انتهت اللعبة بين المقاومة والعدو الصهيوني بعد صراع استمر لخمس سنوات ! . تقف المقاومة الآن في قمرة القيادة لدراسة تطبيق خطة أسر جندي آخر وتحرير بقية الأسرى بينما يدرس الاحتلال تلافي الوقوع في الفخّ مرة أخرى. ونجحت المقاومة الفلسطينية في تحرير 1050 أسير وأسيرة ضمن صفقة "وفاء الأحرار" على دفعتين عبر مبادلتهما بالجندي الصهيوني جلعاد شاليط. ويرى متابعون للشأن الصهيوني أن دولة الاحتلال الصهيوني طوّرت من منظومتها وخططها الأمنية والعسكرية لمنع أي عملية أسر جنود بينما لن تجد المقاومة غير الأسر متوقعين شن حرب جديدة على غزة. سمع صباح الاثنين في الكيان الصهيوني إطلاق نار كثيف من المعارضة عبر وسائل الإعلام تلوم فيه الحكومة الحالية على الرضوخ أمام شروط المقاومة لحد الركوع. صحافة النميمة ستفتح أبوابها لطرح الرأي والرأي الآخر وبحث مستقبل المقاومة في ظل التطورات العربية غير المرضية للكيان الصهيوني. ويرى المحلل السياسي د. عبد الستار قاسم أن نجاح صفقة "وفاء الأحرار" غيّرت المفهوم الفلسطيني لتحرير الأسرى. وأضاف: "بدل إصدار البيانات والمظاهرات والتوجه للأمم المتحدة والمطالبة بتحريرهم أصبح الوعي الفلسطيني أكثر نضجاً أنهم لا يحررون إلا بصفقات تبادل". وأوضح أن العدو الصهيوني يعاني الآن من اختلال ميزان القوى ضده في المنطقة وهو ما يجعل الوقت يسير ضده. أما الباحث في الشئون الصهيونية محمد مصلح فقال إن النقاش منذ الدفعة الأولى للصفقة محتدم في سن قوانين وإجراءات تتلافى تجاوز بعض المواصفات التي خضعت لها دولة العدو. وأفرجت دولة الاحتلال في صفقة التبادل عن أسرى كانت تصفهم ب" الخطرين الملطخة أيديهم بالدماء" وهي الآن تحاول تلافي ذلك مستقبلاً. وأشار مصلح إلى أن رئيس الكنيست والمعارضة كان ضد تحريرهم الأسرى الكبار. وأضاف : "خضعت دولة الكيان الصهيوني في الدفعة الأولى لكن هناك رضا عن الجزء الثاني وقد أفرجت عن أسرى من فتح لمحاولة زرع الفرقة وإبداء حسن نية تجاه السلطة. سيترك الساسة الخيط والمخيط للجيش والقوة العسكرية والأمنية لتلافي أي محظور مشابه مستقبلا . وسيغيب عن اجتماع الحكومة الصهيونية القادم ملف صفقة الأسرى وسيوضع على رفوف الأرشيف بجوار ملفات صفقات الأسرى. سيجد "الشاباك وأمان" مبرراً لرفع الموازنة المفترضة للعام المقبل تحت عنوان "حتى لا نخسر جلعاد شاليط آخر!" . وقال المحلل قاسم إن المقاومة في غزة ستواصل محاولاتها للنيل من الاحتلال عبر المزيد من التسلّح أو إطلاق الصواريخ على الكيان والنار على الحدود. وأضاف: "المقاومة بالمفهوم الحقيقي لا تعيش تحت الاحتلال في غزة بعكس الضفة غير المرشحة لممارسة المقاومة بسبب محاربة السلطة لها ".ووصف المقاومة بالضفة بأنها تعيش ظرف صعب لا يشبه أي نمط احتلال في ظل محاربة السلطة وتنسيقها المتواصل مع الاحتلال. أما المحلل مصلح فأكد انه من خلال متابعته للتصريحات العسكرية الصهيونية بعد الدفعة الأولى من الصفقة وعملية "إيلات" أنها تتجه للتصعيد. وأشار إلى أن هناك رغبة حقيقية من العسكريين لضرب غزة وقد تمثل ذلك في مجمل خطاباتهم وتصريحاتهم . وأضاف: "أجروا مؤخرا تدريبات مكثفة في النقب وفي الداخل استعدادا لأي تصعيد ورئيس الأركان ورئيس المنطقة الوسطى متحمسان لضرب غزة" . لن يحصد الضباط الصهاينة كثير من "النياشين" في أي حرب قادمة فقد ولّى زمان الانتصارات المتتالية بأقل الخسائر !. وقال المحلل قاسم إن الكيان الصهيوني ليس أمامه إلا الحرب في ضوء ازدياد قوة المقاومة مع الوقت. وأضاف: "إذا شنت الحرب ستكون مغامرة وإن أجلتها ستكون المغامرة أكبر مع الوقت". أما المحلل مصلح فأكد أن التدريبات الأخيرة تشير أنها تحضّر لحرب قد تشتعل على الجبهة الشمالية أو الجنوبية أو الجبهتان معاً. وأوضح أن شنها حربا ودخولها غزة سيقحمها في مأزق بين المجلس العسكري الحاكم في مصر والمقاومة المتحفزة بغزة. وأضاف: "العقلية المتطرفة والمتهورة في الكيان الصهيوني قد تدفعه بسبب الضغوط لتفجير معركة خارج حدوده لشدّ الانتباه". وأيا ما يكون المشهد الميداني والسياسي فإن الجولة الأخيرة بين المقاومة والعدو انتهت بتفوق الأولى على الثانية رغم قوة الاحتلال عسكرياً وسياسياً.