كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن تلقي شركة "Cadre" المملوكة جزئياً لصهر دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، ومستشاره جاريد كوشنر، تمويلاً أجنبياً غامضاً وصل إلى 90 مليون دولار، وذلك منذ دخول كوشنر للبيت الأبيض كمستشار لدونالد ترامب في الشرق الأوسط، الذي طور كوشنر علاقة وثيقة مع المسؤولين السعوديين، وخاصة الأمير محمد بن سلمان، وجاءت من خلال ذراع استثمارية تابعة لشركة "جولدمان ساكس" في جزر كايمان، التي تعتبر ملاذاً ضريبياً يضمن السرية للشركات. وبحسب وثائق الإفصاح المالي الخاصة بكوشنر ، فأنه قد احتفظ بحصة في الشركة بعد انضمامه لإدارة البيت الأبيض، حيث تقدر قيمة حيازته بنحو 50 مليون دولار . وتقول مصادر مطلعة في شركة كادر، إن المبلغ المالي الذي وصل عبر جولدمان من السعودية كان يقدر بنحو مليون دولار، وكانت هناك أموال أخرى قد وصلت من مستثمرين آخرين لم يكشف عنهم. يشار إلى أن كوشنر أدى دوراً رئيسياً في توطيد علاقة بن سلمان بالبيت الأبيض، وهو ما أسهم لاحقاً في دفاع ترامب عن ولي العهد السعودي بعد اتهامات له بالوقوف وراء عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر الماضي. وترى الجارديان أن التمويل الخارجي يمكن أن يؤدي إلى حدوث تعارضات خفية في المصالح بالنسبة لكوشنر أثناء قيامه بعمله لصالح الحكومة الأمريكية، وفقاً لبعض خبراء الأخلاقيات. وقالت جيسيكا تيليبمان، المحاضرة في كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن، التي تدرس أخلاقيات الحكومة وقوانين مكافحة الفساد: إن ذلك "سيتسبب في أن يتساءل الناس عما إذا كان هناك تأثير لهذه الأموال في طبيعة عمل كوشنر". واستقال كوشنر من مجلس إدارة الشركة "كادر" وقلص حصته في الملكية إلى أقل من 25٪، بعد انضمامه إلى البيت الأبيض، وفقاً لما ذكره محاموه. ولم تُدرج الشركة في أول كشف للأخلاقيات قدمه كوشنر، مبيناً في وقت لاحق أن ذلك لم يكن متعمداً وإنما كان إغفالاً غير مقصود، مشدداً على أنه لا يشارك بأي نشاط في عمليات الشركة. وقال مصدران على دراية بالشركة: "إن معظم الأموال جاءت إلى جزر كايمان من ملاذ ضريبي خارجي آخر، بينما جاء البعض من المملكة العربية السعودية".
وتأسست شركة "كادر" في عام 2014؛ من قبل كوشنر وشقيقه جوشوا وصديقهم ريان ويليامز، الذي كان يعمل سابقاً لدى جولدمان ساكس، وتعمل الشركة من مبنى في مانهاتن تملكه شركة عائلة كوشنر العقارية. وتصف الشركة نفسها كسوق على الإنترنت، حيث يمكن للمستثمرين أن يجتمعوا لشراء العقارات، لكنها قامت أيضاً ببناء صندوق استثمار عقاري تبلغ قيمته الآن أكثر من نصف مليار دولار، يُستخدم لشراء العقارات في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، وارتفعت قيمة الصندوق خمسة أضعاف منذ عام 2017، عندما عُين كوشنر مستشاراً للبيت الأبيض. وقال ريتشارد باينتر، وهو محامي أخلاقيات سابق في إدارة بوش، إنه شعر بالقلق إزاء عدم الكشف عن بعض تمويل "كادر".