أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية, أن الإسلام يدعو إلي تأمل الآثار والحفاظ عليها وليس هدمها كما يردد بعض المتشددين المطالبين بذلك, نتيجة جهلهم. وأوضح ريحان أن دراسة الحضارات من خلال آيات القرآن الكريم كشفت عن طبائع أقوام معينة في الماضي واستمرارها في الوقت الحالي, مما يعني إرهاصات مستقبلية عما سيكون عليه سلوك هذه الأقوام مستقبلا, ومثال ذلك ما ذكره القرآن الكريم عن طبائع اليهود لا يقاتلونكم جميعا إلا في قري محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي ذلك بأنهم قوم لا يعقلون( الحشر:14), وهذا ما يفعلونه الآن, يبنون الجدران العازلة لاعتقادهم أنها ستحميهم كما فعلوا في بناء خط بارليف واخترقه الجندي المصري. وبرغم ذلك يستمرون في بناء الجدار العازل بفلسطين, كما يستمرون في ترسانتهم النووية اعتقادا منهم بأنها حصن الأمان لهم, ولكن لا يمنعهم من الله شيء أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة( النساء:78). وأشار إلي أن كلمة آثار ذكرت بالقرآن الكريم في قوله تعالي أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق( غافر:21). حيث يدعو الإسلام للسير في الأرض والتأمل في آثار السابقين, وأن السير في الأرض نوعان, الأول أمر بالسير من أجل زيارة آثار السابقين قل سيروا, والثانية أمر بالسير حين السفر لأي مكان لأغراض مختلفة. أولم يسيروا.. قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين( النمل:69), وهنا أمر بالسفر من أجل التأمل في آثار السابقين والاعتبار أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون( السجدة:26), وهنا دعوة للسير في مساكن السابقين وتأملها والاستفادة من طرق بنائها ومدي ملاءمتها للبيئة الخاصة بها. وأن يضع المسلم في ذهنه أن من صنعوا هذه المباني العظيمة أهلكوا كغيرهم, وبرغم زوال هذه الحضارات بقيت آثارهم تدل عليهم, كما أعيد استخدام المساكن القديمة لأجيال أخري, وهذا يعزز فكرة التواصل المعماري.