حتي معظم سنوات القرن العشرين ولا تزال تحكم في إطاره مع قدر متزايد من التساهل غير الواضح وغير المنضبط بتوجه جديد ، فالوهابية كما أوضحنا وسنوضح أكثر تركز في مسألة عبادة الأموات والأضرحة، وقد قامت بتدمير عدد كبير جدا من قباب المقابر والمساجد التى يوجد بها أضرحة وقطعت الأشجار التى تبرك بها الناس ، فلعل الشيوخ نصحوا بعدم تسليط الأضواء على مدينة إرم ذات العماد حتي لا تتحول إلى مزار تحت دعوى التقرب لبنى هود . أنا أستنتج وليس لدى معلومات إلا عدم إبراز الإعلام السعودى لهذه المسألة . كذلك فالمؤكد ان السلطات السعودية دمرت عددا كبيرا من الأبنية التي لها صلة بالصحابة ( كبيوتهم ) حتي لا تتحول الى مزارات وأذكر من ذلك بيت السيدة خديجة الذى عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة 28 عاما . وأنا لا أوافق على هذه السياسة ، قيجب ألا تتحول عبادة الاوثان إلى هاجس مرضي يجعلني أخاف من كل مبنى تاريخى ! لأن المشركين عبدوا أصناما تشير إلى شخصيات صالحة .
أعتقد أن المسلم يستفيد أكثر ثقافيا اذا رأى بيوت الصحابة وبيت رسول الله ، وحجرات رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هدم حجرات الرسول صلى الله عليه وسلم حدث في عهود سابقة بكثير عن الوهابية والسعودية ) . إذا رأى المسلم كيف كان يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكيف كان يعيش الصحابة لكانت الأحداث تجسدت في ذهنه أكثر وعمقت مشاعره . ومما يؤسف له أن الغربيين يحولون بيوت بيتهوفن ومكيافيللىمثلا إلى متاحف ومزارات ، ليربطوا الجمهور المعاصر بتاريخهم القريب .بينما نحن نزيل كل ما يتصل بالتاريخ القديم والحديث . وهذا أمر يحتاج لمناقشة أخرى .
المصادر الأخرى لقوة عاد :
يقول سبحانه وتعالى في سورة الأحقاف عن قوم عاد موجها الحديث لمشركى قريش (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26)) الأحقاف 26
وجاء موضع العظة في القصةوما تنطوى عليه من تحذير لقريش فتقول الآيات الكريمة (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ) وفى الكلام حذف تقديره ( لكنتم أشد عتوا وكفرا ) - تفسير القرآن الكريم من سورة الأحقاف إلى سورة المرسلات - أحمد حسين - المجلس الأعلى للشئون الاسلامية - القاهرة 1976 وهذا ما تتفق فيه سائر التفاسير .
إذا القرآن الكريم يؤكد مرة أخرى أن الله عز وجل مكن لقوم عاد بصورة أكبر من مستوى تمكين مشركي مكة ، وهل هذا ينحصر في مسألة بسطة الجسم ؟ بالنسبة للتفسير فليس لديه أن يذهب أبعد من ذلك في البحث ،ولكننا نطالب العلماء في مجال الآثار والتاريخ أن يبحثوا في هذه القضية وغيرها من قضايا التاريخ الإنساني والإسلامي لما في ذلك من عبرة وثقافة ومعرفه تفيد الحاضر والمستقبل ، وليس عملية فضول كما يقول البعض . فنحن كما تركنا أكلنا وشربنا للغرب نستوردها منه ، وتركنا الخطط الاقتصادية يصنعها لنا صندوق النقد الدولى ، ونعتمد على الغرب في كل أدوات الحضارة الضرورية والترفيهية ، وحتى الرياضة سلمنها لمدرب أوروبى ، فلماذا لا نسلم للغرب تاريخنا وآثارنا يرتع فيها كما يشاء وكما يحدث فعلا منذ بدايات القرن العشرين ، والحقيقة فإن ضرورة البحث في التاريخ توجيه إلهي في القرآن الكريم ، ولكننا نمر عليه مر السحاب تحت شعار يا رب (إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) الفرقان 30 .

كيف دعانا الله إلى دراسة التاريخ ؟
تعددت آيات القرآن الكريم التي تدعو المؤمنين لدراسة تاريخ الأمم والشعوب والأقوام لاستسقاء العبر والاستفادة من سنن التقدم والتأخر وفقا لمعايير الايمان .
( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا(10) ) محمد 10
يقول أحمد حسين ملخصا شرح هذه الآية والآيات المماثلة التى سنتعرض لها { طالما نبهنا إلى الآيات التى قادت العرب إلى ذروة العلم في عصرهم والعصور التالية لألف سنة ، الآية تدعو للارتحال والسفر والتنقل التماسا للاعتبار والاتعاظ ، والارتحال والسفر كما يكون عبر المكان يكون عبر الزمان عن طريق القراءة والمطالعة لمعرفة ما سبق ، فحيث كفر الناس بكل ما يعنيه الكفر من رزائل وفواحش وطغيان فقد كانت العاقبة وخيمة حيث دك الله بنيان الذين طغوا وبغوا فوق رؤوسهم وما الطغيان إلا مظهر الكفر ثم أشار إلى تجربة صعود وهبوط الامبراطورية البيزنطية العظمى والتى لم تستغرق سيادتها الحقيقية أكثر من قرن . ( تفسير القرآن الكريم من الأحقاف إلى المرسلات - مرجع سابق )

هذا الكلام مهم للغاية لأن الدولة الاسلامية التقليدية تحصر العبرة في "ان المشرك كان يسجد للصنم ، بينما المسلم يسجد لله" وكأنها مجرد مسألة شعائر وهذا ليس بالشيء القليل ، لكن لو أن المشرك يسجد لصنم وينتهي دوره عند ذلك ويذهب الى بيته وأسرته ، لكان قليل الخطر، وما احتاج منا كل هذا الاهتمام ، وسيعود كفره عليه في الآخرة . ولكن عبرة التاريخ تقول إن أئمة الكفر ربطوا هذه العقائد الزائفة بالطغيان (وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) ( وَإِذَا كَالُوهُمْأَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)او ما نسميه الآن الظلم الاجتماعي والظلم السياسي . كذلك فإن دولة الإسلام لابد أن تكون قرينة العدالة وأن يكون السجود لله ( أى العبودية لله) هي المصير الحقيقي لإزاله الشوائب في النفس ، والتجرد لله ، وإقامة العدالة الاجتماعية السياسية ، وإلافإن الله سبحانه وتعالى لن يحاسبنا على عدد الركعات فحسب ، ولكن على مستوى ربط هذه الرقعات للارتقاء بالسلوك الانسانى (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8) ) الزلزلة 7 ، 8

والحقيقة فإنني لم أعثر بعد على أي مركز أبحاث في الدراسات التاريخية من منظور إسلامي ، ولا أقصد تلك المراكز أو المواقع التي لا تقوم إلا بتلخيص أحداث التاريخ المعروفة أو الثابتة فمثل هذا النوع من المراكز والأبحاث موجود ولكنه أيضا قليل ، أقصد المراكز البحثية التي تستخدم الوسائل العلمية لاكتشاف مناطق لا تزال مجهولة في تاريخنا ، وهنا تجدر الاشارة الى الآثار كمصدر جوهري خطير لتغطية الحقب القديمة: العصور الحجرية وعصور ما قبل استخدام الكتابة ، بل أيضا عصور ما قبل اختراع الورق والحبر.
في كل هذه المراحل وهي بآلاف السنين لن تجد مصدرا إلا في الحجر ، وقد علمنا عن التاريخ المصري القديم أكثر من غيره لأن المصريين استخدموا ورق البردي الذي وصلتنا منه بعض اللفافات وطبعا كثيرا منها تم خطفه وعرضه في متاحف أوروبا !
لاحظ عظمة الحضارة المصرية فإن كلمة ورق في اللغات العالمية مشتق من كلمة بردي pyprus بل مأخوذة منها مباشرة بالانجليزية paper و بالفرنسية papier . في الحضارات الأخرى ربما ظهراستخدام رقاع من الجلود في وقت لاحق . ولكن تظل الآثار المبنية جوهرة معلوماتية لا تضاهي في المراحل القديمة . وهذا يوضح خطورة التيار الوهابي المتطرف المستعد لتدمير اي مبنىأاو معبد أثري بدون كثير عناء في التفكير وهو لا يعبأ بما يسمى بالمعلومات التاريخية ، وهذا دليل مجسد على أن هذا التيار في طبعته الراهنة ( داعش وأخواتها ) يخرجون عن صحيح الإسلام والقرآن. يمكن أن تمنع الزيارة للجمهور (مثلا) ولكن لا تدمر لأن المبني وثيقةتاريخية . وأنا لا أقول بمنع زيارة الجمهور، ولكن أقصد لو كان هؤلاء عقلاء فربما فكروا هكذا . ولكنه تيار التجهيل الذي لا يعرف قيمة للثقافة أو المعرفة وكأنهما ضد الايمان ! لقد سمعنا في مصر ورأينا على شاشات التلفاز أحد أبرز قادة التيار السلفي بالإسكندرية يقول بتغطية أبى الهول بالشمع . ولا ادري لماذا ؟ المهم أن الآثار تمثل لهم مشكلة (عقائدية) موهومة . ومن قال هذا في التلفاز لا شك انه إذا تولى السلطة لدمر أبا الهول .
لقد كانت مصر تابعة للخلافة الراشدة من عهد عمر بن الخطاب ولم يطرح أحد أي إشكال حول الآثار ،وحكم مصر عمرو بن العاص و محمد بن أبي بكر وغيرهما . بل هناك خط من الآثار ممتد مع الفتوح الإسلامية على طول سواحل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب لم تمتد إليها يد . وما حدث من تدمير متعمد للآثار في سوريا والعراق كان تدميرا لكنوز من المعرفة الانسانية على يد سلطات داعش . وما حدث من قبل في أفغانستان من تدمير تماثيل بوذا، وحتى هؤلاء الذين يتصورون انهم حماة الدين ، لا يعلمون أن كثيرا من البوذيين لا يقولون بألوهية بوذا ولا حتى بنبوته ، ولكن يؤمنون بأنه رجل حكيم يقتنعون بحكمه ووصاياه وهي قريبة جدا من الوصايا العشر والوصايا العشر بدورها متفقة في معظمها مع الإسلام .
( راجع دراستى الجهاد صناعة الأمة - مرجع سابق - على الانترنت)
بالمناسبة أرى أن البوذيين أرض خصبة لنشر الإسلام إذا نحن أحسنا القيام بالدعوة في صفوفهم بعد فهم ودراسة أفكار بوذا .وبغض النظر لسنا في حالة هوس لإدخال الناس بالقوة في الإسلام . فالله سبحانه وتعالى لا يأمرنا بذلك وليس هذا هو المفهوم الصحيح للإيمان في الإسلام .
المهم كلما اطلعت علي أفكار الشيخ محمد عبد الوهاب ستجدذيول أفكاره وراء كثير من ممارسات داعش والقاعدة الخاطئه التي أضاعت عشرات الآلاف من الشهداء هباءا . والهند وأفغانستان وباكستان من دوائر تأثير الوهابية من وقت مبكر وقبل ظهور طالبان
والآن نواصل عرض الآيات الكريمة التي تدفع في نفس الاتجاه دراسة التاريخ والتي تشير بشكل واضح لما يشمل البحث في الآثار "قل سيروا فانظروا"
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) الروم - 9
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) يوسف 109
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج 46
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ(36) النحل 36

يقول الشيخ متولي الشعراوي: ( فانظروا : الغرض من السير الاعتبار والاتعاظ فلابد من وجود بقايا أطلال تدل على هؤلاء السابقين المكذبين ، وما حدث لهم ، فانظروا واعتبروا واحذروا أن تظنوا أن الذين سيأتون بعد ذلك بمنجى عن هذا المصير، لان الله بالمرصاد ) .
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا(44) فاطر 44
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) غافر 21
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) غافر 83
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) ال عمران 137
في هذه الآية نجد إضافة بالغة الأهمية . الآية تشير الى صعود وهبوط الامم
الازدهار والسقوط تحكمه السنين أي القوانين والطرق التي يصرف الله بها الكون ، وكما قيل مرارا فلن تجد لسنة الله تبديلا
تحدثت 16 آية عن سنن الله في المجال الاجتماعي أي في مجال صعود وهبوط الأمم . والإشارة الى السنن الاجتماعية تعني مثلا أن الامعان في الترف يؤدى إلى ترهل الطبقات الحاكمة ، والامعان في الظلم يؤدى إلى غضب الناس ونهب الأموال يؤدى إلى إفقار المجتمع ، حتي تصبح خزائن الدولة بدورها فارغة لأن عجلة الانتاج توقفت ولم يعد لدى الناس ما يمكن أن يستقطع منهم . فالمسألة ليست مجرد عقاب إلهي بمعجزة ، وإن كانت هى من مشيئة الله . للانتصار للمؤمنين ومعاقبة الكافرين ، ولكن حتي هذا العقاب الإلهي مرتبط بتصاعد المظالم ، ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ(6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ(8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ(9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ(13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) ) الفجر 6:14 هذه الآية تدعونا صراحة للبحث عن هذه السنن (القوانين الاجتماعية ) واستخرها من بطون خبرات الأقوام السابقة ، حتي نهتدي بها في الحاضر والمستقبل .المقصود الآية 137 آل عمران
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ(69) النمل 69
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) الروم 42 .

هل حققت أقوام أقدم حضارة أعظم ؟!
نعم القرآن قاطع في هذا الصدد ففي ثلاث مرات على الأقل يقول جل شأنه :
1- ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا .. ) الروم 9
2- ايضا ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً .. ) فاطر 44
3- أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ ..(21) غافر 21

الكلام هنا واضح أن أقواما أقدم كانوا أكثر تطورا وعلما وبالتالي قوة من الأقوام الأحدث ، فإذا كان هذا الحديث موجها لمشركي مكة فالأمر سهل وميسور وطبيعي ولا يحتاج لحيرة فكثيرة هي الحضارات المحيطة بأهل مكة والتي كانت أكثر قوة و أثرا في الارض منها ومع ذلك تعرضت للعقاب والإبادة. ولا شك أن هذا المنظور صحيح تماما ، أي مسألة توجيه الحديث لأهل مكة . ولكن هناك نقطة ألح عليها دائما وهي ليست من عندياتي ، فقد قال بها كبار المفسرين والفقهاء والمسلمين ، وهي ضرورة عدم التعامل مع كتاب الله على أساس انه كتاب تاريخ يؤرخ لتاريخ الصراعات بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومشركي مكة ومعاندي قومه ، حتى أن ضرب الأمثلة يظل محصورا للاستفادة بها في مرحلة صدر الإسلام . وفي هذا الموضوع وغيره يكون الحديث موجها لأهل مكة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه ايضا في ذات اللحظة هو حديث عام موجه للمؤمنين في مختلف الأزمنة والأمكنة .بدونتعارض في الصياغة وهذه من ضمن الاعجازات البلاغية للقرآن الكريم ،الآية الواحدة تحتمل عدة طبقات من المعاني لا تتعارض مع بعضها البعض . فأنت عندما تستخرج عينة من مياه المحيط و تجري عليها أبحاث ستخرج بمعلومات شتى في موضوعات شتى من ذات العينة الصغيرة .

وبالتالي يجب ألا نستبعد أن يكون الحديث موجها لنا أيضا في زماننا (وزمان من سبقنا ومن بعدنا أيضا ) فيجب ألا نغتر بما يسمى التقدم التكنولوجي لكي نتجبر في الأرض ونتصور أننا ( الحقيقة هم في الغرب ولسنا نحن الا مجرد مستهلكين ) قد امتلكنا العالم ، بالروبوتات والأجهزة الرقمية ومختلف التطورات الالكترونية ... الخ .
فلابد للباحثين المسلمين في مجالات: التاريخ و الاثار والانثروبولوجيا والجيولوجيا أن يبحثوا هذه الفريضة وينقبوا عن مستوى تقدم الحضارات البائدة ،للعبرة وللاستفادة من الخبرة ولاكتشاف الحقائق التاريخية . وليست مسالة حضارة عاد وحدها . كنت أريد أن ألج في هذه المغارة العميقة لمجرد فتح شهية الباحثين ولكنني أخشى أن أخرج عن موضوعي ،أو أتحدث بدون علم ودراية كافية . ولكن أريد فحسب أن أشير لمسألة لا خلاف حولها ، وهي الحضارة المصرية القديمة - فلا شك أن هذه الحضارة انتهت واندثرت علومها وانجازاتها إلا القليل من الظاهر. نحن أمام مثال واضح : هذه الحضارة من أقدم إن لم تكن أقدم الحضارات طرا،حققت من الإنجازات ما لا نستطيع أن ندركه أو نقلده أو نفهمه حتى الآن بعد آلاف السنين .
وهذا على الأقل أدعي للتحلي بالتواضع أمام الله . نعم نحن نتحدث عن التقدم التكنولوجي الحديث بصورة تحمل أحيانا استهانة بالغيب او توحي بأن الانسان قد امتلك مصيره !
رغم كل التقدم العلمي التكنولوجي في مجال الهندسة والبناء والرياضيات فإن أي جهبذ من جهابذة الغرب لم يقدم لنا نظرية مقنعة عن كيف تم بناء الأهرامات الثلاثة ولم يتوصل الى سر التحنيط المصري القديم طويل الأمد والمفعول ، ولا كيفية رسم الصور والأشكال بكل الألوان الباهرة تحت الأرض في المقابر بعيدا عن ضوء الشمس ومع استحالة استخدام سراج أو نار مشعلة لأن الأمر سيؤدي لاختناق الرسام أو لإصابة الرسام بالسناج ( الهباب ) - ثم ما هى المادة التي جعلت الالوان تحتفظ ببهائها حتى الآن بعد آلاف السنين.

أقول على سبيل إثارة العقول والباحثين المسلمين أن لدي العلماء الغربيين وربما اليهود معلومات أكثر دقة عن العلوم المصرية القديمة ،وهناك دراسات منشورة فعلا باللغة الإنجليزية تتحدث عن أنالأهرامات الثلاث ليست مقابر ،ولكنها مصانع او مراكز طاقة وأنها بنيت بزاوية معينة بحسابات فلكية دقيقة وفي مواقع محددة لتكون مفتوحةعلى مجالات الطاقة في الكون . مرة أخرى ليس لي رأي في هذه الأمور وليس لدي أي وقت لبحثها وليس هذا تخصصي , ولكن تخصصى أن أدق الناقوس وأدعو علماء المسلمين لكي ينقبوا هم أنفسهم في تاريخنا نحن ولا يتركوه ليهود ونصارى الغرب .
والآن الى ثمود.

·المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (1)
الحلقة 1
·دراسة المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- الحلقة (2) الحلقة 2
·آدم يمني..نوح عراقي..أيوب مصري..إلياس فلسطيني الحلقة 3
·نوح عاش في المستطيل.. دلائل قرآنية إضافية الحلقة 4
·لماذا مصر في رباط إلى يوم الدين؟ الحلقة 5
·مصر هي البلد الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الحلقة 6
·بعثة محمد (ص) وضعت الشرق الأوسط في البؤرة الحلقة 7
·هنا.. يجري استعداد أمريكا واليهود لمعركة نهاية العالم الحلقة 8
انجيل أمريكا: مصر والشرق الأوسط أساس السيطرة على العالم الحلقة 9
رسول الله لم يسع إلى إقامة دولة اسلامية بالحبشة الحلقة 10
البابا يدعو لتحرير القدس من قبضة المسلمين الأنجاس الحلقة 11
الفاطميون يندفعون كالاعصار من طنجة إلى مكة الحلقة 12
صلاح الدين يغلق مضائق تيران ويحمي قبر الرسول الحلقة 13
لماذا أقسم الله بالشام ومصر ومكة في سورة التين؟ الحلقة 14
المغول اجتاحوا آسيا وأوروبا وروسيا والمشرق..وهزمتهم مصر! الحلقة 15
قطز ذبح سفراء هولاكو وعلقهم على أبواب القاهرة الحلقة 16
البابا يدعو البرتغال ل (إطفاء شعلة شيعة محمد) الحلقة17
البرتغال: هدفنا الاستيلاء على رفات "محمد" لنبادلها بالقدس الحلقة 18
كريستوفر كولمبس مكتشف أمريكا كان مجرد نصاب عالمي! الحلقة 19
صدق أو لا تصدق: اللبنانيون أقاموا دولة عظمى متوسطيةالحلقة 20 الحلقة 20
معجزة زمزم الذي لا ينفد منذ 5 آلاف عام .. بناء الكعبة قبل ابراهيم مسألة حسمها القرآن الحلقة 21
العثمانيون أكبر امبراطورية في التاريخ: 23 مليون كم مربع الحلقة 22
بعودة الآذان خرج الأتراك للشوارع يبكون ويسجدون لله الحلقة 23
حروب السنة والشيعة 4 قرون: لم ينجح أحد! الحلقة 24
اليهود: المسيح مدفون مع الحمير الميتة وأموات المسلمين الحلقة 25
القصة الحقيقية لإسلام نابليون بونابرت في مصر الحلقة 26
نابليون قدم وعدا لليهود قبل بلفور ب 120سنة الحلقة 27
نص بيان نابليون الذي أعلن فيه إسلامه الحلقة 28
احتلال فرنسا لأوروبا لم يعوض خسارة مصر والشام الحلقة 29
دمنهور تصمد أمام المدافع وتحبط مؤامرة المماليك/ الإنجليز الحلقة 30
المصريون قتلوا 586 إنجليزياً وأسروا 770 في رشيد الحلقة 31
نريد دولة عظمي مرهوبة الجانب لنحمي أنفسنا وعقيدتنا الحلقة 32
محمد علي ترك مصر وديونها تساوي صفر الحلقة 33
روحي فداء الجيش المصري الذي يحارب اسرائيل الحلقة 34
محمد علي يصنع المدافع والبنادق والبارود بجودة أوروبية الحلقة 35
محمد علي واللحاق بأوروبا في عصر البخار الحلقة 36
احتدام معركة المنسوجات بين (مصر والهند ) وبريطانيا العظمي! الحلقة 37
القناطر الخيرية أكبر مشروع ري بالعالم ولاتزال تعمل الحلقة 38
جدتي تركية وأقدر العثمانيين ولكن هذه كوارثهم بمصر الحلقة 39
القوات العثمانية بمصر استباحت الأهالي والنساء والأموال والمواشي الحلقة 40
الوالي العثماني: السلطان أعطاني مصر وأنا أعطيها للمماليك! الحلقة 41
ولاة مصر : 19 جيدون -26 سيئون- 90 طراطير الحلقة 42
شيخ الأزهر يعترض على الوالي المخصي لأنه رقيق الحلقة 43
بعد قرنين من حكم العثمانيين : منع الخمور والدعارة الحلقة 44
معظم الفواكه التي نأكلها الآن أدخلها محمد علي الحلقة 45
ابراهيم باشا يطالب بترقية المصريين بالجيش لرتبة البكباشي الحلقة 46
بعثات محمد علي كانت للعلوم الطبيعية ويتهمونه بالتغريب ! الحلقة 47
لم يحج أي سلطان عثماني خلال 6 قرون الحلقة 48
محمد علي أعاد ضم واحة سيوة لمصر!! الحلقة 49
12 ألف جنيه لتركيا لضم سواكن لمصر! الحلقة 50
الجيش المصري يحتل اليونان وعاصمتها خلال 6 شهور الحلقة 51
موسي وهارون ويوسف ثلاثة أنبياء مصريين بنص القرآن الحلقة 52
مصر جديرة بوراثة الدولة العثمانية.. رؤية إبراهيم باشا الحلقة 53
لماذا فشل محمد علي وعبدالناصر في ضم الشام؟ الحلقة 54
قنبلة التاريخ: الجيش العثماني يتمرد وينضم بكامله لمصر الحلقة 55
معاهدة لندن (1840) كامب ديفيد الأولى ! الحلقة 56
محمد علي يعيد الملكية الزراعية الفردية الحلقة 57


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.