تعقد اللجنة المشرفة على انتخابات مجلس نقابة الصحفيين، ندوة للمرشحين لمنصب النقيب وعضوية المجلس لعرض برامجهم الانتخابية وذلك فى تمام الساعة الخامسة مساء يوم الثلاثاء الموافق 12مارس الحالى بالطابق الثالث بمبنى النقابة. وارتبط اسم نقابة الصحفيين بالحرية، ويعد سلم النقابة من أشهر رموز التعبير عن الرأي في مصر، فقد كان على مدار سنوات الملاذ الآمن لأي صاحب رأي معارض، لأي كلمة حق أمام حاكم أو مسؤول جائر مهما كانت مكانته. لكن الواقع أن نقابة الصحفيين على مدار العامين الماضيين أصبحت مجرد مبنى، وفقدت المعنى والرمز. وباتت قضية البدل هي شغل الصحفيين الشاغل!! واللافت أنه في كل انتخابات لمجلس نقابة الصحفيين، يكون الحديث عن زيادة البدل من أهم أوراق الدعاية الانتخابية، لكن في هذه المرة، أصبح البدل هو كل أوراق الدعاية الانتخابية لأبرز مرشحين على منصب نقيب الصحفيين.
البدل على حساب الحرية
ضياء رشوان، مرشح النظام في انتخابات النقابة، كان أول من لجأ إلى استخدام "البدل" كخط هجومي ودفاعي له في وقت واحد. ثم تبعه رفعت رشاد بتصريح مماثل، وإن لم يفته أن يتهم ضياء رشوان بأنه يستخدم البدل كنوع من الدعاية. زاد رفعت رشاد الطين بلة، عندما قال إن النقابة لا يجب أن تتدخل في الشؤون السياسية إلا فيما يرتبط بمصالح النقابة، وكأن العمل بالصحافة لا يحتك مطلقا بالسياسة، أو أن الصحفي لا يجب أن يكون له دور أو موقف، وأن النقابة تغسل يدها من المسئولية عما يتعرض له أبناء النقابة من قمع وسجن. الأمر الأكثر وضوحا في معركة النقابة الكلامية، أن برامج المرشحين على منصب النقيب خلت تماما من أي كلمة عن الحريات، رغم أن كل ما يحدث للصحافة من كوارث (بعضها مثير للسخرية والاستياء مثل خبر تعيين وزير نقل ميت منذ 11 عاما) بسبب حالة القمع المتفشية في مصر عموما وفي الوسط الصحفي والإعلامي خصوصا. لم يهتم اي من المرشحين على منصب النقيب باهم قضية تمس الصحفيين، ألا وهي حرية ممارسة الممهنة دون ضغوط أو قمع أو قهر او تهديد بالسجن. ونجح المرشحون في صرف انتباه الصحفيين إلى قضية زيادة البدل مستغلين في سبيل ذلك تردي الأحوال المعيشية للصحفيين كجزء من المجتمع المصري الذي تحولت حياته إلى جحيم. ولم يفكر أي من المرشحين في الاهتمام بقضية الصحفيين المحبوسين على ذمة قضايا نشر في سجون النظام، مثل الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين، رئيس تحرير جريدة الشعب (الوحيد الصادر ضده حكم قضائي بالحبس في قضية نشر) والكاتب الصحفي عادل صبري رئيس تحرير موقع مصر العربية، والزملاء أحمد عبدالعزيز، وحسام السيوفي، وهشام جعفر، وأحمد زهران، ومعتز ودنان، وإبراهيم الدراوي وإسلام جمعة والعشرات من الأسماء التي يتخطى عددهم 90 صحفيا في سجون النظام، الذين يشكلون حالات ادانة صارخة لوزارة الداخلية المصرية خاصة والمؤسسات التنفيذية بشكل عام.
اقرأ أيضا: رسالة من الصحفيين المصريين خلف القضبان
برامج تخلو من الحرية
بدوره، قال الكاتب الصحفي يحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق، إنه لاحظ في انتخابات التجديد النصفي للنقابة، أن بعض البرامج والأفكار المطروحة، حتى الآن، تتجاهل كلمة الحرية أو تطرحها "خطف" وباستحياء، وعلى طريقة "ولكن"، كما أن البعض يُسرف في استخدام كلمة الهيبة والكرامة، لمجرد دغدغة المشاعر، وآخرون يرفعون شعار المهنية أولًا والخدمات أولًا، و كأنه ينظر خلفه حتى لا يضبطه أحد مُتلبسًا "إنه بتاع حاجة تانية". وأضاف على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن نقابة الرأي حَسمت منذ عقود طويلة ما يتردد فيه أو يخشاه المرشحون، وأكدت أنه لا مهنية بدون حرية، وأن الخدمات لا تأتي بالتسول ولا عبر مزادات الانتخابات، بل عبر مؤسسة النقابة التي تحفظ الهيبة والكرامة دون مّن على أعضائها. وأكد "قلاش" أنه على مدى تاريخ النقابة، كل الخدمات التي بقيت واستمرت كانت نتاج عمل جماعي ومؤسسي، والمجالس التي استطاعت أن تدافع عن كرامة الكيان النقابي، هي التي قدمت أكبر الخدمات للأعضاء. وتابع: "المهنة تتعرض لخطر حقيقي وأوضاع الصحفيين بلغت حد الخطر، والانتخابات الآن مناسبة لحوارات جادة تدخل في أصل الموضوع بلا مواربة أو مراوغة، و هذه فلسفة ومقصد قانون النقابة الذي اخترنا فيه لأنفسنا، دون غيرنا، أن تكون الانتخابات كل عامين". ووجه "قلاش" رسالة لأعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، قائلًا: "راهنوا عل الحوار الحقيقي الذي ينطلق من القلب ليصل إلى العقل، ولا تأخذوا معكم إلى صناديق الانتخابات شعارات تستهدف سرقة أصواتكم".