كثر الحديث عن الفارق الكبير الذي ستحدثه تقنية الجيل الخامس في مجال الإنترنت من السرعة الهائلة والقدرات التي ستوفرها هذه التقنية، في هذا التقرير نعرض بعض أساسيات عمل هذه التقنية. بعض الأساسيات التقنية تستخدم شبكات تقنية الجيل الخامس التي تم إطلاقها حديثًا إشارات الراديو التناظرية على ترددات مختلفة لنقل البيانات والإشارات الصوتية من أبراج الخلايا أو أجهزة الإرسال الأخرى إلى هاتفك أو أي جهاز آخر متصل بالإنترنت. "المودم" عنصر مهم في جميع هذه الأجهزة، حيث يستقبل الإشارة عبر الهوائيات المدمجة وأجهزة أخرى، ويحولها إلى شكل رقمي. في الاتجاه المعاكس، عندما ترسل رسالة نصية، وتتصفح موقع ويب، وتجري مكالمة صوتية، يأخذ "المودم" الإشارة الرقمية من داخل جهازك، ويحولها إلى صيغة تناظرية، ثم يرسلها عبر هوائيات جهازك مرة أخرى إلى شبكة الاتصال. تعد أجهزة "المودم" أجهزة أساسية للهواتف الذكية والأجهزة الأخرى، ولهذا السبب اشترت "آبل" شركة أنتل مودم للهواتف الذكية مقابل مليار دولار. أحد الاختلافات الرئيسية لتقنية "الجيل الخامس" هو الترددات المستخدمة لنقل هذه الإشارات من وإلى الشبكات الخلوية. بينما تستخدم جميع هواتف الجيل الثالث و والجيل الرابع الحالية في الولاياتالمتحدة ترددات أقل من "3GHz"، فإن معظم الإجراءات في الجيل الخامس ستكون بترددات أعلى. ستتمكن هذه التقنية من نقل البيانات بمعدلات أسرع تصل إلى 60 ضعف سرعة متوسط شبكات "G LTE4" الحالية في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. هل ستتمكن أجهزتي من التعامل مع 5G؟ لا يمكن لجميع الأجهزة دعم جميع الترددات، كما أن ليس كل الشركات تستخدم جميع الترددات. تركز شبكات الجيل الخامس المبكرة من "AT&T وVerizon" في أمريكا، على الموجات الميليمترية وتتطلب هواتف أو أجهزة أخرى مزودة بأجهزة المودم والهوائيات التي تدعم ترددات الموجات المليمترية. إذا كان لديك هاتف "5G" قادر على استخدام الموجات المليمترية، وكنت على مقربة من جهاز إرسال يولد موجات مليمترية، فيمكنك الحصول على أداء مذهل تمامًا. شركات الهواتف الذكية بدأت في إنتاج هواتف تدعم خدمة 5G التحديات التقنية ل 5G الموجات المليمترية لا تغطي مساحة كبيرة، وبالتالي لكي تستفيد من السرعة التي توفرها هذه التقنية. يجب أن تكون قريبا من أبراج الإرسال "5G" لكن تستفيد من نطاق الشبكة. يجب تثبيت العديد من أبراج "5G" ذات القدرة الموجية المليمترية في أماكن متقاربة. ارتفاع تكلفة بناء محطات شبكة الجيل لخامس حيث تتجاوز 60 ألف دولار في الولاياتالمتحدة. الجيل الرابع / الجيل الخامس لن تحل شبكة الجيل الخامس محل "4G" بالكامل بل ستعمل بدلاً من ذلك إلى جانبها. من بين فوائد الانتقال إلى شبكة "5G" أنها تجعل أداء شبكات "4G" لدينا أفضل. تعمل شركات الاتصالات الكبرى على تحديث أجهزة "4G LTE" الحالية للاستفادة من التطوير المعروف باسم "LTE Advanced". تحتوي العديد من الهواتف الذكية الحديثة على أجهزة "مودم 4G LTE" متقدمة مدمجة، لذلك من الممكن بالفعل الحصول على سرعات تنزيل تصل إلى 150 ميغابايت في الثانية. ستظل أجهزة وشبكات "4G" مفيدة للسنوات القادمة. هل تتفوق الصين على أمريكا في تكنولوجيا الجيل الخامس؟ في سباق التفوق التكنولوجي، تراهن الصين على قدرتها بالفوز بزمام القيادة في مجال تقنية الجيل الخامس من خلال بناء أكبر شبكات لاسلكية بتقنية ال "فايف جي" في العالم. السباق بين واشنطن وبيجين أصبح سباق "الجيل الخامس" نقطة محورية في التوترات بين الولاياتالمتحدةوالصين، حيث تطمح بيجين بالتغلب على منافستها في هذا المجال. تحرص الحكومة الصينية أن تتمكن شركات الاتصالات المملوكة لها من الوصول إلى الموجات الهوائية الرخيصة وغير المكلفة لبناء مئات الآلاف من المحطات التي تتطلبها التكنولوجيا. تعاني شركات الاتصالات الكبرى حول العالم من ارتفاع تكلفة بناء شبكات الجيل ال خامس. تحصل الشركات الصينية على تفويض ودعم الحكومة، في بناء الموجات الهوائية والحصول المعدات مجانا أو بتكلفة أقل من نصف السعر الذي تدفعه شركات الأمريكية. وصول الصين إلى نطاق هائل للشبكات يمكن أن يساعد البلاد للسيطرة على صناعات مثل "أتمتة المصانع" والروبوتات والقيادة الذاتية للسيارات" في المستقبل. "تقنية الجيل الخامس هو الأساس والحافز لإعادة اختراع الصناعات" بحسب بول لي، رئيس الأبحاث في التكنولوجيا والإعلام بشركة Deloitte Consulting "الفائدة الأساسية لكونك المحرك الأول في المجال، هو قدرتك على بناء "نموذج أعمال" وتصديره إلى بلدان أخرى". بحسب بول لي
شركة هواوي الصينية تقع في قلب التوترات الحالية بين الولاياتالمتحدةوالصين التفوق الصيني الصين في طريقها إلى التقدم على مدى السنوات الخمس المقبلة في مجال تقنية الجيل الخامس. تحتل الشركات الصينية بالفعل الريادة في براءات الاختراع المتعلقة بأسرع تقنيات شبكة الجيل الخامس شركة هواوي الصينية المثيرة للجدل والتي تقع في قلب التوترات الحالية بين الولاياتالمتحدةوالصين، تتصدر المجموعة باعتبارها أكبر مورد لأجهزة الاتصالات في العالم. "توفر بيجين النطاق الترددي لشبكات الجيل الخامس بالمجان تقريبًا" بحسب إديسون لي، رئيس أبحاث الاتصالات في شركة جيفريز في هونغ كونغ. سيدفع المشغلون الصينيون أيضًا تكاليف أقل لبناء المحطات الاساسية لشبكة الجيل الخامس. تبلغ تكلف المحطة الواحدة حوالي 30 ألف دولار في الصين، أي أقل من نصف متوسط 65000 دولار في الدول الأخرى. في الولاياتالمتحدة، تترك الحكومة تقنية الجيل الخامس للقطاع الخاص، حيث تدفع شركات الاتصالات تكلفة خمس مرات على الأقل أكثر من المشغلين الصينيين. "سيطرة الصين على تقنية الجيل الخامس سيخلق مخاطر أمنية للولايات المتحدةالأمريكية في حال قامت بتصديرها لدول أخرى بأسعار أرخص". بحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية تدعو شركة "كولكوم" الولاياتالمتحدة والحكومات الغربية الأخرى إلى المساهمة في بناء تقنية الجيل الخامس وعدم التخلف وراء الصين في هذه التكنولوجيا. حملة الولاياتالمتحدة على شركة هواوي الصينية سيكون اختبارا حقيقيا للتفوق الصيني في محال تكنولوجيا الجيل الخامس. الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قال إن الولاياتالمتحدة لا يجب أن تتخلف وراء دول كالصين في مجال تقنية الجيل الخامس. \\ هل بالغنا في الترويج لتقنية الجيل الخامس؟ اجتاح هوس تقنية الجيل الخامس قطاع الاتصالات وعشاق التكنولوجيا حول العالم، ولكن قد يكون الإفراط في التحمس لهذه التكنولوجيا لا يعكس حقيقة الجدوى الاقتصادية لها. التفاصيل: التوقعات غير الواقعية للقدرات الخارقة لتقنية الجيل الخامس قد تؤدي إلى خيبات أمل كبيرة. عند إطلاق شبكة الجيل الرابع، كان سوق الاتصالات اللاسلكية في الولاياتالمتحدة لا يزال لديه مساحة كبيرة للنمو، وكانت هوامش الإيرادات مرتفعة نسبيًا. أصبح السوق الاتصالات اللاسلكية أكثر نضجا ويتميز بنمو ضئيل للمشتركين (حوالي 1٪)، لذلك تبحث شركات الاتصالات عن طرق لكسب إيرادات جديدة من المشتركين الحاليين. شركات الاتصالات قامت بإطلاق حملات تسويق "مبهرة" لتجذب المستهلكين إلى ميزات وخدمات الجيل الخامس. المنفعة التجارية! تقنية الجيل الخامس لم تنتشر على نطاق واسع بعد، والعديد من المسؤولين ورجال الأعمال غير مقتنعين بأنه سيتم استخدامها بشكل فعال قريبا. 60% من المسؤولين في مجال التكنلوجيا يقولون إن المنفعة التجارية لشبكة الجيل الخامس هي التحدي الأكبر، بحسب معهد ماكنزي معادلة العرض والطلب وفقا لشركة "إكس هاريس" يعتقد 72 % من صناع القرار في مجال الأعمال أن شبكة الجيل الخامس تستحق أن تدفع أكثر مقابل خدماتها. 24% من المستهلكين يقولون إنهم سيتحولون إلى شبكة 5G و 19% سيشترون أجهزة جديدة بهدف الوصول إلى الخدمة. المستهلكون لن يشتروا أجهزة جديدة أو يدفعوا رسوما إضافية ما لم يروا فائدة حقيقية لخدمات الجيل الخامس. استثمارات ضخمة يخشى المحللون من عوائد الاستثمار الضئيلة لشركات الاتصالات الكبرى الذين ضخوا مليارات الدولارات في تحديث الشبكة. نظرًا لعدم وجود عائدات لشبكة الجيل الخامس حتى الآن، سيكون من الصعب إقناع المستثمرين من ضخ مليارات الدولارات في هذا القطاع. ارتفاع تكلفة إنشاء محطات التي تحتاجها شبكة الجيل الخامس. تبلغ تكلفة إنشاء محطات شبكة الجيل الخامس أكثر من 60 ألف دولار التغطية المحدودة تم طرح شبكة الجيل الخامس تجاريا بشكل محدود، لكن سرعة الأنترنت ونطاق الشبكة ضيق جدا. يشمل نطاق خدمة الجيل الخامس مناطق محدودة في بعض المدن، كما أنها تقتصر على شركات قليلة مشغلة للخدمة. بعد وقت قصير من إطلاق خدمة الجيل الخامس في أجزاء من شيكاغو ومينيابوليس، تنازلت شركة فيرايزون "Verizon" عن التكلفة الإضافية البالغة 10 دولارات بعد شكاو بشأن ضعف ومحدودية التغطية. السباق العالمي نحو الجيل الخامس الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قال إن الولاياتالمتحدة لا يجب أن تتخلف وراء دول كالصين في مجال تقنية الجيل الخامس. قامت شركات الاتصالات الأمريكية بالضغط على صناع القرار عن طريق إقحام المنافسة مع الصين في الفوز بسباق الجيل الخامس. حددت لجنة الاتصالات الفيدرالية الرسوم لشركات الاتصالات حول الأماكن التي يمكنها فيها وضع هوائيات الجيل الخامس. "الضجة المرتبطة بشبكة الجيل الخامس ليست متوازنة مع الواقع الاقتصادي" بحسب الخبير في مجال التكنولوجيا غريك موفيت. يعتبر مافيت أن الجيل الخامس ليس إخفاقا، وإنما توقعات غير منتظرة. كما انها ستوفر خدمات أفضل من الجيل الرابع، وستكون بمثابة خطوة قادمة رائعة للشبكة."